[الصيوان]

رأيته جالساًَ حزيناً لا يكترث بأحد .. !!
اقتربت منه .. جلست بجانبه .. وبدأت معه في المحادثة ..
- السلام عليكم ..
- ( لم يأبه بي ) .
- قلت بصوت أقوى : السلام عليكم يا أحمد .. ما ذا بك يا صديقي العزيز .. مما تشتكي ؟؟
- إإإ أبداً لا شيء لاشيء !!
- كيف ؟؟ وعلامات وجهك تدل عما بداخلك ..
- لا لا فقط .. شعور طارئ !!
- ما ذا ؟؟!! شعورٌ طارئ ، كيف وماذا حصل .. ماذا جرى .. أخبرني ..
- يا ناصر .. قلت لك شيء بسيط فقط !!
- يا أحمد أنت تعلم أني صديقك .. ولا شيء بيننا .... أخبرني ماذا بك هيا ؟؟؟؟
- أخي ناصر ... من أين أبدأ .. فالمشكلة أكبر من أن أخبرك إياها في كلماتٍ بسيطة .. !!
- لا بأس أعطني لو شيئاً قليلاً من مشكلتك .. حتى أعلم ما بك ..
- حسناً حسناً ..
أنت تعلم ما وصلت إليه أمتنا الإسلامية من الذل والهوان .. ففي فلسطين الأسيرة الفقيرة يستخدم أبشع وأفضع وأعنف الإرهاب العالمي .. في فلسطين يتجسد الأم بجميع أنواعه ، هناك حيث الصواريخ المحرمة دولياً .. هناك حيث المجازر والمذابح الوحشية .. خمسون عاماً من الاضطهاد .. تحت دولة الصهاينة زعموا ! هناك مسجدنا يدنس ويداس ويهان .. وممن ؟ اليهود أخس خلق الله .. أذلااااء .. آآآه ثم آآآه .. أين نخوتنا الإسلامية .. بل أين عروبتنا ..
ناهيك عن أفغانستان الحبيبة .. معقل الجهاد .. ومرتع الأبطال .. كم من جسد طاهر مسجى هناك .. انتقل إلى جنة ربه ( بإذن الله ) .. مع الحور العين .. يسبح في الجنة ينغمس في أنهارها ..
هناك .. لا تسأل عن القاذفات التي تلقى بآلاف الأطنان !! وعلى من ؟؟ على شعب أعزل لا حول لهم ولا قوة ، إما شيخ كبير طاعنٌ في السن أو طفل رضيع لا يلوي على شيء .. أو رجال لا ذنب لهم إلا أنهم يقولون ( أشهد أن ألا إله إلا الله ) .. وصدق الله تعالى إذ يقول {{ ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم }} ــ البقرة ــ .
ولا تغض الطرف عن بلاد القوقاز الأبيّـــة .. بلاد الأقوياء الأوفياء .. بلاد الشهامة .. لا تسأل عن خراب الديار .. ولا عن هتك الأعراض والعار !! هناك حيث يمارس الدب الروسي الأحمر ألوان الإرهاب المزعوم .. بالسلام والتفتيش عن المجاهدين الإرهابيين ( زعموا ) !! فمن يستحق حمل لقب الإرهابي فعلاً .. أيستحقه من يدافع عن دينه وأهله وماله ؟؟ أم من يسرق بيوت المدنيين المساكين ؟؟ .. حقاً إنه لقب قد قـُـلب إلى مهزلة يتلاعب به !! هناك حيث العراء .. سقفهم السحب وأرضهم الجبال الوعرة .. آآآه ثم آآآه ..
ولا تنسى أو تتناسى جنة الدنيا .. التي عاث فيها الهندوس فسادا .. بلاد كشمير المسلمة الحزينة .. جنة خضراء قلبت إلى أعمال وحشية !! كيف بمسلمٍ بريء يحرق أمام العالم كله ؟؟!! أمام الأمة الإسلامية .. أمام راعية السلام راعية الأمن بلاد الغرب الكافرة ( أمريكا ) سيدة العالم ــ كما تزعم ــ يا الله .. كيف تتجاهل هذا الأمر .. أين ادعائها للسلام الموهوم ؟؟!!

وبعد هذه الإطلالة السريعة يا ناصر .. على جراحنا الكثيرة الغائرة ..
كيف لا تريدني أن أحزن .. أو أن يتفطر قلبي هماً وكدراً ؟؟!!
ألا يحق لي ذلك ؟؟ كيف تريدني أن أقبل بهذا الذل ؟؟؟
أين قواد الأمة ؟؟ أين علماؤها .. أين شبابها .. أين ..؟؟ أين ..؟؟
عندها أطرق هنيه .. ثم بدأت أسمع له نشيجاً يقطع نياط القلوب ..
فرددت عليه وأنا أربت على كتفه : هون عليك يا أخي الأمة فيها الخير الكثير بإذن الله ..
رفع رأسه إليّ وقال بصوتٍ متقطع : ولكن كيف ؟؟!!!!
- ألم تسمع لقوله تعالى {{ ألا إن نصر الله قريب }} ؟؟
ليكن لديك تفاؤل .. يا أخي أحمد ..
الكبرياء مهما دام .. ومهما طغى وتجبر .. فالزوال مصيره ..
والظلم مهما عمّ وانتشر .. ففجر الحق سيسحقه !!
كأني أنظر إلى فجر جديد قادم ..
يبدد هذا الظلاااام كله !!
سيعيد لهذه الأمة عزها ومجدها الضائع ؟؟
نعم سنفرح بذلك النصر كلنا ..
سنطرد القردة اليهود من أرض الإسراء والمعراج .. من أرض الأنبياء ..
وسنطرد الظالمين من أفغانستان المسكينة ..
وسنبعد الأعادي أيضاً من أرض القوقاز الشامخة ..
وسنهزم الهندوس الخونة في كشمير ..
بإذن الله ...
يا أحمد ... الله وعدنا بالنصر القريب العاجل ..
فاجعل أملك بالله كبيــــــــر .. جداً .. جداً ..
فالله لن يخيبنا ..
- نعم نعم .. صدقت يا ناصر ..

عندها .. بدأنا بالمسير والأمل بالنصر بدأ يداعبنا !!!!!!!!
نحــــــــــــــــو العـــــــــزة ... ... ... !!!