رغم الهجمات الشرسة والمستمرة على عدة جبهات على المفكر الاسلامي العظيم سيد قطب ، إلا أنه لازال يمثل أحد أهم المفكرين الاسلاميين ومن أكثرهم تأثيرا على الساحه

واحد من أهم أعلام الفكر الإسلامي المعاصر ، مات مقتولا لايتحمل وزر دمه أحداً مثل جمال عبد الناصر ، نحتسب ذبيح الكلمة عند الله شهيدا

ومن خصوصيات المفكرين الكبار أن يتحولوا مع الزمن الى رموز لمدارس أكثر من كونهم أفرادا، وذلك بما يتوفر عليه فكرهم من ثراء وتعدد أبعاد تجعله مبعثا لأنواع من الجدل حول تفسير نصوصهم على اتجاهات مختلفة، كلّ يبذل وسعه في سحب المفكر إلى صفه مؤولا تراثه وفق منزعه تأييدا لمذهبه الخاص. وقد تقترب أو تبتعد تلك التأويلات من الأصل، ولا يكون المؤسس للمدرسة مسؤولا بالضرورة عن هذا التأويل أو ذاك، لا سيما إذا كان المؤسس هو أقرب إلى الأديب والفنان منه إلى العالم المنضبط بضوابط البحث العلمي، وهو الحال الغالب على تراث شهيد الكلمة سيد قطب رحمه الله، انه أديب كبير، وكان الأدب مدخله إلى الإسلام وللدراسات الإسلامية، بما جعل سبحاته القرآنية أقرب إلى الفن الراقي والتأملات الفلسفية والمجادلات القوية ضد مناهج العلمنة التي كانت في طور تمدد وانتصار وطموح إلى احتواء الإسلام
إن تراثه في جوانب كبيرة منه أدب سياسي نضالي راق، يحرض على الثورة للإطاحة بالطواغيت وبالجاهليات. وفي العموم فقد بذل الرجل عصارة حياته لتقديم نظرية إسلامية عامة حول الإسلام ونظمه للحياة وتصوراته لأحوال الأمة ومسيرتها التاريخية وإرثها الحضاري وما يحيط بها من أوضاع دولية، وما يقترحه عليها من منهاج للتغيير في اتجاه البديل المطلوب
دمتم بود