[العمود]

لا يختلف اثنان أبدا ً في ( أهمية الوقت ) وأهمية الحرص عليه فعل المفيد والنافع فيه باختلاف الاهتمامات والمنافع من شخص لآخر ، المهم أنه ( يستثمره بما يفيده ) ، كلنا نتفق على هذا المبدأ وقبل أن نتفق على ذلك يبقى أن هذا شيء ثابت في سنة رسول الله كما ذكر في الأحاديث الواردة عنه عليه الصلاة والسلام .

لا أريد أن أسترسل كثيرا ً في التمهيد للموضوع فالمعاناة تفرض عليك أن تأتي بالأخير حتى لو كنت في البداية ، المهم يا سادة يا كرام هنا كثر من الناس عندهم هوس أنه مهم ووقته ( ثمين ) مع أنك لو اطلعت على بعض وقته لرحمته لتفاهة ما يعمل ولوجدته الدقائق والساعات التي تذهب ( هباء منثورا ) ، هؤلاء أوجدوا في أنفسهم قناعة أنهم ( مهمين ) وأن أوقاتهم ثمينة إلا درجة أنهم يعتذرون عن كثير من المواعيد لضغط الوقت لديهم ، فهم يحسبون أنفسهم كذلك ، فواحد منهم لا يستطيع أن يحك شعر رأسه من كثرة مشاغله وارتباطاته ، وإذا أعطاك شيئا ً من وقته الثمين أردف قائلا لك ( أنه اقتطع شيئا ً من وقته لأجلك ) ، أي أنه ممتن عليك بوقته- تعجبني هذه التضحية في الأوقات- ، لدرجة أنك في تلك اللحظات الكئيبة تنميت لو أنك اشتريت هذه ( الدقائق الثمينة ) منه حتى لا يكون لديك انطباع أن هذا الوقت متفضل به عليك ، أو أنه فعلا ً ( وقت ثمين ) ! .

المشكلة الأطم والأدهى من ذلك وهي أن بعضهم يعلم أنه ليس لديه ارتباطات أو مشاغل فوقته يذهب سدى بلا فائدة وفي الأخير يأتيك ويعطيك شعور غريب أنه مهم ووقته ثمين فيقول لك ( أنه مفضي وقته علشانك !! ) بصراحة قمة في الإذلال والاستغفال عند أولئك المهمين عند أنفسهم فقط .

هؤلاء أشخاص لم يجدوا أي اهتمام من قبل المجتمع القريب من حوله فلم يجددوا إلى هذه الطريقة العمياء من أجد أن يضعوا أنفسهم في دائرة المهمين .

لذلك أقول إذا وجدت أي شخص ( عاطل ) ومع ذلك يمن عليك بوقته الثمين يجب أن تقدم له أي عرض مغري $$ لكي تشتري منه وقته ، وما نبغى منّه من أحد .


العمود