 |
|
|
|
|
|
||
| ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
22-05-2007, 04:18 PM
|
#1 |
|
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2004
البلد: لـــهـــبُ الــشــوق ..
المشاركات: 5,458
|
…:: | (( أفـــكــــار .. بـقـيـة ذكـرى .. )) | ::…
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وما قولي وقد فارقت خلي = وأضحى اليوم في القبر يبيت وهل سيعيد قولي ذكريات = بها أكوى وثم بها صُليت إذا عانقَتِ الخيالَ نيرانُ الشوق والحنين ، ألهبتها اضطراما ، ولفحتها جوى ومحبة .. فتترنم بأعذب ذكرى وأحلى لقاء .. وربما لا زلت أذكر لهو الصبا ومشاكساته برفقة الحبيب .. خيوط الذكريات صيرتها الأيام متينة موثقة بشدة ، فما عاد شيء يستطيع فتلها أو قطعها .. لم لا ؟ وقد نُسجت من أوصال الحب الزاكي الرفيع .. أنا والأخ أفكار في المتوسطة ، لم أعرف ذاك الرجل جيدا تلك المرحلة .. غير أني كنت أحتقره في درس ( الرياضة ) فمن هو حتى ينزل ساح الملعب ويبارز الأبطال أمثالي .. لا تعجبوا من الغرور .. أراقبه يعدو هنا وهناك .. ربما لم يكن يجيد اللعب كما أجيده ، لكن لا أستطيع مجاراة لمساته الرائعة .. رُفعت الكرة عاليا .. وبقامته العالية ورجلاه الطويلتان النحيلتان .. يضربها بإحكام .. خلال لمسة فنية رائعة موفقة .. لم تصدق عيني رؤيتها .. فمن هو حتى يفعل هذا ..!؟ روح الدعابة وربما الجسارة والشجاعة أردته يوما مضروبا من قبل أحد المدرسين .. كونه اعترض على ضرب الطلاب .. ولا أزال والله أذكر ذاك الموقف وكأنه أمامي الآن .. التوعية الإسلامية على أشدها ، والحماس لدى الشباب يثور .. هنا تبرز الأنامل الذهبية لديه التي سطرت من روائع التصميم وصحائف الخط لوحات ٍ لا تنسى .. رحلات ومعسكرات تبين فيها القوة والإبداع ، فهو غير آبه بشجعان الميدان .. وهناك تبرز مهارة القيادة عندما قاد مجموعته ، وتبدو روائع الابتكار والأفكار .. فهو فعلا أفكار .. لا أنسى يوم قال لي مرة - بينما نحن غارقون في بحار الكتب - : أني قد قرأت سير أعلام النبلاء ذا السبعة والثلاثين مجلدا .. لم أعجب من ذلك .. فكم أراه قد عانقت أنامله وريقات الكتب .. يصيد ما بين السطور من بين شاردة وواردة .. ويسرق من بين حروز الأقوال حكما وروائع .. إن ولجت كهوف التميز والجمال , وجدته أحد الرواد .. فـحِسٌ رفيع وذوق باهر .. ومهارة متقنة .. تنتج عملا ساحرا يخلد في الألباب ويبهر كل ذي عقل .. صبيحة يوم مشرق .. أنتظر على جمرة الشوق ولظى الحب أن يصل المحبوب إلي .. حتى نذهب لنسرج خيول العز في الرمال الذهبية .. وصلنا للمكان وبدأت تثور غبار الخيل في البطحاء .. أراه وبحنان يعانق محبوبه .. ويدلك رجله حتى تعاود سباق الريح .. ولكأني أقرأ في عيني الفرس الحب الدفاق .. أين أنت يا خليلي ؟ كنت أرقبك لتزيل جراحي .. وتجبر عثرتي .. وتقوم ساقي .. أذهب إلى ذاك الإسطبل العامر بين الفينة والأخرى .. فلا يغيب عن ناظري وصال حبيب لمحبوبه .. ذهبت ذات مرة لأقضي وقتا ممتعا معه ، فلما وصلت وأنخت راحلتي .. إذا به يجهز الحصان للعدو .. ركب وولى .. ولا تزال في ناظري صورة نقشت على جدار البال وهو يولي وخيله إلى البيداء .. فلما رأيته في اليوم التالي .. قلت : يا أبا محمد , لقد وليت بعيدا فأين ذهبت .. ؟ فقال وصلت إلى بلدة الشقة .. من رمال الخبوب الغربية .. إذا لا أعجب عندما يبكيك الخيل , ويرثيك بدمع الحب .. عذرا له فقد فقَدَ خليله .. والأب الحاني له .. من أين سجد مثلك .. ؟ كنا قد تواعدنا على أن نذهب سويا حتى ألتقط معه بعض الصور .. فأجلناه إلى أجل غير مسمى .. لكن الأيام تسبق .. والساعات تمضي .. ليُوراى تحت لبنات الطين وذرّات التراب .. اللهم اغفر له وارحمه .. وأغدق على قبره مزون الغفران ياكريم يا غفار .. وأجمعنا وإياه تحت ظل عرشك .. وأسكنّا جنانك .. إنك جواد كريم .. إن روحا تُجسد مثل هذه الأمور لمُحال أن تنسى والله .. كيف وقد عُرفت تلك الروح بخلق رفيع وابتسامة لم تفارق المحيا .. ولا تزال ساحة القلب .. وفسحة الفؤاد .. تردد صدى المحبة : أفكار .. وفي الذكرى بقــية ..
__________________
.. أعبدَ الله يا نجمًا تهاوى ** ويا قمرًا تبدّى ثم غــابْ
أيا خلاً طواه الموتُ عنّا ** لكم فرحت بلقياك الصحابْ .. لا تنسوا الدعاء لأخيكم العضو أفكار بالرحمة والمغفرة . |
|
| الإشارات المرجعية |
| أدوات الموضوع | |
| طريقة العرض | |
|
|
النمط الأحادي