[سميقل]

تطل علينا أخيراًَ ياأبا الطيب... ولك شوق ووحشة...
هاأنت تدلف علينا... بعد كل تلك السنين..
إذ تمنى عشاق شعرك ومحبيك لو حظروا بعض جولاتك في ميدان الشعر مادحاً تارة... ذاماً تارات...
ثورياً كنت في صوتك ونظراتك... كما في مواقفك، أشعارك وأفكارك...


كيف لا أعرفك... وقد كنت ترفع مقام من تمدح للثريا... ألم تنشد بالأمس:

فـإن يكُـنِ المَهـدي مـن بـانَ هَديـهُ *** فهــذا وإِلا فــالهُدَى ذا فمـا المَهـدي
ثم أعدتها أخرى اليوم بقولك:
يالمَهدي المُنتَظر بالحَاجِتين الجِسَام *** المَّدة المِسكِتَه والأَخْذ بإيد الضَرير

ومهما يبلغ عندك المدح فلا تنسى أن تفخر بذاتك...
فما أجمل تطاولك على الجميع بالأمس في مجلس سيف الدولة:
سَــيَعْلَمُ الجَـمْعُ مِمَّـن ضَـمَّ مَجْلِسُـنا *** بِــأنَّني خَـيْرُ مَـن تَسْـعَى بِـهِ قـدَمُ
ثم رددت اليوم في مجلس الشيخ محمد بن زايد:
واصير احس اني البارود والا الحسام *** في ساحة الشعر من تبوك لاقصى عسير

لقد هجوت حاكم مصر كافور بعد أن مدحته:
نـامَت نواطِـيرُ مِصـرٍ عَـن ثَعالِبِهـا *** فقــد بَشِــمْنَ ومـا تَفْنـى العنـاقيدُ
وهائنت تعيد الكرة في يومنا هذا وتخرج منها منفياً... وكأني أراك حين أنشدت:
طَـرَدتُ مـن مصـرَ أيدِيهـا بِأرجُلهـا *** حـتى مَـرَقنَ بهـا مـن جَـوشَ والعَلمِ

إن اخطأتك ياسيدى... فأعداءك هم من يدلوني إليك! لقد ضاقوا بهجاءك ذرعاً... ففي الأمس تقول:
بــأَيَّ لَفْــظٍ تَقُـولُ الشِـعْرَ زِعْنِفـةٌ *** تجُــوزْ عِنـدَكَ لا عُـرْبٌ وِلا عَجَـمُ
واليوم تعيد المقول:
ممايسبب لبعض اعدائي الاحتدام *** اللي يحسبون قرض الشعر مثل الشعير
والشعر وان كانه المقصودباول مقام *** فالله يرحم ابو الطيب ويرحم زهير
نعم... لقد عرفت أنه أنت عندما سمعت صوت من ضاق بك ذرعاً يطلب شاعراً غيرك...
يملأه الألم والحزن، وهو يرى وفاقك مع ولي العهد... أتضنه سعيداً!!!

ياسيدي... بل إن مررت يوماً في السوق ... لعلمت أنك أنشدت فيه القصيد... فقد أصبح الخلق كلهم في جدل بعدك....
أَنـامُ مِـلءَ جُـفُوفي عـن شَـوارِدِها *** ويَسْــهَرُ الخَــلْقُ جَرَّاهـا ويَخـتَصِمُ

فمن يقول بعد ذلك يا أبا الطيب أنني لم أرك ولم أستمع إلى نبرات صوتك وأحضر معاركك الشعرية!!!
[line][/line][align=left]smegul@gmail.com[/CENTER]