بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » الـغـلـو (تعريفه ـ حقيقته ـ علاماته ـ صفات أصحابه ـ علاجه)

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 19-04-2007, 01:04 AM   #1
عبد الله بن صالح
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2007
المشاركات: 34
الـغـلـو (تعريفه ـ حقيقته ـ علاماته ـ صفات أصحابه ـ علاجه)

بسم الله الرحمن الرحيم

الغـلو في الدين
( تعريفه ـ حقيقته ـ علاماته ـ صفات أصحابه ـ علاجه )

[align=justify]مما نهى عنه الشرع الغلو في الدين ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إياكم والغلو في الدين ، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين).

وعن ابن مسعود رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( هلك المتنطعون ) قالها ثلاثا ، والمتنطعون هم المتشدّدون في غير موضع التشديد ، وفقه الحديث : أن الهلاك عاقبة المغالين في أقوالهم وأفعالهم .

ولا بد أن نتعّرف على حقيقة الغلو ، وأسبابه ، وعلاماته ، وصفات المغالين ، حتى لا نقع فيه ونحن لا نشعر .

التعريف :
الغلو في اللغة : مجاوزة الحـد ، وفي الشرع : مجاوزة وتعدي ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الأشد والأكثر في الأقوال والأفعال ، والغلو أعلى مراتب الإفراط المفضي إلى الخروج من الدين ( نسأل الله الثبات ) ، وقد يكون الغلو في العبادات ، والمعاملات ، والعادات ، وأشده وأخطره ما كان في الاعتقادات .
قد يكون الغلو جزئيا ، وهو ما كان في جانب من جوانب العبادة ـ مثلاً ـ كالطهارة والصلاة والصيام ، ونحوها .

وقد يكون كليا وهو ما كان في جملة الدين ، عقيدة وعبادة ومعاملة .
ومن خلال ما سبق ، تتبين لنا حقيقة الغلو ، فهي الزيادة على هدي النبي صلى الله عليه وسلم ، وعدم القناعة بهدية صلى الله عليه وسلم لسبب أو لآخر .

ومن هنا نعلم أن الواقع في الغلو ، قد أساء إلى النبي صلى الله عليه وسلم إساءتين شنيعتين ( شعر بذلك أم لم يشعر ) .
الأولى : أنه انتقص ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم .
الثانية : أنه أتى ـ بزعم حاله ـ بأفضل مما كان عليه النبي صلى وسلم .
وهذه فتنة عظيمة يتلبس بها الواقع في الغلو ، علم بذلك أم لم يعلم .

أهم الأسباب التي تؤدي إلى الوقوع في الغلو :

1) البيئة المتشدّدة ( البيت ، المجتمع ، الجلساء ) مع عدم وجود حصانه علمية كافية .
2) فقدان المربي والموجه والمرشد الأكفاء .
3) أخذ العلم من الكتب وترك العلماء والمشائخ والمعلمين المتمكنين ، مع عدم القدرة على الفهم الصحيح ، للمسائل الصامتة ، التي تثير تساؤلات القارئ ، ولا يجد من يجيب عليها .
4) الأخذ أو التلقي عن أنصاف المتعلمين أو المتعالمين .
5) الاعتماد على النفس في الفقه والاستنباط ، دون الرجوع للعلماء .
6) الرغبة في التقرب إلى الله بالزيادة على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم .

مـظـاهـر الغـلو ( وهي أشبه ما تكون بالعلامات التي يعرف بها الغلاة ) :

1) كثرة طرح الافتراضات ، والتساؤلات عن الأشياء التي لم تقع ، أو أشياء قد عفا الله عنها .
2) المبالغة في الأعمال التطوعية ، مبالغة تفضي إلى ترك الأفضل ، أو تضييع الواجب ، مثل من يصلي الليل كله وينام عن صلاة الفجر .
3) عدم الأخذ بالرخص الشرعية ، حتى لو آل الأمر إلى ضرر أو أذية ، مثل من يتضرر باستعمال الماء فيتوضأ به ولا يتيمم .
4) الاهتمام بالمسائل الفرعية وترك المسائل الأصولية ، والاشتغال بالمختلف فيه وترك المتفق والمجمع عليه .
5) جعل الأصل في الأشياء الحظر أو التحريم ، مع أن القاعدة الشرعية الفقهية تقول ( الأصل في الأشياء الإباحة ، إلا ما جاء النص بخلافه ) .
6) تطبيق فتاوى ومقولات كانت في عهد معين لأحداث معينة ، على أحداث معاصرة ومشابهة مع وجود الفارق بينهما .
7) التكفير بالمعصية ، أو الكبيرة ( وهذا أشد وأخطر مظهر من مظاهر الغلو ) .

صفات الواقع في الغلو :

الصفات الظاهرة ( يلاحظها من يصاحب أو يجالس أو يناقش المغالي ) :

1) الشك وسوء الظن بالآخرين ، حتى ولو كانوا من العلماء أو المشائخ أو الدعاة أو المصلحين ( وهذه الصفة هي أسوأ صفات المغالي وأخطرها ) .
2) الغضب والانفعال والتسرّع في الأحكام والأقوال والأفعال .
3) العبوس في وجوه الآخرين ، ورفع الصوت عليهم ، ومناقشتهم بشدة وحدّة .

صفات خفيّة ( يشعر بها المغالي بينه وبين نفسه ، وتظهر آثارها على ملامحه وبعض تصرفاته ) :

1) القلق .
2) الاضطراب .
3) التوتر .
4) ضيق الصدر .

وقد سبق أن عرفنا أن الغلو قد يكون في العبادات ، وقد يكون في المعاملات ، وقد يكون في العادات ، وأخطر الغلو وأشده ما يكون في الاعتقادات .
وقد ينتج الغلو الإعتقادي عن وسواس داخلي ، وقد يكون قهريا ، وهو أشد وأخطر أنواع الوسوسة ، ويؤدي بالواقع فيه إلى تضليل الناس وتكفيرهم ، بما فيهم العلماء والمشائخ ، مما يجعله يستبيح دماءهم المعصومة ، فيعتدي عليهم بالقتل ، بدعوى الجهاد أو القضاء على رؤوس الفساد .

علاج الغلو :

أولاً : الإلحاح على الله بالدعاء ، مع استذكار واستحضار ما يلي :

أ / ( يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله ، والله هو الغني الحميد .. )

ب/ ( ... يا عبادي كلم ضال ، إلا من هديته ، فاستهدوني أهدكم .... )

ج/ إخراج هذا الدعاء في الصلاة من قلب صادق وراجي وخائف : ( إهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) ، وفي السجود : ( اللهم أنت الهادي إلى سواء السبيل ، اهدني برحمتك صراطك المستقيم ) أو ( اللهم اهدني وسدّدني ) .

د/ وفي دعاء القنوت ( اللهم اهدني فيمن هديت ... ) إلى آخره .

ثانياً : الابتعاد عن المتصفين بصفات الغلاة .

ثالثاً : ملازمة أهل التوسط والاعتدال من المشائخ وطلبة العلم .

رابعاً : قراءة شرح أسماء الله الحسنى ، لمعرفة سعة علمه وحلمه ولطفه ورحمته وعفوه ومغفرته وجوده وكرمه وفضله وإحسانه على خلقه في الدنيا والأخرة .

خامساً : قراءة فتاوى العلماء المتعلقة بالتوبة ، حيث ورد فيها فتاوى عن مرتكبي الكبائر العظام ، وكادوا يقنطون من رحمة الله ، فجاءت فتاوى العلماء لتفتح لهم باب الأمل والرجاء والإنابة إلى الله ، وتبشرهم أن الله يقبل توبتهم ، بل ويبدل لهم سيئاتهم حسنات .

وفي الختام ، هذه بعض الصفات الظاهر والخفية التي يتصف بها المؤمن صاحب التوسط والاعتدال :
1) منشرح الصدر . ( أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه ) .
2) مطمئن القلب . ( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم لذكر الله ) .
3) ساكن النفس . ( فأنزل سكينته على رسوله وعلى المؤمنين ) .
4) مرتاح البال . ( فأصلح بالهم )
5) متسامح . ( .. سمحا إذا باح سمحا إذا اشترى .. )
6) بشوش . ( .... ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق )
7) مبتسم . ( ابتسامتك في وجه أخيك صدقة ) .
8) حريص على السلام . ( .... وإذا لقيته فسلم عليه ... )
9) يعفو . ( والعافين عن الناس )
10) يصفح . ( وإن تعفوا وتصفحوا فإن الله غفور رحيم )
11) يحلم . ( والكاظمين الغيظ .. )
12) يرحم . ( ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء )
13) ينصح . ( الدين النصيحة ... )
14) يستر . ( من ستر مسلما في الدنيا ، ستره الله في الدنيا والآخرة ) .
15) متعاون . ( وتعاونوا على البر والتقوى .. )
16) يغفر لمن أخطأ عليه ( ولمن صبر وغفر إن ذلك من عزم الأمور )

وأخيرا ، أسأل الله لي ولكم الهدى والرشاد ، والتوفيق والسداد ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد .[/[/CENTER]align]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ

( أحب في الله كل مؤمن موحد ، حتى ولو أساء فهمي ، وخالفني ، وأساء إليّ ، وأدعو له ، حتى ولو صنفني ودعا علي )

( بألف حِل )
عبد الله بن صالح غير متصل  


 

الإشارات المرجعية

أدوات الموضوع
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 07:07 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)