|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
01-01-2008, 10:32 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2006
البلد: عيال علي
المشاركات: 298
|
هل تصلح الخرافة بديلاً؟ (1)
اعجبني مقال فاوردته لكم
000 هل تصلح الخرافة بديلاً؟ (1) . وليد بن عبد الله الروساء- الولايات المتحدة . خلق الله هذه الدنيا، وخلق الإنسان فيها لحكمةٍ. وميزه بالعقل ليميز الخبيث من الطيب والسقيم من الصحيح والغث من السمين، وإن كان يقترف بعقله ما فيه عطبه راضياً مختاراً. . ولكن من تمام نعمة الله على عبده أن سهل له أمر هدايته بما تنقطع دونه حيله وذلك بنعمة إرسال الرسل وإنزال الكتب التي لاتأمر إلا بخير ، ولا تأتي إلا بخير بل ويستحيل أن تعارض مصلحت الإنسان الدنيوية والأخروية إن سلمت من تحريف الكلم من بعد مواضعه. . والوحي بينهما إنما يعنى بشأن الخلق تسييراً شمولياً، فلا خطأ ولا خطل، بل ويستحيلان لعلة النقص، لإنها صفة ملازمة للبشر لا تفتك عنهم، فما من نقيصةٍ في الإنسان إلا من جراء هواه وشيطانه التي قد تؤدي به في دركات الجاهلية والخرافة بل وحتى الأساطير، والمعصومن من عصم، والمحروم من حرم. . والمرء مأمور بالتفكر والنظر والتأمل وسؤال الله الهداية، فإن كان نظره وتفكيره يهديه لغاية الخلق، وهي عبادة الله وحده لا شريك له ، والبرائة ما عبادة غيره، فإن ذلك فهذا هو عنوان السعادة ومفتاحة الهداية ، وما سوى ذلك فهو خرافة أو نتاج خرافة مهما تنوعت أسمائها وتشكلت أشكالها فالعبرة بالغايات والمقاصد لا الأسباب ، وقد يكون الخرافي أو القائم على الخرافة جماعة، أو أفراد أو مؤسسات أو حتى دول. لذى فالخرافة قد تكون ردة فعل لمو(ا)قف معينة لا تصلح أن تعمم كتجربة بشرية متكاملة ناجحة. . . والفطر السليمة تدرك قصور نفسها وقلة حيلتها، بل وعجزها عن الإتيان بشريعة متكاملة الجوانب، توفي الخلق بمتغيراته. وذلك بكل بساطة بسبب عجزها عن كمال لا يليق إلا أن يكون كمال إلهي، وكل المحاولات السابقة واللاحقة، إنما يكمن نجاحها بمقدار قربها وبعدها عن الوحي المنزل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. وبقدر الحياد عن هذا السبيل بقدر نسبة الشقاء للبشر وتعاستهم. وذلك كتأصيل مبدأ العدل والرحمة وحفظ الحقوق. . . وقد اجمعت الفطر على حاجتها لمثل هذه المبادئ الربانية والسنن الإلهية. وقد تسمى الأشياء بغير مسمياتها. وهذا لا يغير من الواقع شيئاً، كتسمية الحرب المدمرة تحريراً، والظلم والتجبر ديمقراطية، والسرقة مصالح مشتركة، والزنا استمتاعاً، والشرك ولايةً. . ثم إن المتغير لا ظابط له. فنتاج البشر قد يصلح لزيد لا لعبيد، وقد تختلف من مصر إلى مصر، ومن قِطرٍ إلى قطر. إن كان ذلك أنها لا تعدو كونها تجارب بشرية تصلح لفرد أو إثنين أو مجموعة صغيرة في مكان ما وزمان ما. أما إن عدت ذلك تطبيقاً فهي محكوم عليها بالفشل مسبقاً. والخرافة نسبية فقد تكون الخرافة في أوربا أقل نسبةً وعدداً وكمية منها في أفريقيا، أو آسيا أو أمريكا ، لذى فإنها تعتبر متنورة بالنسبة للخرافة المزدوجة ، وهذا لا يخلع عنها لبوس الخرافة بكل حال. بل هي محل للخرافة، لإنحرافها عن أمر ربها وإن تغيرت أنظمتها من ملكية إلى إقطاعية إلى كهنوتية كنفوفدرالية جمهورية الخ... . والخرافة في صراع مع الحق، مذ أهبط آدم على البسيطة، و في تعاقب الأنبياء لنا مدكر. والهم الذي أسر الرسل جميعاً هو :\" أعبدوا الله مالكم من إله غيره\". فعليه تجتمع وتفترق أممهم. وقد كافح الأنبياء عليهم السلام نحو هذا الهدف كفاحاً حمدهم ربهم عليه، وكما ذكر شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله: \"العبرة بكمال النهايات لا بنقصان البدايات\" فقد حُمِدَ للأنبياء كلهم سعيهم، وفوزهم ثباتهم على مبادئهم ودعوتهم، وإن قدم بعضهم بالرجل والرجلان، فلم تكن الأعداد في حسبانهم قضية قط، وقدر الله السابق فوق كل اعتبار. . ومن القصص الباهرة التي أسرت أولي الألباب، ما سمى الله في كتابه عن قصص الأنبياء والرسل واثر الخرافة وابتعادهم عن بصائر التوحيد، ونور الوحي، وكيف أن كل قوم بالغوا في التعسف البشري والظلم لتحكيم أهوائهم التي عادةً ما يزينها الشيطان لهم بادي الأمر من السحر، والتطفيف في المكيال، والظلم، والشهوات، وأعظمها عبادة غير الله. وإن حققوا شيئاً من الربح المادي ، ولكن خسارتهم الجمعية لا تساوي النزر اليسر من الربح، ومن القصص التي فيها عبرة وعظة قصة عيسى عليه السلام، فكفى فخراً أن آل عمران وسورة مريم كلها سور من القرآن. ولا شك كما ذكر أن قدر الله وقدرته نافذة ولا معقب لحكمة ولا ردا لقضائه. . ولابد من استحضار أن دعوة عيسى عليه السلام كانت للخِرافِ الضالة فحسب، وقد جاء المسيح مخففا عنهم الإصر والأغلال التي كانت عليهم ، ولكن جوزي المسيح، لقاء تخفيفه العنت عن بني إسرائيل كفراً ، فقد أحس منهم الكفر ، والتآمر على الفرقة المؤمنة، فامتحنهم بأمره \" ويلحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه\" وليس بحكم قسطنطين ولا غيره. . لذى فإن رسالته عليه السلام كانت رسالة خاصة، لم تكن للناس عامة وفي وقت خاص. ولم يرد لها أن تكون رسالته عالمية، لحكمة يعلمها الله. بل هي ابتلاء لقومه في التسليم، تسليم بالحمل المعجز، تسليم في الولادة المعجزة، تسليم في إحياء الموتى بإذن الله، وإبراء المرضى بإذن الله... قصه عيسى عليه السلام قصة التسليم لله. . فهي بحق مفرق من مفارق الإمتحان والإبتلاء للبشرية جمعاء. الإبتلاء في التسليم والإنقياد لأمر الله كما فعل إبراهيم الخليل وابنه الذبيح. وفي قصة عيسى عليه السلام وحوارييه وتآمر الفرقاء على المؤمنين وإحساسه بكفرهم به دلالات واضحات على تأييد الذين آمنوا على الذين كفروا لإنهم طمسوا معالم الحق، بل وسموه زوراً العهد اليسوعي، الذي تلاه عهد بولوس وهو الذي أدخل في الدين ما لم يأذن به الله. . فلما خُلي بين الإنسان وهواه، سطر أعجب المواقف في الإنحراف عن منهج الله ، وعن الإعراض عنه، فقد عدل بعض الحواريون عن إقامة شرع الله على أرضه في أنفسهم بادي الرأي، لذى، فغيرهم من باب أولى، بل يلبس الحق لبوس الباطل كما فعل بولوس أو شائول اليهودي. . وكما أن للحق دولة، فإن للباطل دولة، فقد أظهر اليهودي شائول ما لم يبطن. وتظاهر فجأة أنه من أتباع عيسى مع أنه بالأمس القريب يسوم المؤمنين سوء العذاب، فلابد لهذا التحول المفاجئ من سر، وإن زعم –كما زعم جوزف سمث - أنه رآى نوراً في السماء وقال له : \" أنا ابن الله ، إلى متى وانت تعذب أصحابي\". ولكن الأمر هو في استغلال الفرص، لتأسيس دين جديد، سيما وأن الأحبار قد تخاذلوا عن النصرة. فخلى لك الجو فبيضي ونقري. وهذا دأب القوم. . لذى فقد شكك القلة المؤمنة في منهج شائول الجديد وفي مصداقيته، بل إنه \"وكما في أعمال الرسل\" أخذ يرسل الرسل ويبعث الكتب للأمصار يدعوهم في ديانية جديدة يقال لها \" الديانة الشائولية\" أو تلطفاً المسيحية المسخ. ولابد للعامل -ولو كان مبطِلاً- أن يجني ثماراً لدعوته، سيما إن قعدت بإهل الحق هممهم ويا عجباً من عجز المؤمن وجلد الكافر، فقد آمن قسطنطين الروماني بدعوة شائول وديانة ، بعد أن حرف الكلم عن مواضعه، و حكم بما لم يأذن به الله من عقيدة التثليث والصلب وغيرها، مما هو من عقائد الرومان الأولى فلا تستنكره طبائعهم، فطوع بولوس لهم الديانة، ليقبلوا عليها. عندها آمن به الإمبراطور بل وتحمس لها جداً ودعا أهل أوربة للدخول في هذه الديانة الجديدة. ولا غروا أن يعد بولوس الشخصية رقم (2) بعد شخص رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، في كتاب أعظم 100 شخصية لإنه هو حقيقة من ألف هذه الديانة الخليط. . . وأي هدي وشريعة وحكم بغير ما شرع الله ، فهو ضلال وغواية وخرافة ، وإن تسربل زوراً بأسم العلم كشريعة حمورابي ، وشريعة أرسطو وحكم أفلاطون والعلمانية والليبرالية وغيرها أو حتى الدين كالصوفية والشيعة وغيرها من السبل التي لا شك مؤدية للفرقة والتناحر والتخالف. . . إشنق آخر إمبراطور بإمعاء آخر قس. . دعوة همجية، مقابل ظلم همجي. لا شك أن العدل مطلب سامٍ، تهفوا النفوس إليه ، ترفض خلافه، وإن تسمى زوراً بمسمى الدين. ولا شك أن الفرنسيين، كما غيرهم من الأورببين أكتووا كثيراً بظليمة الإقطاع والجور والتعسف، فقد أضحت أراضي القوم حِلاً مباحاً للقساوسة الذين جعلوا من أنفسهم وكلاء وأرباباً من دون الله، فأذاقوا البشرية صنوف العذاب لإنهم يحكمونهم بشريعتهم هم لا شريعة الله. ويكفيهم جرماً أنهم أحالوا أربة كلها إلى عصر مظلم بتحريم العلم على غير نخبهم اللاهوتية، فحرموا الزيجات ، وأشرعوا الرهبانية والراهبات بل وشرعوا الحجر، التي هي خلاف الفطرة التي فطر الناس عليها، وحرموا العمل والكسب والتربية والتعليم ، فما من شك حينئذ أن تعلم عصراً هذه حاله يقال له عصر الظلمات. ومن يخالف الأمر فالمقصلة الرحيمة جزائه. . إنني لا أزيد أن قلت أن همجية الصليبيين كانت أثر رجع طبيعي للشحن النفسي من القساوسة والرهبان. تلك الصيحة المدوية الفرنسية التي اجتاحتها صروف الظلم والتعسف والخرافة واحدودقت بها آلام الإستبداد ومضاضته، بمن تسربل بجلباب الرهبانية زوراً وتحذلق بمسوحها واتجهت النفسية المشبعة بالحقد والغل والكراهية لكل ما هو يمت للدين بسبب ونسبة فنسفت أس الدين وأساسه ورمته أنه أساس خراب الشعوب و دمارها بل وأفيونها اللعين، وما ذاك التطرف إلا نتاج طبيعي جداً للتطرف الأول، وكلا طرفي قصد الأمور ذميم. . لذا فإن من أسباب الثورة الفرنسية الرئيسة ما أنعم الله به على أهل أوربة من نور النوانية الإسلامية التي أشرقت عليهم غرباً من الأندلس فقشعت ظلمات الإسلام وحضارته، غياهب حنادس أوربا ودحاميسها. لقد قرأ ودرس وعلم الأوربيين -سميا الطبقة الأرستقراطية منهم- أن الإسلام دين ، يحث على العلم و يشجعه و يرتب الثواب لمن يحتسب فيه. فجن جنون القوم لإنهم حديثوا عهد بدين يجعل العلم عاراً، والبحث شناراً، وبأمس القريب أقيمت سوق المشانق لقتل كل (مهرطق) يدعي علماً يخرج عن حيز الكنيسة وتشريعاتها. . لقد أدركت أوربا، أكثر من غيرها، أن أي نظرية بشرية، تستلزم بالضرورة الجور الظلم، ولا تخلو منه. ولا أدل من ذلك على عقيدة الصلب والفداء، فهي معاكسة لفطرة العدل ومصادمة حتى لمفهوم الرحمة. فمنذا الذي يرضى أن يضحي بإبنه بذنب لم يقترفه. والقادر على تقدير المعصية قادر على العفو عنها، فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له. . لذى فإن أي تطرف أيمن يستلزم تطرفاً أيسر ولا شك. فلما تطرفت الكنيسة بعقيدة الخلاص والصلب، والفداء، قابلها تطرف علماني وهو أن أصل الإنسان قرد ، كي تنسف الخرافة الأخيرة الخرافة الأولى. مع ذلك يقدر العلم ويأمر بالنظر والتأمل والبحث، فأسرهم ذلك الدين الجديد مع أن لهم مع الشرق مخازٍ لا تذكر. بل لقد تنافست النخب المثقفة الأوربية بارسل أبنائها إلى الأندلس، وتفاخروا في ذلك كما هو الحال قومنا اليوم، فرجع أبنائهم حملة راية الثورة العلمية الفرنسية مع أنهم هم أنفسهم قسس أو أبناء قسس. الخرافة والخزعبلات تسري و تهري: والأفكار ليست حبيسة الحدود الجغرافية والأوراق الصفراء، بل تسري سريان الدواء في الشرايين ، وقد تستشري استشراء الداء فيها. الآ وإن لكل فكرةٍ نَقَلَة، فللعلم نقلته، وللفقه نقلته، وأيضاً فللخرافة النَقََََلَةِ الخرافيين، من أبناء شائول المخلصين، من مثل بن سبأ، أبن ميمون القداح، تيودور هيرتسل، ليون سلطان و يعقوب كوجمان مرسيل إسرائيل بل إنك واجدٌ حتى آخر الخرافات الجديدة، وصرعة ما يسمى \"عبدة الشياطين\" فإن مؤسسها هو أحد أحفاد شائول وهو يهودي أسمه أنتون ليفي (Anton Lavey) . فجرت العادة أن وراء كل نحلة خرافية، رجل يهودي ، أو أحد طلابه ، أو محبيه وتلامذتهم المخلصين، ممن يحسب أنه يحسن صنعا. . . . و الخرافة -التي هي عكس النور- نقيض الصحوة والرشد والرشاد، فلا مكان للخرافة في مجتمع حي، والعلم حياة الشعوب. ولذى فإن نقلة الخرافة هم حرب للعلم الشرعي ومن أكثر الناس للناس تزهيداً فيه. فهي لا تفتأ تبث الجهل في الشعوب، وإن سموه بغياً بغير اسمه تدليساً كالتصوف والتشيع و بل وحتى الدروشة أو العلمانية . . . وكل مذهب خرافي فإنه يدعو لما تصطدم الفطر السليمة والعقول الراجحة معه، كتحريم المتع المباحة من المأكل والمشرب والملبس والطهر ، والزواج والعمل والإنتاج وتحليل عكسه من العزلة والرهبنة والرباط والتكية والأضرحة وفوق ذلك كله من تقبيح الدين، وهمز أهله والداعين إليه، والإنتقاص من جناب التوحيد والشريعة وأهلها . . . وللخرافيين طرقهم للدخول إلى قلوب الضعفاء ، واستهوائهم وهي العاطفة المجردة البعيدة عن العقل السليم والنظر المستقيم، والفطرة السليمة، فتجدهم يختصرون الإسلام ويختزلونه بإحياء الليالي ذات العدد في مولد فلان ، ومأتم فلان، فتهيج العواطف بالبكاء تارة وبالضحك تارة أخرى. وهكذا سلك الشيعة في محبة آل البيت بل تخطوا الصوفية بجلد الذات كاللطمية وغيرها، ويحسبون أنهم على شيء . . . لذى فإن تربت الشعوب والأمم كلها على تصرفات \"دينية\" شاذة فإن معاني الدين تقتصر وتنحصر في شكليات لا تمثل طريق متكاملاً للحياة، وكما هو مشاهد معلوم فما تحيا بدعة إلا على نعش سنة. بل تقتصر هممهم دون أذكار موضوعة وأوراد مختلقة،والرقص والغناء، وإن أمعنوا في عبادتهم فولائم الموالد وموائدها، وإحياء عاشورا باللطم والتهشم في منظر مقزز تنفر منه الفطر السليمة والأخلاق المستقيمة. فالدائرة لديهم أضيق من سم الخياط وأهوهن من بيت العنكبوت، فمولد، فموالد، فأوقاف، فإقطاع، فجبرية، ثم جبروت وقهر . . . لذى فإن الداعون لهذه الطرق فشلوا أن يوجدوا للناس طرقاً لحل لمشاكل شعوبهم وتغييراً لهم من النكوص والركود. ولا شك أن الغازي أول ما يضع رجله في الغرز يشرع في تجهيل الأمة، بل ويمكّن لهذه الخلايا العفنة والطرق المنتنة أن تنشط، ويقيم لها المؤسسات ويرعى لها الإحتفات كفعل صاحب الرملة النصراني، وما صوفية القيراون عنا ببعيد. (أقرأ: لماذا الصوفية صامتون عن الحملة الصليبية والمشروع الأمريكي؟ لحامد بن عبد الله العلي ) . . . لذى تكون الأرض خصبة للخرافيين من العلمانية، وغيرهم، لإن العلمانية صنوٌ للمذاهب الخرافية بل هي الخيار الأوحد سيما وأن البديل هو اظطراب أليات نساء القوم حول ذي الخلصة، أو القبر الفلاني أو المولد الفلاني، أو تجريد الحكم بناء على الواقع الحالي للأمة بدون أن تقدم الحلول العليا. لذى فإن الشعوب الإسلامية لم تتردد أبداً في تحيكم شريعة نابليون وسقراط وارسطو في بلادهم في وقت الإنحطاط الفكري، والظلمات العقائدية. . ومن مظاهر هذه الظلمات أن يقدم رهبان الصوفية، وأحبار الشيعة على أنهم المثال المحتذي والنموذج المقتدى للأمة، هذا والله أوانٌ نطقت فيه الرويبضة وعلا سعُدَ فيه لكع ابن لكع، فيقضي في أمر لو اجتمع له أهل بدر، والسقيفة لتدافع كل منهم الأمر. ز . ولإجل أن الدين في المنظور عندهم لا يتعدى الطريقة الفلانية أو الذكر الفلاني و الرباط والتكية والقبر، بل إن الخرافيين من الشيعة والصوفية، والعلمانيين من باب أولى، لم يذكر التاريخ قط أنهم عارضوا أي حكم أو حاكم جائر يحكم بغير من أنزل الله، وكما حكى الله فأولئك هم الفاسقون ، الظالمون ، الكافرون لإن فاقد الشيء لا يعطيه ، ففاقد الهداية لا يعطيها ولا يدل عليها، لإنه يزين له سوء عمله فيراه حسنا. . . . لقد عافت الشعوب هذه الصروف والصنوف من العبادات الشاذة، وهي في أعين شرائح الواعين المتعلمين هرطقة دينية لا معنى لها ، فلا تقدم عصر الظلمات بل تمعن في تأخره، وقد جربها الناس ردحاً من الزمان وأثبتت فشلها الذريع. فلا غرو أن تنظر لمن يلطم نفسه بإن فيه هوس وفي رأسه جنون وكذلك من يطوف بالقبور ويتّرب رأس من ترابها الطاهر فإنه لا يخلو من طائف من الشيطان، لذى فقد أطلقت عليهم الشعوب مسميات الدروشة والإنحرافات. وتوجههم للمنهج الرباني المبني على قال الله قال رسول الله بالفهم الصحيح السليم هو الخيار الوحيد المنقذ. وفي الإنترنت شواهد حية لا مزيد عليها. . . . . لذى فإن الشعوب لترنوا إلى دعوةٍ، تثقف ومن ثم تجمع، لا تجميع ثم تثقيف، بل تجعل من العلم شعارها والفقه دثارها، عودة و دعوة أنار العقل الصحيح والنقل الصريح صروفها ودروبها، فهي تمشي على نور من الله، وقد اعترف العدو قبل الصديق بدخول الناس أفواجاً زرافاتٍ ووحدان، لهذا المنهج الرباني والسنة المحمدية التي تقضي على الخرافة بالظرورة، فلا يصح للشمس في رابعة النهار من دليل. . . . إن في خلد المؤمنين وفي ذاكرتهم الجمعية إن المؤمن ترفعه عقيدته وإن عَجُزْ، والخرافي تهبط به عقيدته وإن رفعت عبادته خسيسته. بل إنه يصح في مثل هذه الخرافات الجاهلية ، المثل الجاهلي \"لا مَاءَكِ اَبْقَيْتِ، وَلا حِرَكِ اَنَقَيْتِ\"، فلا ديناً أبقوا ولا دنياً أصلحوا. . . لذى فإن العاصم، بعد الله من هذه الخرافات كلها، هو رجعة صادقة شمولية للأمة إلى عقيدتها ، علماً ، وعملاً ودعوة وصبرا.. عندها سوف لن تكون لحنادس الظلمات أي مكان وخيار، فهي مشنؤةً سليقةً، وفطرة \" ولا يحتاج النهار إلى دليل\". وإن ضياع هذه الضمانة لهو مؤذن بالفساد الخلقي ، والإجتماعي، الثقافي بكل صورة. . . .إن إقامة الدين على الوجه الأكمل، بل وحمل الناس عليه، وإرشاد الجاهل وتعليم المتعلم ونصح العالم، مما يعين على حرب الخزعبلات، وإلا طفت المياه رويداً رويداً دونما علم فالتغير غالباً ما يكون تدرجي، يبدأ بالمعلوم وبالمحكم وينتهي بالمتشابه ثم يختتم بالخرافة. . . نسأل الله أن ينتشلنا من دركات الخرافة إلى نور الإيمان، وأن يشعشع بنا أنوار العلم، لطرد الأساطير ، فنعلم ونعلم. إنه ولي ذلك والقادر عليه. أخوكم وليد بن عبد الله الروساء- الولايات المتحدة الأمريكية 27/12/2007 |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|