[دعبل نجد]

حيا الله الجميع . . .

الفراق هكذا نعبر عنه . . .

لحظات الفراق هي أصعب اللحظات على الانسان . . .

ان الانسان عندما يسمع بكلمة الفراق تخور قواه , وتهمي دموعه , ويضيق صدره , ولا ينطلق لسانه ,

تلك اللحظات لا يعرف حقيقتها وهولها الا من عايشها , عندما تسمع بقصص الفراق لا تملك نفسك الا ان تبكي او تتباكى فكيف اذا عايشت الموقف بل كيف اذا كنت انت سبب ذلك الفراق


نعم انا السبب وهذا ما يقض مضجعي من حين لاخر عندما اذكر ذلك الموقف

نعم انا من سعى واراد ذلك الفراق

عرفته عندما كنت يرقة وقضيت معه أحلى ايام طفولتي . . .

توطدت علاقتي به مع اول موقف رايته فيه واحببته حبا جما , بل انه صار صديقا قل ما يفارقني

أحبه اهلي كما احببته , بل واصبح كانه واحدا منا يروح اينما نروح , يرافقنا في حلنا وترحالنا

حصل لنا معه الكثير من المواقف والاحداث يكتمها كما نكتمها , وبابى اشد الاباء ان يذيعها او يعلنها

قضينا معه أكثر من اثني عشرة سنة بحلوها ومرها




ابو سئيدهــ وين المناديل الله لا يهينك

وبعد هذه العشرة الطويلة من السنين كبرنا واصبحنا في عداد الرجال ! ! وليتنا لم نكبر

يالله بعد كل هذه المدة تفرقنا ووالله لم يحصل بيننا وبينه اي شيء فقط مللنا منه

بعد اثنا عشرة سنة نفترق بكل هذه البساطة , , ,

ولكن هذه حال الدنيا فالفراق لابد منه وهو امر حتمي , ان لم نفترق اليوم سنفترق غدا

في ذلك اليوم المنحوس أشرت على والدي ــ شفاه الله ــ أن نبيع جيبنا العزيز لاننا مللنا منه واصبح في عداد السيارات القديمة

بل واصررت عليه بذلك , وبعد الحاح مني وافق على مضض , وأعطاني مفتاحه لاذهب به الى المعارض لبيعه . . .

وحصل ما حصل بلا مبالاة من محدثكم , ولما استلمت الثمن

وخرجت من المعرض وألقيت النظرة الاخيرة على ذلك الحبيب فنزلت علي موجة من الحزن اسالت دمع عيني فتواريت عن اصحابي لئلا يروها

قرات في عيونه استفهامات وكانه يسالني ما السبب . . .

في تلك اللحظة استرجعت شريط الذكريات قبل اثنا عشرة سنة عندما ذهبت مع والدي واخي الكبير لاخراجه من الوكالة

مرت علي المواقف التي حصلت معه في تلك المدة على عجل ,

القيت له التحية , وأريته دمعتي , ولو لا وجود الناس لقبلته بين عينيه

ثم ذهبت الى البيت وانا اجر شريط الذكريات جرا . . .

ولو كان يعي ما اقول لا رسلت له هذه القصيدة معتذراً . . .
[POEM="font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black""]

يا جيبنا عذراً فإنا للذي = شاء الإله نُجَرِع الالآمُ
ما الحق يجزعني ولكن الذي = قد شب في قلبي الحزين ضرامُ
الم الفراق يهزني وكأنني = أجتث من جسمي دما وعظامُ
رافقتنا دهرا طويلا يالها = من رفقة مقدارها اعوامُ
وعلى الخطوط تجوب اصقاع البلا= د جنوبها وبحارها والشامُ
وتيمم الغرب الكريم بهمة = وتسير فينا سيرة الضرغام ُ
قدرٌ عليك بان تباع وتشترى = ومصيركم بعد السنين حطامُ
قالوا بان الجمس خير مرافق = ستجيبكم يا اهلنا الايام ُ
إني رمقتك حين بعتك يومها = والدمع اسبل والعيون ضرامُ
فارقتكم والقلب مجترح لذا = ولسوف نذكركم مدى الايام ُ
ولسوف تطوى صفحة من دفتر = ولتنطوي بفراقكم اعوام ُ
إني وجدت من البلاغة حكمة = في بيت شعر تطفيء الالآمُ
والله ما اخترت الفراق وانما = حكمت علي بذلك الاحكام [/POEM]