|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
09-01-2007, 04:08 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2006
البلد: بريدة ، دومة الجندل
المشاركات: 1,457
|
من أكل كبدة حاشي أتـنتـقض طهارته ؟ للمناقشة
[align=justify]بسم الله الرحمن الرحيم
لا شك أنه ثبت في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم من حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم أتوضأ من لحوم الغنم ؟ قال : " إن شئت " قال : أتوضأ من لحوم الإبل ؟ قال : " نعم " . وكذلك في حديث البراء قريباً من حديث جابر بن سمرة رضي الله عنهما . ولهذا الدليل ذهب الحنابلة وأهل الحديث إلى أن أكل لحم الإبل ناقض من نواقض الوضوء وهو مذهب الشافعية في القديم وكذلك قول عامة أهل الحديث واختاره البيقهي والنووي وشيخ الإسلام وابن القيم والشوكاني وغالب العلماء المعاصرين . بينما ذهب الجمهور من الحنفية والمالكية والمشهور عند الشافعية إلى أن أكل لحم الإبل لا ينقض الوضوء ، وهو قول ضعيف لا يقاوم الأدلة الصحيحة الصريحة ، ولهم أدلة وتعليلات ولكن أبرز أدلتهم ما جاء عن جابر رضي الله عنه عند أبي داود قال : " كان آخر الأمرين من رسول الله ترك الوضوء مما مست النار " وكذلك قول ابن عباس عند ابن أبي شيبة " الوضوء مما خرج وليس مما دخل " وهو موقوف ، والجواب عن حديث جابر أن الحديث مختلف فيه وقد اختصره أحد رواة الحديث ( شعيب بن أبي حمزة ) فتغير المعنى ولا أريد التفصيل لكي لا تتشتت الأذهان ، وكذلك أجيب عن هذا الحديث بأن ترك الوضوء مما مست النار عام ، والأمر بالوضوء من لحوم الإبل خاص ، والخاص مقدم على العام ، وكذلك قال ابن القيم : ( أنه لا تعارض بين الحديثين ، فإن حديث جابر " آخر الأمرين ترك الوضوء مما مست النار " إنما يدل على أن كونه ممسوساً بالنار ليس جهة من جهات نواقض الوضوء .. ) وكلامه رحمه الله واضح شافي ، وأما قول ابن عباس وغيره من الصحابة بأن الوضوء مما خرج وليس مما دخل ، إنما قال ذلك من قاله في ترك الوضوء مما مست النار . وليست هذه مسألتنا التي سنتذاكرها إن شاء الله فيما بيننا وإنما هذه المقدمة للفائدة . وبعد أن تبين لنا أن القول الصحيح الذي يعضده الدليل هو أن أكل لحم الإبل ناقض من نواقض الوضوء ندخل في مسألة مهمة جداً وهي : ( هل شحم الإبل وكبده وطحاله وكرشه ينقض الوضوء أم لا ؟ ) بعد البحث تبين لي ما يلي : أن المشهور من مذهب الحنابلة أنه لا ينقض إلا اللحم خاصة أي { الهبر } ، وأما الكبد والشحم والقلب والكرش والسنام ونحو ذلك فلا ينقض الوضوء ، والقول الثاني وهو الأقوى والله أعلم وهو رواية عن الإمام أحمد أن جميع أجزاء البعير ناقضة للوضوء وهذا اختيار العلامة السعدي رحمه الله وتلميذه الشيخ ابن عثيمين رحمه الله وغيرهما من أهل العلم . واستدل أصحاب القول الأول بأن النص ورد في اللحم خاصة { أتوضأ من لحوم الإبل } . وأما أصحاب القول الثاني من يقول بأن الكبد والشحم والكرش ينقض الوضوء استدلوا بأن اللحم شامل لجميع الأجزاء كما قال تعالى ( حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير ) فلحم الخنزير يشمل جميع الأجزاء وكذلك استدلوا بعدة أدلة ذكرها ابن عثيمين رحمه الله بتوسع في الممتع ( 1/300 ) وقال الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله : ( الصحيح أن جميع أجزاء الإبل كالكرش والقلب داخل في حكمها ولفظها ومعناها ، والتفريق بين أجزائها ليس له دليل ولا تعليل ، ولا يدخل في ذلك الحليب واللبن والدهن ؛ لأنه ليس لحماً ، ولا يشمل مسمّاه ) انتهى ( 1/304 ) من توضيح الأحكام للبسام . أما حليب الإبل ومرقه فالقول الصحيح أنه لا ينقض الوضوء لأن الحليب والمرق لا يسمى لحماً لا عرفاً ولا شرعاً ، وقال ابن عثيمين : ( الوضوء من ألبان الإبل مستحب وليس بواجب وأما المرق ففيه وجه للأصحاب أنه يجب الوضوء منه لوجود الطعم في المرق وهذا تعليل قوي فالأحوط أن يتوضأ ) اهـ والله أعلم ، ويا حبذا المشاركة من الجميع لكي تكتمل الفائدة . فائدة / الحكمة من وجوب الوضوء من أكل لحم الإبل : اختلف العلماء في العلة والحكمة من وجوب الوضوء من أكل لحم الإبل ، فقيل : إن الحكم تعبدي فتكون علته مخفية عنا ، وهذا المشهور من مذهب الحنابلة . وقيل : إن لحم الإبل شديد التأثير على الأعصاب فيهيجها ، والوضوء يسكن الأعصاب ، وهذا ذكره ابن القيم في إعلام الموقعين وابن عثيمين في الممتع . وقيل : بأن الإبل فيها قوة شيطانية ، والغذاء له تأثير على المتغذي ، والثورة الشيطانية إنما يطفئها الوضوء ، وهذا ذكره ابن القيم والبسام وغيرهما . وقيل : وهو قريب من السابق أنه جاء في الحديث أن الإبل خلقت من الشياطين كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( صلوا في مرابض الغنم ولا تصلوا في أعطان الإبل فإنها خلقت من الشياطين ) رواه الإمام أحمد وابن حبان وابن أبي شيبة وغيرهم وإسناده صحيح كما خرجه الشيخ دبيان الدبيان في كتابه موسوعة أحكام الطهارة بتوسع . وفسر الحديث ابن حبان بأن معنى خلقت من الشياطين بأن معها شياطين على سبيل المجاورة والقرب ، وقيل معناه : أن من طبعها الشيطنة . قال الشيخ دبيان الدبيان في موسوعة أحكام الطهارة ( 10 / 862 ) بعد أن ذكر التعليلات السابقة وغيرها بتوسع قال ( وكل هذه العلل إنما هي التماس ، فلم ينص الشارع على العلة من الوضوء من لحمها ، وسواءً كانت هذه العلة أم غيرها فإن اليقين المقطوع به أن الشارع حكيم ولا يأمر إلا بما فيه حكمة ، فالحكمة هو أمر النبي صلى الله عليه وسلم ، والتماس العلة إنما هو من أجل القياس ...) هذا ما تيسر في هذه المسألة أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا وأن يعلمنا ما ينفعنا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . أنتظر مشاركاتكم وفوائدكم في هذا الموضوع . [/CENTER]
__________________
قال صلى الله عليه و سلم:(( مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ فَقَالَ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ العلى العظيم ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِى أَوْ دَعَا اسْتُجِيبَ لَهُ فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاتُهُ )) رواه البخاري .تعارَّ من الليل : أي هبَّ من نومه واستيقظ . النهاية . |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|