بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » بــنــت بــريــدة » ( غشامة ) في إثبات الـ( ذات )!( من أرشيف الاستشارات 1 )

بــنــت بــريــدة بنت بريدة - القسم خاص بالنساء -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 24-08-2006, 10:38 AM   #1
د.عبدالعزيز المقبل
أستاذ جامعي و مستشار اجتماعي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2006
المشاركات: 3
( غشامة ) في إثبات الـ( ذات )!( من أرشيف الاستشارات 1 )





في ليلة السابع من رمضان المبارك ، من العام 1426 هـ ، كنت في طريقي إلى لجنة إصلاح ذات البين . ترجلت من سيارتي أمام المبتى ، واتجهت نحو الباب ، وقبل أن أدخل أعلن جوالي وصول مكالمة .. كنت متأخراً عن الاجتماع ، ومن هنا ترددت بعض الشيء في الرد ، ثم فتحت الخط :

- ألو .

- نعم .

- د / عبد العزيز ؟

- نعم .

- أنا أبغى أنتحر !

- هاه .. إذاً أنت التي أرسلت رسالة بهذا عصر اليوم ؟!

- نعم .. أصلاً أنا كنت كلمتك قبل سنتين ، وكنت في ثاني ثانوي ، على أني أعاكس شباب ، ونصحتني ، وتركت المعاكسة ، ولكني رجعت بعد سنة ، و ...

- عفواً بنتي ، أنا الآن منشغل ، ولن أستطيع الاستماع لك بشكل جيد . هل يمكن أن تؤجلي الاتصال إلى الغد ؟

- خلاص . بس أرجووووك ردّ !

- إن شاء الله .

اتصلت ( م ) بعد ذلك كثيراً .. كانت فتاة جامعية ذكية ، تعيش مثل غيرها ، وإن كانت ظروفها الأسرية غير مستقرة .

رأت ( م ) زميلاتها من حولها ، كل واحدة تلفت النظر بشيء ؛ ( أخلاق عالية ، ثقافة ، تفوق دراسي ، جمال ... ) . تلفتت ( م ) عما يمكنها أن تلفت به النظر ، وتثبت به ذاتها ، وتعلن عن وجودها . لم تبحث عن الأجدى ولكن عن الأسهل .. ولم تفكر في العاقبة ، ولكنها وضعت قدمها في ( قيد ) اللحظة الراهنة .. رأت – كما تقول – أنه يمكنها أن تقوم – أثناء مشيها في الشارع – بـ( حركات ) ، تستطيع بها أن ( تجنن ) الشباب !! .. وتحقق لها ما أرادت ، حتى صار اسمها ( أنشودة ) على ألسنة الشباب ، في مدينتها الصغيرة .

- اثنين تزوجوا ، والثالث ملّك ، وبعد شهر يتزوج !! .. هكذا كانت تتحدث عن ثلاثة شباب استطاعوا – بخبث – ( إغواءها ) ، عبر أساليب مختلفة ، حتى طاوعتهم ، وخرجت معهم ، وأقامت معهم علاقة امتدت بعض الوقت ، ووقع خلالها الفأس بالرأس !

- دعوت عليهم ، واحد منهم مات قبل أسبوعين ، بعد زواجه بأربعة أشهر .. الله لا يرحمه ! .. كانت هذه كلماتها ، التي تمثل مشاعرها المضطرمة ، تجاه ما حدث لها .

- المشكلة إن الكلام بدا يمشي بين الناس ، وأبوي لو وصله الخبر ، والله إن يطيّر رأسي بالرشاش !

كنت وأنا أسمع كلماتها كمن ينظر – بإشفاق – إلى إنسان تعرض لحادث مزق جسده ، دون أن ينهي حياته ، وهو يتساءل : ترى من أين يبدأ الترميم ؟! .. كانت الفتاة تجسد ( خارطةً ) ، تصور أنواع المآسي : تمزّقٌ نفسي ، خوف صاعق ، قلق على المستقبل ، عدم قدرة على التفكير في الحاضر ، نظرات زائغة ، ونفس ملهوفة ، وقلب مضطرب .

- أرجووووك ، أنا مستعدة أتزوج ( أي ) واحد ، لو بأقصى الدنيا ، لو معه ثلاث نسوان ، المهم أنستر !!

أصبحتُ أتمزق نفسياً ، وأنا لا أملك لـ( م ) سوى المواساة بالكلمة ، ووعود ( غائمة ) بالبحث عن ( زوج ) بأي مواصفات ، أقولها ( تسلية ) ، في وقت تأبى فيه مروءتي أن أجرحها ( بسكين ) اللوم ، بعد كارثتها تلك .

هل ( م ) هي الوحيدة ، التي هاتفتني من ( بئر ) مأساتها ؟! .. بالتأكيد : لا .. ولكن المساحة الزمنية ، التي واتتني فيها فكرة هذه الكلمة فرضت عليّ ألا أزيد على ( نموذج ) ، قُدّر لـ( م ) أن تمثّله !

د.عبدالعزيز المقبل غير متصل   الرد باقتباس


 

الإشارات المرجعية

أدوات الموضوع
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 01:55 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)