|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
17-12-2006, 07:19 AM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jun 2006
المشاركات: 274
|
***قيامٌ لا يعرفُ الفتور(إليكم حفظة كتاب الله)***
قيامٌ لا يعرفُ الفتور حدثني إمام المسجد حديثاً ليليّاً طويلاً ، باعثه رسالة مني إليه ، كتبت فيها مقالة للشنقيطي صاحب أضواء البيان ، مفادها أن القرآن لا يثبت في زور صاحبه إن لم يكن من أهل القيام به آناء الليل . فأرسل يقول: [ولهذا تعجب من حامل القرآن ينام آخر الليل والقرآن في صدره مع أن الله يقول: ((ومن الليل فتهجد به نافلة لك)) ويقول سبحانه: ((ويذرون وراءهم يوماً ثقيلاً)) بعد أن قال: ((ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلاً طويلاً)) فكأن تسبيح وسجود الليل الطويل وقاية من شدة اليوم الثقيل ، نقل ذلك عن الأوزاعي]. هذه رسالته ، درة لازلت أحفظها ، وينبوع صدق لازلت أرتوي منه . ولاغرو فهي من كاتب سبر وخبر ، وعاش لذة مناجاة صنعت منه إنساناً يدب على الأرض وروحه متصلة بالعالم العلوي .. هكذا عرفته . ثم كان الحديث ليل ذلك اليوم . حديث أطاله الحدث ، جلست وإياه ، كان شجرة قطوفها دانية فاقتربت وهيأت السلال للقطاف ، ورأيت عنده أطيب الثمر فأطلت وأطلت الالتقاط . ذهب وتركني والثمار . حدثتني حديثه فأطالت ، ورغبت في الإعادة فأعادت . حدثتني تلك الثمار حديثه الشجي إذ يقول : [والله إني لأمر بالضائقة تصيبني فلا ألقي لها بالاً ، ولا تشغل من فكري حيزاً ، وأستغرب من معاملتي لها قبل أن يستغرب المتأمل] يتابع: [أظنها لو مرت على أحدهم لجعلت عظامه رمماً ، ولزاغ من البصر ، ولبلغ حنجرته القلب ، وإني لأعلم أن السبب قيام الليل. إنني بسببه أحس بانشراح صدري جميع يوم تيك الليلة!!] ختم قوله هذا بتنهيدة عرفت معناه قبل خروجها .. عرفت منها .. أن الرجل يتكلم من واقعِ معايشٍ ومجرب . عرفت منها .. أن (الإمام) لم يبح بحديثه هذا إلي مراءاة ومفاخرة ، إذ لو كان كذلك لحكاه قبل الطلب والإلحاح ، ولطرق مسمعي منذ سنين عددا . لم يكن جاهلاً مثل ذاك الذي إذا قام ليلته كان شغله صبيحتها إبراز وجهه للعالمين يريد مراءاة أن يبصروا النور في وجهه ، وأي نور لجهول؟!! حدثتني تلك الثمار نصيحته الصادقة حين قال: [إذا كنتَ مرهقاً فأعط نفسك حقها الواجب ، ولا تؤذها فتشغلك بقية يومك ، أمهلها إلى قبل ساعة من الفجر] الله أكبر ، كذا فلتكن همة الطامحين . بقوله هذا كأنه يخاطب الأنفس النائمة الهائمة: إليك عني فلست منك ولست مني . هذا سبب طيبِ نفسه وكريمِ طبعه . لم أدعه يسترسل في البيان بل قاطعته قائلاً: والبداية؟!! أطلق لعينيه التأمل ، وللسانه الإيجاز عن تجربه ، وليده حركة التأكيد ، وقال: [ألزم نفسك بربع ساعة قبل الفجر ، ودعها مدة تتروض على ذلك ، وستقودك إلى حيث قدتها ، هي كالناقة تجفل منك البدء غير أنك ببضع سلوكيات تجعلها تبكي بين يديك وتداوم شمّ رأسك وتقبيله ، وقد جربت القيام وجربت الناقة] فتمتم لساني: ((ولا ينبئك مثل خبير)) .......................... .................. ........... .... . |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|