|
|
|
25-11-2007, 07:50 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 60
|
ماذا كتبت الكاتبة ( مها الحجيلان ) عن العباءة في جريدة الوطن ؟
بسم الله الرحمن الرحيم أترككم مع مقال مها الحجيلان في جريدة الوطن : ْْ{ تعتبر العباءة السوداء التي ترتديها المرأة السعودية في الفترة الزمنية المتأخرة أبرز علامة تلفت انتباه أي شخص من خارج المجتمع وبالذات الأجانب الغربيين؛ حتى إنها أصبحت علامة فارقة لمجتمعنا. ورغم أن جداتنا مثلا وربما بعض الأمهات الكبيرات في السن لم يتعرفن على العباءة بشكلها الأسود إلا في وقت متأخر، فكانت المرأة ترتدي أي قطعة قماش مناسبة لتغطّي بها شعرها ثم تمضي للعمل في الحقل أو في المرعى دون أن يجلب ذلك أي مشكلة أخلاقية أو دينية أو اجتماعية. أما الوضع الحالي، فقد أصبحت فيه العباءة رمزا نتباهى به من ناحية دينية واجتماعية بل وحتى بوصفها ديكورا تستغله بعض النساء لإضفاء لمسة من الغموض تحفز خيال بعض الشباب لرسم صورة جميلة لها غالبا ما تكون منقطعة عن الواقع. في هذه المقالة لن أناقش مسألة الحجاب بوصفه ضرورة دينية أم عادة ثقافية ولكني سأناقش العباءة بصورها المختلفة من زاوية اجتماعية سيكلولوجية تصب بشكل مباشر في بناء ثقافة مجتمعنا بل وحتى تفكيرنا الجمعي. إذ لا يمكن أن ننكر أن العباءة أصبحت رمزا مثيرا من عدة جوانب. فهي من جهة تمثل غموضا جذابا لمن هو خارج الثقافة؛ وكذلك رمزا دينيا وثقافيا لمن ينتمي للمجتمع الذي يدعم لبس العباءة. ولا يمكن أن نغفل أن العباءة وطريقة لبسها وما يترتب على ذلك من سلوكيات محل دراسة اجتماعية ونفسية وثقافية وهذا هو منطلق هذه المقالة. ولتوضيح الأمر يمكن إعطاء هذا المثال الواقعي؛ فقد قامت سيدة أمريكية متعاطفة مع المسلمين بارتداء العباءة السعودية السوداء وتعلمت كيف تلبسها. ولكي تبرز تعاطفها مع العباءة ومن يرتدينها بعد بروز التعصبات ضد المسلمين التي أعقبت أحداث الحادي عشر من سبتمبر في عام 2001 قامت بالمشي في أكبر شارع في إحدى المدن الأمريكية. وكانت وهي تمشي تتكلم مع المارة وتضحك معهم بشكل غير متكلف كما هي وفق طبيعتها الشخصية؛ وظلت تمشي بحرية دون أن تشعر بأن العباءة قيدتها أو حدّت من حريتها في الحركة السريعة والمشي بانطلاق. وكان من ضمن الناس الذين شاهدوا تلك السيدة مسلمون من بلاد عربية وربما كان بعضهم من السعودية. وقد أغاظهم مظهر تلك السيدة وشعروا بإهانة فاقتربوا منها طالبين منها مغادرة المكان. وحينما سألتهم عن السبب أوضحوا لها أنها تقدم صورة غير صحيحة عن العباءة. فأثارها الفضول لكي تعرف الطريقة الصحيحة للبس العباءة؛ فأخبروها بأنها لابد أن تمشي على مهل خطوة خطوة وكأنها تحصي عدد خطواتها، وأن تنظر إلى الأسفل ولا تمد نظرها إلى مسافة أطول مما يساعدها فقط على رؤية الشيء الذي أمامها مباشرة. وأن تمتنع عن الضحك والكلام مع الناس ولا ترد التحية لكيلا يُطمع فيها، وأن تحرص على الاختفاء من المكان بسرعة لكيلا تأكلها العيون. فتعجبت من وصفهم للبس العباءة بالصحيح واستغربت اعتقادهم وجود عيون تأكل من بداخل العباءة. والواقع أن هؤلاء الرجال قدّموا لها وصفا حقيقيا للشخصية التي تخلقها العباءة السوداء بطرازها السعودي المتداول اليوم. فالعباءة تخلق بشكل معين نمطا من الشخصية الخنوعة الخائفة التي تشعر بأنها قطعة جنسية تتحرك في الفضاء وهي موضوعة في إطار محكم الإغلاق؛ ولهذا فإنه لا بد للمرأة أن تمشي وكأنها مربوطة بقيد لا يسمح لخطواتها أن تتقدم بسهولة، ولا تعطي بصرها مجالا في الفضاء لكي تتحرك فيه دون وجل؛ ولكي ترى على الأقل الطريق وتقرر أي جهة تسلك. كما أن العباءة ساهمت بشكل مباشر في تعطيل بعض المهارات الأساسية عند المرأة؛ فالكلام الحر الطبيعي أصبحت العباءة تمنعه وتستبدله بكلام منخفض متقطع لا يشكل جملة مفيدة وإنما هو مجرد وصوصة وهمهمة لا تفهم بوضوح. ويتبادر إلى الذهن سؤال عن السبب وراء ذلك، وهل كانت جداتنا بهذه الصفات الشخصية؟ والجواب هو أن ثقافة الرجل هي التي فرضت العباءة وعززتها بقيم وصفات سلوكية معينة واستغلت القراءة الدينية لتدعيم تلك الأفكار، وذلك لتشكيل منظومة أخلاقية للعباءة. وهي منظومة تستند على بعض التفسيرات الدينية المنتقاة مع ضرورة إخفاء التفسيرات الأخرى المحتملة التي لا تتفق مع تلك المنظومة الأخلاقية. وقد استجابت لهذه المنظومة الأخلاقية المرأة وتمثلتها بدقة، وصارت كل امرأة تقلد الأخرى دون أن يفكرن بشكل مباشر في السر الذي تحويه تلك العباءة في جعلهن ذليلات خانعات خاضعات لسطوة الرجل ومتمثلات لأفكاره الجنسية ضدهن. } إنتهى كلامها هالتعبانة
__________________
Twitter: @fa789fa |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|