|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
25-06-2007, 02:40 AM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Sep 2003
المشاركات: 1,670
|
مـرض المبالـغة عند الأعضاء ..
" المبالغة صفة ظاهرة في جميع الأعضاء من غير استثناء , المبالغة داء العصر , ومشكلة الماضي الحاضر , ظاهرة مقلقة عندالعامة والخاصة , عند الصغير والكبير والذكر والأنثى والعالم والجاهل والحي والميت , مشكلة لم نجد لها حلا ولن نجد لها حلا , مشكلة أفرزت مشاكل كثيرة , وأخطار كبيرة ظاهرة أصبحت متلازمة مع حياتنا مرافقة لنا بعد مماتنا " طبعا ماسبق هو نموذج للمبالغة في وصف مشكلة المبالغة ومعالجة للداء بداء ؟ والحقيقة أنها " المبالغة " ليست كذلك , ولكني أعتقد أنها موجودة , ونتفاوت في تقدير حجمها إلا أنها لم تصل لحد الوصف السابق .. يبالغ البعض في الحب وآخرون في الكره , حنى أنهم يرسمون آحلامهم من شعورهم بسبب المبالغة والتهويل , رافضا أن يتعلم ألا يجعل كل أحلامه في شخص واحد , ولايجعل رحلة عمره وجه إنسان يحبه مهما كانت مزاياه , معتقدا أن نهاية حياته بنهاية علاقته , جاء في الأثر:" أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون عكس ذلك وأبغض بغيضك يوما ما عسى أن يكون عكس ذلك " ولقد وضع الرسول منهجا لنبذ المبالغة في المجتمع , في حديثه وتوجيهه وفي تعامله وسلوكه يرسم التواضع والبساطة وقمة التوازن النفسي والثقة الملكية , فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لمادحيه ومحبيه من أتباعه وأمته محذرا وناهيا " لا تطرونى كما أطرت النصارى ابن مريم فانما انا عبد فقولوا عبد الله ورسوله " ! . يهيم البعض في المبالغة في حديثه ووصفه , حتى ينفر الآخرين منه , ويتعلم البعض أن يكون منطق حديثه مقرونا مخلوطا " بأفعل التفضيل " مبتعدا عن لغات أخرى ألطف وأنسب , أكثر هدؤا وموضوعية منها .. حنى أننا استسغنا أن يغرر بنا بهذ الفعلة , فكانت هذه الفكرة " المبالغة " طريقة للتسويق في الإعلانات التجارية , والحملات الدعائية , والمبالغة في وصف المنتج هي الطريقة السريعة لتسويقه , ولقد "تبرمجت"العقول على العيش مع المبالغة والتهويل والتضخيم , وعشنا نكره الموضوعية والصدق , فقل هذا ( الأحسن ) لنقول ( اشترينا ) لاهين عن البحث عن الحقيقة .. ذكر الشيخ الأديب علي القرني في شريط قديم له : بعنوان " على الطريق " حادثة ظريفة لمرأة تعاني من " أزمة مبالغة " أن طفلاً جاء مسرعًا نحو أمه قائلا: لقد وجدت في الحمام فأرًا يا أمَّاه مثل الفيل! فردَّت عليه الأم مؤنِّبة له: قلت لك مليون مرة: لا تُبالغ! ومع مرور الوقت وتقلب الأيام , لم أكن أعتقد أن تقود المبالغة أحيانا إلى قلق في النفس , وتشتت في الرأي , وتعنت في الحياة , فلم تعد تستغرب أن ترى شخصا هام في حياته , وفرط في أصدقائه , وحرم نفسه لذة الخلطة والمؤانسة بسبب " إفراطه في حب صديقه فلايعيش الأنس إلا بظله " وآخر حرم نفسه الخير والعلم " لظنه أن الحق لزيم شيخه فلايرى الصواب والراحة إلا بقوله " وثالث صار فقيرا " لمبالغته في مهنة معينة يظن أنه لن ينجح في سواها " , وأضرار أخرى كثيرة على النفس وعلى المجتمع , يضيفها الشيخ الأديب علي القرني بقوله : " احترِم الحقيقة، وتَّجنَّب الإغراق في المبالغة؛ فهي قبيحة تشوِّه الحقيقة، تقرِّب البعيد، وتُبعِد القريب، وتُظهِر غبشًا في الرؤية على الطريق، إنها سماجة واستخفاف بعقل السامع، وسخرية من وِجدانه.. تهويل وتزييف للواقع، شَطَطٌ وتفخيم وتضخيم ضد الحقيقة، بل عجز عن رؤية الواقع عما هو عليه، وضَعف في النفس مشين , إن المبالغة تظهر جليَّة مشينة بالحكم على الآخرين؛ قَدحًا ومدحًا؛ فهذا يمدح ممدوحه، حتى يوصِلَهُ ذُرَا الجبال. فلا تزال تَسمعُ ما يلي: فلان ابن تيمية عصره، وابن حَجَر زمانه، وبُخارِي أوانه، ليس له مثال، عَلاَّمة فَهَّامَة، حتى إذا ما حصل أمر-أي أمر- تغيَّر، وتبدَّل، وصار الأنف ذَنَبَا، نُصِبت له المجانيق، وأُرسِلت الصواعق، وسُلَّت السيوف، ورُفِعت المَعَاول.. ومن قمم الجبال إلى حضيض الإهمال، فإذا هو مارِد خرج من قُمقُمِه.. فإيَّاك وإيَّاه، لا تتَّبِع أقواله؛ إنه غَاوٍ، مُضِل، مَارِق، مُعانِد، خَائِن، فاسِد العقيدة، أشدُّ على الإسلام من اليهود والنصارى.. أخي / لتبتعد عن تهوين ما لا يعجبك، وتهويل ما يعجبك؛ فإنَّك إن اشتُهرت بذلك فسيضطر صاحبك لتفحُّص عينيك عند سماع جديد الأخبار منك. نعم إنَّ الحقيقة غالية عند أصحاب النفوس القويمة، والعقول المستقيمة، ولو كانت في غير صالحهم فهي على مرارتها ثمينة ، أمَّا غيرهم فيخدع نفسه ويخدع غيره. فَلا تَغْلُ فِي شَيء مِنَ الأَمرِ وَاقْتصِد *** كِلا طَرَفِيْ قَصْدِ الأُمُورِ ذَمِيمُ " ا.هـ . من صور المبالغة : * المبالغة في الحب والكره . * المبالغة في التعصب للرأي . * المبالغة في الفرح والحزن . * المبالغة في الحديث والكلام . * المبالغة والتهويل في العناوين والمواضيع لكسب الناس وإشباع الذات بردود الفعل " الآديب الوادع نموذج "
__________________
" لايستطيع أحد أن يذكر قائدا عربيا واحدا كان له في ميدان النصر تاريخ إلا وهو متدين إلى أبعد الحدود , ولقد أحصيت عدد القادة الفاتحين فكانوا 256قائدا عربيا مسلما منهم 216من الصحابة و40 من التابعين عليهم رضوان الله تعالى أجمعين ." (محمود خطاب) |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|