أوْقِفوا هذا الصلف والسُخْف ونبْش الفِتنِ فإني واللهِ وائدها أنا أبا عقِيل ابنُ جَـلاَ وطَلاَّعُ الـثّنايَـا هُبوا إلى الأوْلوِيات واتركوُا عنكم سفاسِف الأمُور وإني لأرى رُؤُوساً قد أينعت وحاق قِطَافُها ، وإني لصاحبها، وكأني أنظر إلى الدِّمَاء بين الغُتر واللِّحَى ,إني والله يا أهل بُريْدةٍ ما يُقَعْقَعُ لي بالشِّنان ، ولا يُغمَزُ جانبي كَتَغْمَازِ التِّين ، ولقد فُرِرْتُ عن ذكاء ، وفُتِّشْتُ عن تجربة ، والله لأحْزِمَنَّكُمْ حزم السّلَمة، ولأضربنّكمِ ضربَ غرائب الإِبل، فإنكم لكأهل قريةٍ كانتْ آمنةً مُطْمَئِنةً يأتيها رزقُها رَغَداً من كلِّ مكانٍ فكفرتْ بأنْعُم الله فأذاقَها اللهُ لباسَ الجوع والخوفِ بما كانوا يصْنَعون، وإني والله ما أقولُ إلا وَفَّيتُ، ولا أَهُمُّ إلا أمضيَتُ، ولا أخْلقُ إلا فَرَيْت , فاتْرُكوا قناة المجْدِ وشأنها فوالله ما وطِئت قناةٌ في الفضاءِ خيرٌ مِنها .
|