بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » انتظار الموت

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 15-03-2007, 06:29 PM   #1
النجمة الساهره
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 24
انتظار الموت

م م م منقول ... من ذاك المكان المكتظ بالوجوه المتشوقه الكل يلتف من حوله وينتظر الكل ملهوف لكلمات تهز سكون ذاك المكان. والكل يتكلم.. هذا معه وذاك ضده..
ومن زاوية تلك القاعة الكبيرة.. حيث قضبان الحديد المتهالكه بالصدى
أقف بذاك الوجه المضيء..
أتمتم بكلمات غامضه..

بالكاد انا أفهمها..
وسيل دموعي منهمره على وجنتي..
أرسل رسائل اعتذاري من عيني ..
لحبيبتي التي تقبع في مقدمة الحضور
يقتلها السكوت والصمت..
ولأمي الكهلى التي تنتظر حكمي..
تصرخ مطرقة القاضي ليسكت الجميع
وتقتل الموقف .. وتكسر السكون..
ليشير بسببابته ليعلن ما فعلت للعلن..
وأنا بكل فخر ارفع رأسي..
يرونني مجرم..
لكنني أفخر بجريمتي ..
افخر بما اقترفته يداي الباردتان..
في يوم غاب عني الوعي والتفكير..
لكنني خائف من الموت
ليقطع فكري كلماته القاسية..
حكمه اللذي فيه نهايتي..
نهاية حالتي...
نهاية رجل شجاع..
كان عشقي للنهايات البطوليه دائم
ولكنني هنا أقبع اليوم ..
ليشار لي ويقال ..
أنت.. نعم أنت.. حكم عليك بالإعــ......
وضاع عقلي..
وهاجت ثائرتي..
توقعت كل شيء.. إلا هذا الحكم..
ولم لا.. ففي قوانينهم أنا مجرم..
تبا لي.. اين كانت قداماي وقت الحدث؟؟
لما لم أهرب خلف هرولات رفاقي؟؟
ولكنني اشعر بالسعادة..
فكل من حولي سيقول لقد خلصنا من ذاك اليهودي..
فأنا مسلم.. وهو يهودي..
نعم قتلته..
ولكن يا إلهي .. الموت رهيــــــب..
كم هو قاسي..
ليتي استشهدت ساعتها..
ولم أصل لمنصة الإعدام..
لا يارب رحماك.
خلفي ينام أطفال جياع..
وزوجة ستكون أرملة بجانب أمي الأرملة..
سأترك عذاب بيتي بأسره..
اين كنت ساعة ارتكاب الجريمة؟؟
لما لم يمنعني تشبث أطفالي بي ساعة خروجي؟؟
لما لم ألتف لإبتسامة زوجتي اللتي أرتجتني..
أوصتني بنفسي..
وأمي الثكلى.. ودعواتها التي كانت تلامس عنان السماء..
آآآآآه كم انتظار الموت متعب..
أراه كغول مخيف..
يقف أمامي ويحجب أشعة الشمس عني..
يشير لي بأن اقترب..
ولكن خوفي يجمد قدماي..
اتشبث بكل ما حولي..
ولكني راحل.. نعم راحل..
لذالك ترانا نتشبث بتلك الحياة الزائلة
آآه لو لي أن اسأل أحد جرب الموت..
هل هو مؤلم؟؟
أريد أن أتعلم من تجربته..
أريد أن اعرف ماذا سأفعل ساعتها..
عندما يغطون عيني بتلك القطعة السوداء..
ويقيدون يداي ..
ويلفون حول عنقي ذاك الحبل المنسوج..
كأنه عقد لؤلؤ أتقلد به ..
ويزيلون ذاك الكرسي من تحت قدمي
لترتحل روحي من وسط تلك الجموع..
هل سيصفقون؟؟ أم سيكبرون؟؟
ولما أتخيل الموت بالشنق؟
فهم بارعين بعدة وسائل..
لكنني اريد أن أكون كذالك البطل.
عمر المختار..
الذي كلما طرى الموت بابي تذكرته..
موقفه البطولي..
فأنا مثله..
موقفي بطولي.
قتلت من نهب أعراض بناتنا..
قتلت يهودي نجس سلب أرضنا والوطن..
.......
لكنه الموت ورهبته.
فهناك حبيبة تنتظر لقيا حبيبها..
وهنا طفل ينتظر عودة أمه..
وتلك أم ترتجي قدوم زفاف ابنها..
الكل ينتظر..
وأنا انتظر الموت..
كأنها عروستي التي ستزف لي..
رحلت ورحلت .. ومازلت ارسم خطوتي للمشنقه..
كيف بعدها سيحملوني على ذاك الكفن..
من سيرمي علي التراب؟؟
من سيقبل جبيني وأنا في لحدي؟؟
من ستدمع عينيه على فراقي؟؟
من سألاقي في قبري؟؟
كيف ستكون حالتي؟؟
في ذاك القبر الموحش..
سيأكلني الدود؟؟
سأموت.. وسأدفن تحت الثرى؟؟

هل هذه نهايتي التي كنت اعشقها؟؟
نهايتي البطوليه..
ولكنه موقف صعب..
يكسرني ويدمرني..
لحظات قليلة..
وأحس بدفء ذاك الحضن العظيم..
أمي الغاليه جائت تودعني..
دموعها تبلل صدري..
ويداى حبيبتي تضمني..
وفي عينيها أساطير الحب ..
كأنها تهمس بأذني لقد استعجلت الرحيل..
وأطفالي الصغار..
تشبثوا بي بضحكاتهم..
وأرى الكل يهنأني..
نعم .. فأنا ذاك البطل..
ولكنني استفيق على صوتها العذري...
همسها الذي يخترق قلبي..فلم استفيق من ذاك الكابوس إلا وهي قائلة..
حبيبي ..
مبروك..
أهل الرجل الذي صدمته بالسيارة
تنازلوا عن حقهم..
والقاضي حكم بـ..

"الإعـفــــــاء"
.............

تحياتي,,,,,,,,,,
النجمة الساهره غير متصل   الرد باقتباس


 

الإشارات المرجعية

أدوات الموضوع
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 11:47 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)