|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
11-08-2002, 10:57 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2002
المشاركات: 377
|
مراتب المنكر الذي ينكره المرء
بسم الله الرحمن الرحيم
* يختلف المنكر قوة وضعفا،فتارة يكون من الشرك،وتارة يكون من المعاصي هذا من جانب. * ومن جانب تفاوته في الأمر إذا وجد منكراً متفاوتاً فهنا يحكمه أو يدلنا على علاجه وإنكاره قوله عليه الصلاة والسلام: فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذاً رضي الله عنه إلى اليمن فقال: "إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب؛فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله،وأني رسول الله،فإن هم أطاعوا لذلك؛فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد في فقرائهم،فإن هم أطاعوك لذلك،فإياك وكرائم أموالهم واتق دعوة المظلوم،فإنه ليس بينها وبين الله حجاب". فإذا كان المنكر الذي أمامك درجات في حدِّ ذاته؛فابدأ بأكبره وأعظمه،ولنوضح ذلك بالمثال التالي: لنفرض أن أمامك زانياً خماراً مشركاً؛وتريد أن تنكر عليه،فهنا تبدأ معه بما يصلح معتقده وينقي سريرته،ويثبت إيمانه،وبما يرده إلى التوحيد،فلو قال: لا إله إلا الله ودخل في الإسلام،جاء بها متجمعاً لشروطها،ولم يرتكب مانعاً من موانع الاستفادة منها،وعنده ما عنده من الكبائر لو مات عند هذه الخطوة لكان من المسلمين،وكان من أهل الجنة،إن دخل النار طهر منها،وإن لم يدخلها وشمله قول الله تعالى: {ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} [النساء:48]. إذن فنبدأ في معالجة المنكر بأهم وأعظمه،ولنتدرج تدرجاً تنازليا لا تصاعدياً. و أما مراتب إنكار المنكر من جانب آخر،فقد ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى أربع مراتب وهي: المرتبة الأولى: أن يغلب على ظنك أنك إذا أنكرت هذا المنكر أن يحل محله معروف. المرتبة الثانية: أن يغلب عل ظنك أنك إذا أنكرت المنكر أن يخف المنكر. المرتبة الثالثة: أن يتساويا،أي بمعنى أنه قد يترك المنكر الذي هو واقع فيه،لكن ينتقل إلى منكر يساويه. المرتبة الرابعة: أن ينتقل من منكر إلى ما هو أشد وأنكى منه. قال ابن القيم رحمه الله تعالى: أما الأولان فمشروعان: يعني إذا كان إنكار المنكر يؤدي إلى إحلال معروف،أو يخفف المنكر فهذا لا يُختلف عليه. وأما الثالثة: إذا تساويا: يعني إذا خرج من كبيرة أنكرتها عليه،ذهب وارتكب كبيرة مشابهة لها؛فيقول رحمه الله: "أما هذا فمحل اجتهاد"،بمعنى أن الإنسان يجتهد،إن رأى المصلحة في الإنكار عليه أنكر،وإن رأى المصلحة في تركه فليتركه. وأما الرابعة وهي الخطرة: وقد قال: "إذا رأيت من هو على منكر وأنكرت عليه وترك ما هو فيه لذهب وارتكب لما هو أشد منه". ويضرب رحمه الله لهذا بمثال: يقول: فلو أن رجلا كان مغرما بقراءة كتب الجنس والروايات والغرام ومنهمكا في هذا الأمر،وعنده رغبة في القراءة والاطلاع،ولكنك إذا أنكرت عليه وترك هذا المنكر،انتقل إلى كتب الابتداع أو الإلحاد،أيهما أشد ضرراً يقول: "نتركه على كتب الجنس الصادر عن مرض الشهوة،لئلا ينتقل إلى كتب الابتداع والإلحاد الصادر عن مرض الشبهة". ومعلوم أن مرض الشبهة أشد وأنكى من مرض الشهوة،فيقول رحمه الله تعالى: "مثل هذا دعه لا تنقله من سوء إلى ما هو أشد منه". وينقل ابن القيم عن شيخه(شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى) ما نصه فيقول: "مررت أنا وبعض أصحابي في زمن التتار بقوم منهم يشربون الخمر؛فأنكر عليهم من كان معي،فأنكرت عليه،وقلت له: إنما حرم الله الخمر لأنها تصد عن ذكر الله وعن الصلاة،وهؤلاء يصدهم الخمر عن قتل النفوس".-إعلام الموقعين(3/16). الشيخ: عبد الله بن حسن آل قعود-ختم الله لنا وله بالصالحات-. المصدر: (مجموع رسائل ومقالات الشيخ) جمعها ورتبها وخرّج أحاديثها: عبد الله آل مهنا.
__________________
[mark=FFFFFF][align=right]قال الشيخ عبد الرحمن السَّعدي -رحمه الله-: «على كلِّ عبدٍ ... أن يكون في أقواله وأفعاله واعتقاداته وأصول دينه وفروعه متابعًا لرسول الله متلقيًّا عنه جميعَ دينِه، وأن يعرِض جميع المقالات والمذاهب على ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فما وافقَهُ قبلَهُ، وما خالَفَهُ ردَّه، وما أشكل أمره توقف فيه». [/center] [توضيح الكافية الشافيَة]. [/mark]صفحة ناشر الفصيح |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|