غــــــزوة فــي كـتــب غــــــازي .. !

الــنــهــيــم · 31-01-2007, 10:01 PM

قبلَ مُدة استفسرتُ من الصديق العزيز [ د/المعتصم ] عن كتابٍ جميلٍ أقرأهُ ، لاسيّما أنّ الدُكتور - حفظه الله - يُعدُ من المُتيمينَ في القراءة ، ولَقد أشارَ عليّ بقراءةِ كتاب يُدعى [ حياةٌ في الإدارة ] للدكتور غازي القصيبي ، وفيما يبدولي أنّ هذا الكتاب مشهورٌ ويعرفهُ الكثير !

ذهبتُ إلى مكتبة جرير العريقة وسألتُ عن الكتاب الآنف فدلني أحدُهم عليه ، فأخذتهُ وُقلّبتُ صَفحَاته ، فلم أجد لا فهرس ولا ولاعناوين ولا فصول ولا حقول ولا شيء من ذلك ألبته ! فقد كانَ الكتابُ يحتوي على مُقدمةٍ بسيطة ، ثم يَبْدأ المُؤلف -وفقه الله - في ذكر حياتهِ في الإدارة ولا ينتهي إلا بآخر صفحةٍ من هذا الكتاب " الكبير " ، ولثقتي [ العمياء ] في دكتور المعتصم اشتريتهُ دونَ تردد !

وكان الأولى أن أنظرَ فيه وبما يحتويه ، فربما كانت ذائقتي لا توافق ذائقة المدعو [ د/المعتصم ] والناسُ في أذواقهم متباينين !

ابدأتُ - حفظني الله وإيّاكم - بقراءة هذا الكتاب ، فسحرني اسلوبُ غازي كثيراً ، ذلكَ أن اسلوبهُ غيرَ مُتكلفٍ أبداً ، وجميلٌ للغاية ، وما أسرني بالفعل مزجُ اسلوبهِ بالسخرية ، سواءً كانت السخرية من نفسهِ أو من غيره ! :D

قرأتُ الكتابَ بنهمٍ شديد ، حتى انهيتهُ في مدةٍ أعتبرها وجيزة - بالنسبة لي - فأنا مُقلٌ في قراءة الكُتب ، ولا أخفيكم بعدَ قراءتي للكتاب ، ظننتُ أني قد عثرتُ على كنزٍ [ دفين ] لا يعرفهُ إلا القلة ! ولم أكن أعلم أني آخرُ من علمَ بهذا [ الكنز الدفين ] .. !!

إذ أني وبالصدفة حادثتُ الصديق الحبيب [ كرمع ] في الماسنجر ذاتَ مساء ، فسألتهُ هذا السؤال :

هل قرأتَ كتاباً لغازي القصيبي ؟!

فأجابني إجابة جعلت حدقة عيناي تتسعان بمقدار أربعة سنتيمتر وقال :

بل قُـل هل هناكَ كتاباً لغازي القصيبي لم تقرأهُ ؟!

فعجبُتُ من أمر الشيخ - اللي هو كرمع - وقلتُ ماشاءالله تباركـ الله ، ولكني ظننتُ أنّه من ضمن [ القلة ] الذينَ علموا بهذا الكنز الدفين ، ثمّ إني ذهبتُ ذاتَ ( فجريّة رائعة ) مع صاحبي الوقور [ أسد العقيدة ] لنتاول سويّا [ كبدة ] في أحد المطاعم التي تحكر التسبدهـ حكراً على تسيف كيفكـ ! .. وبالفعل ذهبنا وبينما نحنُ نلتهمُ تلكَ الكبدة اللذيذة ، إذ بي أباغتُ أبامالكٍ بسؤالٍ يحفهُ الغرور وشوفة النفس ، فأنا كما لا تعلمون المُثقفُ الذي لا مثيل لهُ والذي قد عثر على الكنز الدفين :D ، فقلتُ له :

هل قرأتَ لغازي القصيبي ؟!

فأجابني بنعم وأنهُ قد قرأ أكثرَ من كتابٍ لهُ ، فانصدمت لذلك وشعرتُ بخيبة أمل .. !! وأخذت أتناولُ الكبدة ببطئ وتأني ولا تسألوني عن السبب !!! وللعلم فالذي قد حاسبَ المطعم على تلك الكبدة هو [ ـأسد العقيدة ] .. فأكرمك الكريم يا أسد .. !! وصباحٌ رائع ! ..

ثُمَ بالصدفة سألتُ الزميل الحبيب [ بريماكس ] في الماسنجر .. هل قرأتَ كتاب [ حياة في الإدارة ] ؟! <-- طاف أبوالشباب لا تلومونه !! :D
فقال : نعم ، وهو كتابٌ جميل ... !! وبعدَ أيّام سألتُ صديقي الحميم [ ـأبومُحمد النجدي ] ذاتَ السؤال فأجابني أنّه قد قرأ كُتب غازي كلها .. !! فيالله ..
حينها طأطأتُ رأسي .. وعلمتُ قدرَ نفسي !! .. وأنّ القومَ قد سبقوني ، وأني مهما قرأت .. فأنا صغيرٌ .. أمام هؤلاء الكبار .. !!

وأرجو ألا يظنَّ شخصٌ ما .. أني أسوي دعاية للمشرفين .. وأطبل لهم .. بل والله هذا ما حصل بالفعل .. !!
ويبدو إني سأطالب كل شخص ذكرته بخير في الموضوع بـ ذبيحة .. فقد رفعتُ رأسه أما العربانـ ! .. نعم .. نعم .. لقد قرأ كُتبَ غازي .. !!!

بعد ذلك أيها القارئ الحصيف .. اقتنيتُ - وفقني الله - أكثرَ من كتابٍ لغازي ، وقرأتُها بنهم كذلك ومازادتني ذلكَ إلا محبةً وعشقاً لهذا الاسلوب الجميل الرائع ، ومع تحفظي على بعض مُعتقدات الرجل وآرائه ! إلا أنهُ يمتلكُ اسلُوباً جَميلاً شائقاً خلاباً ماتعاً ، يأسُرُ القارئ ، وكما تعلمونَ أحبائي [ فالحكمةُ ضالة المؤمن ] ، فأينما وجدتها يا أخي .. فخُذها .. وأعطَ جاركـَ نصفها .. ولا تكن بخيلاً !

ورُبّما يعتبُ البعض أن نقرأ لمثل هذا الشخص ، فأقولُ - مُستعيناً بالله - أن أهل العلم السابقين قد أخذوا بعض العلوم ممن هُم أسوأ بكثير من أخينا غازي ، وخذ مثالاً قريباً [ كتاب الزمخشري ] في النحو !! كتابٌ مشهور بينَ أهل العلم .. وكما تعلمونَ فالزمخشري من المعتزلة ..ولكن لأنهُ ضليعٌ في النحو ، أخذ العلماءُ يقرأون في كتابهِ وينهلونَ من علمهِ وينصحونَ الناسَ بقراءتهِ .. !!

وقد كنتُ ذاتَ مرّةٍ في مؤخرة أحدِ المساجد متكأ وأقرأ في أحد الكتب لغازي ، فدخلَ عليّ أحدُ الأصحاب الأعزاء وسلّم عليّ سلاماً حاراً - ذلك أنني لم أرهُ منذ زمنٍ طويل - وسقط َبصرُهـُ على الكتاب وقرأ اسم المؤلف .. فتعجب واستغرب .. !! ثم لوى شفتيه .. كما يفعلُ الطفلُ حينما ( تخنقهُ العبرة ) .. مُبدياً تمعضهُ مما رأى .. فساءني ما فعلهُ كثيراً وعلمتُ أن الرجل .. [ لديه كبتٌ في التفكير ] .. !! فاللهم افتح علينا وعليه من فضلكـ يا كريمـ .. ولو رآك تقرأ كتاباً لمؤلف غربي يتكلمُ عن تطوير الذات وما شابه لما قال لك شيئاً .. مع أن المؤلف يُعد [ كافراً ] .. فتأمل !

أيّها الأحبة الكرام .. أعتذرُ لكم عن الإطالة ...
لكم مني ومن طاقم العمل .. كل المحبة والتقدير ...
أشكر لكم حُسنَ مُروركم .. وقراءتكم لهذا الموضوع ..
دُمتم في رعاية الله وحفظه .....

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....

مُحبكم :
ـالـنـهـيـمـ .. !

12/1/1428هـ

علماً أنّ هذا الموضوع ليسَ برعاية الصديق العزيز [ فنتاستكـ ] .. !!

31-01-2007, 10:01 PM	#1
الــنــهــيــم عـضـو تاريخ التسجيل: Sep 2003 البلد: بين دفات الكتب ! المشاركات: 11,880	غــــــزوة فــي كـتــب غــــــازي .. ! قبلَ مُدة استفسرتُ من الصديق العزيز [ د/المعتصم ] عن كتابٍ جميلٍ أقرأهُ ، لاسيّما أنّ الدُكتور - حفظه الله - يُعدُ من المُتيمينَ في القراءة ، ولَقد أشارَ عليّ بقراءةِ كتاب يُدعى [ حياةٌ في الإدارة ] للدكتور غازي القصيبي ، وفيما يبدولي أنّ هذا الكتاب مشهورٌ ويعرفهُ الكثير ! ذهبتُ إلى مكتبة جرير العريقة وسألتُ عن الكتاب الآنف فدلني أحدُهم عليه ، فأخذتهُ وُقلّبتُ صَفحَاته ، فلم أجد لا فهرس ولا ولاعناوين ولا فصول ولا حقول ولا شيء من ذلك ألبته ! فقد كانَ الكتابُ يحتوي على مُقدمةٍ بسيطة ، ثم يَبْدأ المُؤلف -وفقه الله - في ذكر حياتهِ في الإدارة ولا ينتهي إلا بآخر صفحةٍ من هذا الكتاب " الكبير " ، ولثقتي [ العمياء ] في دكتور المعتصم اشتريتهُ دونَ تردد ! وكان الأولى أن أنظرَ فيه وبما يحتويه ، فربما كانت ذائقتي لا توافق ذائقة المدعو [ د/المعتصم ] والناسُ في أذواقهم متباينين ! ابدأتُ - حفظني الله وإيّاكم - بقراءة هذا الكتاب ، فسحرني اسلوبُ غازي كثيراً ، ذلكَ أن اسلوبهُ غيرَ مُتكلفٍ أبداً ، وجميلٌ للغاية ، وما أسرني بالفعل مزجُ اسلوبهِ بالسخرية ، سواءً كانت السخرية من نفسهِ أو من غيره ! :D قرأتُ الكتابَ بنهمٍ شديد ، حتى انهيتهُ في مدةٍ أعتبرها وجيزة - بالنسبة لي - فأنا مُقلٌ في قراءة الكُتب ، ولا أخفيكم بعدَ قراءتي للكتاب ، ظننتُ أني قد عثرتُ على كنزٍ [ دفين ] لا يعرفهُ إلا القلة ! ولم أكن أعلم أني آخرُ من علمَ بهذا [ الكنز الدفين ] .. !! إذ أني وبالصدفة حادثتُ الصديق الحبيب [ كرمع ] في الماسنجر ذاتَ مساء ، فسألتهُ هذا السؤال : هل قرأتَ كتاباً لغازي القصيبي ؟! فأجابني إجابة جعلت حدقة عيناي تتسعان بمقدار أربعة سنتيمتر وقال : بل قُـل هل هناكَ كتاباً لغازي القصيبي لم تقرأهُ ؟! فعجبُتُ من أمر الشيخ - اللي هو كرمع - وقلتُ ماشاءالله تباركـ الله ، ولكني ظننتُ أنّه من ضمن [ القلة ] الذينَ علموا بهذا الكنز الدفين ، ثمّ إني ذهبتُ ذاتَ ( فجريّة رائعة ) مع صاحبي الوقور [ أسد العقيدة ] لنتاول سويّا [ كبدة ] في أحد المطاعم التي تحكر التسبدهـ حكراً على تسيف كيفكـ ! .. وبالفعل ذهبنا وبينما نحنُ نلتهمُ تلكَ الكبدة اللذيذة ، إذ بي أباغتُ أبامالكٍ بسؤالٍ يحفهُ الغرور وشوفة النفس ، فأنا كما لا تعلمون المُثقفُ الذي لا مثيل لهُ والذي قد عثر على الكنز الدفين :D ، فقلتُ له : هل قرأتَ لغازي القصيبي ؟! فأجابني بنعم وأنهُ قد قرأ أكثرَ من كتابٍ لهُ ، فانصدمت لذلك وشعرتُ بخيبة أمل .. !! وأخذت أتناولُ الكبدة ببطئ وتأني ولا تسألوني عن السبب !!! وللعلم فالذي قد حاسبَ المطعم على تلك الكبدة هو [ ـأسد العقيدة ] .. فأكرمك الكريم يا أسد .. !! وصباحٌ رائع ! .. ثُمَ بالصدفة سألتُ الزميل الحبيب [ بريماكس ] في الماسنجر .. هل قرأتَ كتاب [ حياة في الإدارة ] ؟! <-- طاف أبوالشباب لا تلومونه !! :D فقال : نعم ، وهو كتابٌ جميل ... !! وبعدَ أيّام سألتُ صديقي الحميم [ ـأبومُحمد النجدي ] ذاتَ السؤال فأجابني أنّه قد قرأ كُتب غازي كلها .. !! فيالله .. حينها طأطأتُ رأسي .. وعلمتُ قدرَ نفسي !! .. وأنّ القومَ قد سبقوني ، وأني مهما قرأت .. فأنا صغيرٌ .. أمام هؤلاء الكبار .. !! وأرجو ألا يظنَّ شخصٌ ما .. أني أسوي دعاية للمشرفين .. وأطبل لهم .. بل والله هذا ما حصل بالفعل .. !! ويبدو إني سأطالب كل شخص ذكرته بخير في الموضوع بـ ذبيحة .. فقد رفعتُ رأسه أما العربانـ ! .. نعم .. نعم .. لقد قرأ كُتبَ غازي .. !!! بعد ذلك أيها القارئ الحصيف .. اقتنيتُ - وفقني الله - أكثرَ من كتابٍ لغازي ، وقرأتُها بنهم كذلك ومازادتني ذلكَ إلا محبةً وعشقاً لهذا الاسلوب الجميل الرائع ، ومع تحفظي على بعض مُعتقدات الرجل وآرائه ! إلا أنهُ يمتلكُ اسلُوباً جَميلاً شائقاً خلاباً ماتعاً ، يأسُرُ القارئ ، وكما تعلمونَ أحبائي [ فالحكمةُ ضالة المؤمن ] ، فأينما وجدتها يا أخي .. فخُذها .. وأعطَ جاركـَ نصفها .. ولا تكن بخيلاً ! ورُبّما يعتبُ البعض أن نقرأ لمثل هذا الشخص ، فأقولُ - مُستعيناً بالله - أن أهل العلم السابقين قد أخذوا بعض العلوم ممن هُم أسوأ بكثير من أخينا غازي ، وخذ مثالاً قريباً [ كتاب الزمخشري ] في النحو !! كتابٌ مشهور بينَ أهل العلم .. وكما تعلمونَ فالزمخشري من المعتزلة ..ولكن لأنهُ ضليعٌ في النحو ، أخذ العلماءُ يقرأون في كتابهِ وينهلونَ من علمهِ وينصحونَ الناسَ بقراءتهِ .. !! وقد كنتُ ذاتَ مرّةٍ في مؤخرة أحدِ المساجد متكأ وأقرأ في أحد الكتب لغازي ، فدخلَ عليّ أحدُ الأصحاب الأعزاء وسلّم عليّ سلاماً حاراً - ذلك أنني لم أرهُ منذ زمنٍ طويل - وسقط َبصرُهـُ على الكتاب وقرأ اسم المؤلف .. فتعجب واستغرب .. !! ثم لوى شفتيه .. كما يفعلُ الطفلُ حينما ( تخنقهُ العبرة ) .. مُبدياً تمعضهُ مما رأى .. فساءني ما فعلهُ كثيراً وعلمتُ أن الرجل .. [ لديه كبتٌ في التفكير ] .. !! فاللهم افتح علينا وعليه من فضلكـ يا كريمـ .. ولو رآك تقرأ كتاباً لمؤلف غربي يتكلمُ عن تطوير الذات وما شابه لما قال لك شيئاً .. مع أن المؤلف يُعد [ كافراً ] .. فتأمل ! أيّها الأحبة الكرام .. أعتذرُ لكم عن الإطالة ... لكم مني ومن طاقم العمل .. كل المحبة والتقدير ... أشكر لكم حُسنَ مُروركم .. وقراءتكم لهذا الموضوع .. دُمتم في رعاية الله وحفظه ..... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .... مُحبكم : ـالـنـهـيـمـ .. ! 12/1/1428هـ علماً أنّ هذا الموضوع ليسَ برعاية الصديق العزيز [ فنتاستكـ ] .. !! __________________ [POEM="type=0 color=#000000 font="bold medium 'Simplified Arabic', Arial, Helvetica, sans-serif""]لمتابعتي عبر التويتر أو الانستغرام: @ibradob[/POEM] آخر من قام بالتعديل الــنــهــيــم; بتاريخ 31-01-2007 الساعة 10:07 PM.

أدوات الموضوع
عرض نسخة قابلة للطّباعة ارسال هذه الصفحة لصديق
طريقة العرض
التحول إلى النمط المتتابع التحول إلى النمط المتشعب النمط الأحادي