[الزرقاوووي]

هذا ليس شعاراً أحاول ترديده مع محمود سعيد أو محمد الصحاف .. ولا أريد تخدير الضمائر العربية أو استمالتها ..
ونحن نختلف ظاهراً وباطناً مع تشيعه وانتمائه الطائفي .. ولكن ..

الرد الإسرائيلي طال لبنان بالكامل .. سنة وشيعة ومارونيين ودروز وإلى آخر التصنيفات ..

الرد الإسرائيلي قتل أطفالاً وشرد عوائل ودمر اقتصاداً ..

هؤلاء نسميهم عرباً .. ونسمي غالبيتهم مسلمين ... وأولئك نسميهم يهوداً وصهاينة غاصبين ..

يجب أن ننظر للأمر من هذه الزاوية ..

أنا لا أطالب بالبيانات النارية ولا الدموع التمساحية ولا أدعو إلى الذهاب للجهاد في لبنان ..

أنا أطالبكم بالصمت .. اصمتوا .. ودعوا الرؤوس الحاسرة تحت أزيز وصليل وقعقعة السلاح تواجه مصيرها ..

هم الآن يدافعون عن بلدهم وأهلهم ووطنهم وأطفالهم .. هم الآن يواجهون الموت وأنتم تواجهون المكيفات والمفطحات .. والكيبوردات .. هم لم يطلبوا منكم شيئاً .. ولا أظنهم يتوقعون منكم شيئاً ..

اصمتوا عنهم .. دعوهم وشأنهم ..

ليس هذا وقت الاختلاف المذهبي .. وتبادل التهم بالعمالة والخيانة .. ليس هذا وقت الأفكار الألمعية والبحوث العلمية التي تجرمهم وتكفرهم .. ليس هذا وقت التنابذ ولا التنابز ..



ليس هذا وقت المعارك المخملية .. ولا وقت الجهاد الإلكتروني ..



هذا وقت الحقيقة .. والحقيقة وحدها تقول : إن أطفالاً هناك تمزقت جثثهم أشلاء .. وشيوخاً انحبست دمعات الإشفاق والحسرة والعجز في عيونهم .. ونساء يولولن في الجحيم ويبتن في العراء ..

اصمتوا يرحمكم الله .. إن لم تستطيعوا مد يد العون لهم .. ولم تطاوعكم قلوبكم ( الملائكية الطاهرة ) بالدعاء لهم فاصمتوا ..

إن الذين يشنعون على حزب الله اليوم .. أو الذين يرتمون في أحضانه سواء ..

هذا ليس وقت التعالي على الذين يضمدون جراحهم في ميادين المعارك .. ولا التباكي على من مزقت أجسادهم مواقف الدول العربية ..

مشكلتنا ــ نحن العرب ــ أننا عاطفيون ... عاطفيون في الكره أو البغض .. نحب إلى أقصى اليمين .. ونكره إلى أقصى اليسار .. لا نستطيع إمساك العصا من المنتصف ..

لقد أعمى الكره لانتماء حزب الله بعضنا عن مجرد التعاطف .. علماً بأن هناك أمماً في الكون كثيرة تعاطفت مع الضعيف في مواجهة القوي .. عبر التاريخ .. بغض النظر عن دينه أو انتمائه أو طائفته ..

إلى الذين لم تحرقهم الشمس ولم تلذعهم النار .. إلى المنعمين الآمنين .. إلى الذين يتمرغون في النعيم كما تتمرغ البغال في الطين .. ويضمخون لحاهم بدهن العود والعنبر وإيف سان لوران .. إلى الذين يستمتعون بمشاهدة الدم وهو ينز من الجرح .. ويمتنون لتطاير الأشلاء من الجسد .. ثم يذهبون ليركبوا نساءهم ويغطون في نوم عميق ..

استحوا واصمتوا .. لا نريدكم أن تشيدوا بمقاتلي البقاع الأشقياء .. ولا تهللوا لهم ولا تكبروا .. ولا نريدكم أن تخسروا ريالاً واحداً من حساباتكم المكتنزة .. كل ما نريده منكم فقط الصمت .. الصمت عنهم أيها الجبناء .. فإذا نطق الرصاص عليكم أن تبلعوا ألسنتكم ( الطاهرة ) عن الدعاء والعويل أو عن التشنيع والتكفير والتضليل
الزرقاوووي