[الشجاع]

في العيد .. ومُش الكل سعيد ..

بينما فرحة العيد .. تغمر الأطفال .. كنت أقلب نظري بين طفلٍ وآخر ..
ما أجمل أن ترى البسمة والفرحة تعلوا محيى طفلٍ صغير ..

هذا أحمد أتى مسرعاً لوالدهـ يطلب منه بعض الريالات ليشتري بها مايفرحُه ..
ويستجيب الوالد .. بكل جلعدهـ ليخرج له عشر ريالات ويمدها له بعد أن مطخه ذيك البوسة ،،
أمام مرأى ذاك الجالس المُيتّم ..!

وهذا محمد .. أتى مسرعاً لوالده يطلب مفتاح السيارة ليأخذ ما أحضرهـ من مفرقعات العيد ..
ويستجيب والدهـ ويمد إليه مفتاحه .. بعد أن أكد عليه إغلاق السيارة بإحكام ..
لحظة واحدة ويأتي محمد مسرعاً لوالدهـ مصطحباً معه كيساً من المفرقعات
( حتى أنه من فرط جلعدته وحماسه ) سقط عقاله دون إحساسه ..!
أمام مرأى ذاك الجالس المُيتّم ..!

وذاك خالد مع صديقه عزام يتباهى بملابسه الجديدة ..

وهناك مجموعة من الأطفال .. يلهون ويلعبون بفرح .. كلٌ بطريقته الخاصه ..

ومن بين هؤلاء الأطفال وقع نظري على طفل يجلس في زاوية المجلس
- الصاخب بالأحاديث من كل جانب ،، عوضاً عن صوت المفرقعات التي تدب بالإستراحة من كل مكان -

أخذ التفكير كل لُبّه ،،
من يراهـ .. لايظن أن مثله في يوم عيد .. بل يعتقد أنه في جَمْعَة عزاءٍ موحشة ..
لا .. ترى للفرحة عنوان على ذلك الوجه .. كأن هموم الدنيا على رأسه .. ويكأنه يفقه من همومها شيئاً ..!

تارة يذهب به التفكير بعيداً .. وتارة يقلب نظرهـ يمنة ويسرة .. ثم مايلبث أن يعود للتفكير من جديد ..

وكأني به ينظر إلى أحمد ووالده يقبله .. ويحدث نفسه أن والده بجانبه .. يقبله ويطلب منه مايشتري به ..
وكأني به ينظر إلى محمد حاملاً لمفاتيح سيارة أبيه .. ليتذكر سيارة والدهـ في البيت التي لم تتحرك من أشهر ..
وكأني به ينظر إلى ملابس خالد الجديدهـ .. ويعيد النظر إلى ملابسه المهترئة ..


كأني به ولسان حاله .. يقول .. كل الأطفال .. يلبسوا الجديد .. يلعبوا المفرقعات .. يطلبوا من
أبائهم الأموال .. يشتروا مايريدون .. حضروا إلى هنا مع والديهم .. بعد أن أدوا صلاة العيد معهم ..

إلا أنا .. أحضرني عمي إلى هنا .. ثيابي قديمة .. لا أملك شيء .. ولا حتى ما أشتري به الحلوى ..

يتأوهـ بعمق وهو يذكر والدهـ الحنون .. تمر أمامه الذكريات الحلوهـ الماضية كالبرق ..
يتذكر كيف اشترى مع والدهـ ملابس العيد الماضي .. كيف صاحبه لأداء صلاة العيد ..
يتذكر كل جلسة .. كل وجبة .. كل تسوق .. كل لعبة .. كل فرحة .. قضاها مع والدهـ ..
لايكدر صفوها شيء ..!

تسقط دمعة .. دمعة الأسى والحزن .. دمعة اليُتم الحارة .. تتتابع بعدها الدمعات ..
يحاول أن يخفيها .. بعد أن جفف منابعها بأكمامه ..
.!. لكنه لم يستطع .!.
.. وأنّا له الإستطاعة .. وقد فقد أغلى مايملك من في عمرهـ في هذهـ الحياة ..

...

فجأة .. يدب بالمكان صوتٌ قوي .. تختفي الأصوات من المجلس بشكل سريع ..
يظن الجميع أنه صوت انفجار بسبب المفرقعات .. لكنه لم يكن كذلك ..
كاااان صوتُ انفجااار طفلِ .. يصرخ ويقوول .. ماااذنبي أحرم فرحة العيد ..؟ ماااذنبي أحرم فرحة العيد ..؟

ومن خلفه والدة ترفع أكف الضراعة داعية على من .. فرق الشمل .. ومسح البسمة .. وتظاهر بالبرآءة ..!

آآهـٍ .. ياعبدالرحمن .. آآهـٍ .. يامُيتّم ..
فك الله أسر والدك .. وجمع شمل عائلتك .. ورسم الفرحة على محياك ..

اللهم فك أسرى المأسورين من المسلمين .. وجمع شمل العوائل يارحمن يارحيم ..


لا .. تبخل بدعوة في ظهر الغيب .. لأخوانك الأسرى ..
تذكرهم في كل فرحة ،، ولا تنساهم من دعوة في كل سجدة ..

الشجاع