حين نقوم بدراسة عن أيهم أكثر سهرًا , البنات أم الشباب ؟ فلا ريب من أننا سنخرج بنتيجة واحدة , مفادها أن البنات أكثر سهرًا ؛ ذلك لأنهن خاضعات لتركيبة جسمية وفكرية تختلف عن الشباب , فمن الأول نجد أنها ربما يسهرها ألم الدورة , ومن الثاني نجد أن الأرق الليلي يصاحبهن بكثرة .
والأرق عندهن يرجع إلى أنهن عاطفيات أكثر من الشباب , وقلقات في الوقت ذاته أكثر منهم , فعاطفتهن ربما تنصب على المحبوب , أو المحبوبة من بني جنسها , أما القلق فإنه صادر عن مجتمعهن الذكوري الذي يعشن فيه , حيث تحمل همًّا كبيرًا لفارس الأحلام المنتظر , وإن هو لم يأتِ فلن تعيش بدونه عانسًا .
الليل محبب إلى الفتيات , فبه يسمرن ويسهرن على التقنيات الموجودة , وإن أرادت الكتابة فهي تحبذ الليل , لذلك نجد أن معظم الروايات السعودية أصحابها من النساء .
هناك علاقة وطيدة بين الفتاة والليل , أحسب أنه عائد إلى قلبها المليء بالأسرار , فكأن الليل مستودع سرها , والمستمع إلى نجواها , كما المؤمن القائم في ليله يعبد الله خاليًا قلبه .
لو قمنا بإحصائية بين كليات البنات وبين جامعات الشباب لننظر أي الجنسين جاء بلا نوم مواصلاً الليل بالنهار , فأعتقد أن البنات هن أكثر حظًا من الشباب .
تحياتنا .