[ابن الإسلام]

من المؤلم أن يدفع الانسان ثمن ذنب لم يفعله .. ويعُاقب على جريمة لم يرتكبها .. والمؤلم أكثر أن يستمر معه هذا العقاب طوال حياته .. أما قمة الألم فإن يكون هذا المُعَاقب طفل .. فتح عينيه على الدنيا ليجد نفسه مذنبا ينتظره عقاب قاسي لايعرف له سببا ..!!

ينشأ يتيم بلا أب .. ولا أم ..- رغم إنهما على قيد الحياة – لكنه لم يلتقيهما ابدا ولايعرف حتى اسميهما ..سأل عنهما كثيرا ولكن دون جواب
كل أمله الآن أن يجد أسرة بديلة وأب يتطوع لتعويضه عن حنان أبيه .. وأم تتطوع لتضمه لصدرها عوضا عن أمه التي ألقت به إلى الشارع وتركته لدور الأيتام لتحتضنه مع كثيرين غيره ممن يسميهم المجتمع بـ ( اللقـطــاء ) ..
ياله من بؤس وألم يتجرعه هؤلاء الأطفال كل يوم ..خاصة وهم يرون بعض إخوانهم في دار الأيتام يخرجون مع أسر بديله تتقرب إلى الله في احتضانهم وترجو صحبة الرسول صلى الله عليه وسلم بكفالتهم ..
كم طفل وطفله يتمنى أن يكون الدور القادم عليه فيخرج من هذه الدار التي حفظها إلى الدنيا الواسعه ويتذوق حنان الأم ومحبة الأب التي طالما حلم بها

حدثتني إحدى قريباتي والتي تساهم في حضانة هؤلاء الأطفال كأسرة صديقه تقوم بإستضافة الطفل في إجازة نهاية الأسبوع ليقضي لديها يومين تعيده بعدهما إلى الدار ..حدثتني كيف كان كل طفل يرجوها أن تأخذه هو .. ويقول لها إنها لم يخرج ابدا مع أسرة صديقه .. وكيف كانوا يتعلقون بأطراف عباءتها ..قالت :
كان الوضع مأساوي بالنسبة لي تمنيت لو أستطيع أخذهم كلهم ..ولكن إمكانياتي لاتسمح إلا بطفل واحد خاصة وإنها التجربة الأولى لي
تقول تركت الآخرين بعد أن دعوت لهم أن يوفقهم الله بمن يستضيفهم أو يتبناهم .. ليندمجوا في بناء المجتمع ويعيشوا حياة طبيعيه مع أسرة ترعاهم و تهتم لشؤونهم ... ثم حكت لي بعض القصص التي حدثت لها مع هذا الطفل والذي يدرس في الصف الرابع ويبلغ من العمر عشرة أعوام .. تقول في أول يوم بعد أن أخذته من الدار كنا نجلس إلى طاولة الطعام ولاحظت أن الطفل يطيل النظر في الأصناف التي أمامه .. تقول : فأخذت ورقة خس وقدمتها له ورفضها متسائلا : أتأكلون هذه ؟ تقول : استغربت تصرفه وسألته عن الخس فلم يعرف اسمه !! فأخذت أصنافا أخرى من طبق الفاكهه وعرضت عليه فلم يعرفها ايضا وكأنه لم يشاهدها من قبل .. ولك أن تتخيل الوضع !!

وتقول حدث ذات مره أن سافرنا لقضاء إجازة نهاية الأسبوع في المنطقة الشرقية وكان معنا .. كان متحمسا يريد السباحة في البحر ولكنني رفضت لبرودة الجو .. فلما رأى اصراري أقترح علي التالي :
( مارأيك أن نجلس في السيارة ونغلق علينا النوافذ وننزل البحر نتفرج ونعود ) !!
تقول : صدمني اقتراحه فقد كان يعني كل كلمة يقولها .. حتى أن طفلي ذو السبع سنوات استغرب وقال ستغرق السيارة إذا نزلت في الماء .. إلا إنه لم يقتنع وأخذ يجادل !!


وفي النهاية إن مما يثلج صدورنا ويطمئننا على هؤلاء الأطفال وجود من نذر نفسه لفعل الخير مهما كلفه ذلك محتسبا فعله لوجه الله تعالى .. نسأل الله أن يعينهم ويوفقهم لما يحبه ويرضاه .


أردت فقط أن ألفت انظاركم لهذه الفئة من الأطفال .. وأقول أن كفالتهم من السهولة بمكان ولن تكلف شيئا فالحكومة أعزها الله تدفع لكافل اليتيم معونة شهرية تزداد إذا بلغ الطفل سن المدرســة .. وقد وعد الرسول صلى الله عليه وسلم كافل اليتيم بصحبته في الجنة .. وفي كفالة اليتيم باب خير وأجر عظيم

القصة طبعا نقلتها من احد المواقع بعد أن أعجبتني لكي تعم الفائده