|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
01-05-2008, 09:22 PM | #1 |
إمام وخطيب جامع الروّاف
تاريخ التسجيل: Sep 2004
البلد: السعودية
المشاركات: 261
|
مفهوم تجديد الدين
بسم الله الرحمن الرحيم // (خطبة تجديد الدين )
د صالح التويجري26/4/1429هـ (ان الله لا يغير مابقوم حتى يغيروا ما بانفسهم) ما إن بدأت الحداثة الغربية تمارس ضغطها العسكري ومن ثم الفكري على الشعوب والدول الإسلامية حتى اصبحنا ضحية الاستلاب لحضارة صناعية موّارة بالحركة والأفكار؛ حيث أصبح العالم على تماسٍّ مباشر مع تلك الحركة والتحول الذي لم تشهد مثله أجيال السلف السابقة./وأمام الشعور بهجمة الحداثة الشرسة وجد المفكر الإسلامي نفسه مضطراً لصياغة خطاب جديد يتناسب والحالة المستجدة؛ ليتلاءم مع أوضاع الحياة العصرية ومعطياتها القائمة. إذ يعتبر مفهوم التجديد من أكثر المفاهيم التي تنازعتها التيارات الثقافية والفكرية المختلفة، وقد انعكس هذا على المفهوم والدلالا ته، الوواقع والتجديداصله الشرعي// [عن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله- (صلى الله عليه وسلم): "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد دينها" رواه أبو داود]: وتجديد الدين إحياء وإصلاح علاقة المسلمين بالدين والاهتداء بهديه؛ لتحقيق الحياة الكريمة على الارض وتجديد حال المسلمين ولا يعني تبديلاً في الدين أو الشرع ذاته إلا أن المصطلح تلبّس بالعلمانية ثانية بعد أن تجاذبته النخب اليسارية والليبرالية لاحقا لإعادة قراءة التراث من منظور أيديولوجي؛ مما جعل مصطلح التجديد ملوثاً بأيديولوجيات متباينة / يرتكز مفهوم التجديد في الفكر الغربي على نسبية القيم وغياب العلاقة بين الثابت والمتغير؛ إذ تعتبر كل قيمة قابلة للإصابة بالتبدل والتحول، وعلى الإنسان أن يستجيب لهذه التغيرات بما أسمته التكيف، ولم يطرح الفكر الغربي قواعد لعملية التجديد وحدوده وغاياته ومقاصده. و يغلب على مفهوم التجديد في الفكر الغربي عملية التجاوز المستمرة للماضي أو الواقع الراهن؛ من خلال مفهوم الثورة والذي يشير إلى التغيير الجذري والانقلاب في وضعية المجتمع. وهي مرتبطة بنفي وجود مصدر معرفي مستقل عن المصدر المعرفي البشري المبني على الواقع المشاهَد أو المحسوس المادي. / وعلى صعيد المصطلحات تطرح "التقدم" و"التحديث" و"التطور" و"التقنية" و"النهضة" لتعبر عن رؤية غربية لعملية التجديد نابعة من الخبر التاريخية الغربية، ومستهدفة ربط عملية التجديد في كل الحضارات بالحضارة الغربية، باعتبارها قمة التقدم وهدفاً للدول الساعية نحو التنمية، ومقارنة بالفكر الغربي القائم على تجاوز الماضي وغياب المعايير الثابتة للتجديد، فإن مفهوم التجديد في الفكر الإسلامي: يعني العودة إلى الأصول وإحياءها في حياة الإنسان المسلم؛ بما يمكن من إحياء ما اندرس، وتقويم ما انحرف، ومواجهة الحوادث والوقائع المتجددة، من خلال فهمها وإعادة قراءتها تمثلاً للأمر الإلهي المستمر بالقراءة: "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ" (العلق:1). كما تظهر مفاهيم مثل "الإصلاح" و"الإحياء" وهي نابعة من الرؤية الإسلامية لعملية التجديد، وهو إحياء لنموذج حضاري وجد من قبل ولم تحدث تجاهه عمليات التجاوز والخلاص، ويتضح مما سبق مدى الارتباط بين "مفهوم التجديد" فكرًا وممارسة وبين الخبرة التاريخية والمرجعية الكبرى النهائية للمجتمع و يرتبط "مفهوم التجديد" بشبكة من المفاهيم "فالأصالة والتراث"؛ تأكيدا للهوية والوعي دون تقليد جامد،" ومع مفهوم "التغريب" الذي يعبر عن عملية النقل الفكري من الغرب، وهو ما قد يحدث تحت دعوى التجديد. التغيير شجرة خير..نتفيأ ظلالها، ونقطف ثماراها ازدهار وارتقاء. ( إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ).هذا بالنسبة للانسان نفسه اما التغيير العام والذي يطال الامة ومنهج حياتها فهو مفرق طرق ومصيدة افهام ومزلات اقدام لانه عام ويتحكم به ويطالب الآخرون فان الحملة تشتد ضراوة بسبب الضغط الغربي لتفصيل إسلام أمريكي يناسبهم، مدعومة بترسانة إعلامية هائلة، تضخ الشبهات عبر القنوات ليل نهار، وتصطاد بتفنن مهني محترف أمثال أولئك المميعين للدين، كي تبرزهم أمام أجيال الأمة على أنهم النخب الفكرية الواعية المستنيرة، وبأنهم الفقهاء العصريون الذين تحتاجهم الأمة، إلا أنني على يقين وإيمان، بأنها موجة سراب، وهوجة زائفة لا تلبث أن تتراخى وتموت، وستلحق بأخواتها الكثيرات ممن انتهين في أرفف التاريخ، كعلامات شائهة سوداء تعود إليها الأجيال للتندر والعظة.فهي شنشنة نعرفها من اخزم فقد تعالت الأصوات الغربية وصداها الشرقي الى"عصرنة" الدين وتجديد أحكام الإسلام، ولمس المجتمع والنخب المثقفة تصاعد وتيرة هذا التنادي في وسائل الإعلام المتنوعة. ومع تعدد هذه الأصوات وانطلاقها من أمكنة مختلفة، اختلط مفهوم التجديد، وتاهت حدوده وتفاصيله، بل وحتى كنهه. أهو تجديد في أحكام الإسلام ليتناسب وذائقة العصر بما يريده الغرب منا، أم بث الحراك الفقهي المتنوع عبر مدارسه العديدة، تحت رعاية المختصين من علماء الشريعة وهل لهذا الأمر ضوابط ومرتكزات علمية راسخة تقوم عليه، أم الأمر مجرد تمييع لأحكام الإسلام للتفلت منه؟ وخطف حسن السيرة والسلوك من الكفرة الفجرة ( ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم) لا شك بأن كثيرين ممن طالبوا بتجديد الفقه، وحثوا الفقهاء بالفتوى في هذه النوازل المتتالية على الأمة، و"عصرنة" الفقه على أصوله الشرعية، هم ممن يريدون الخير لهذه الأمة، وهم محبون لهذا الدين، راغبون في أن يسود حياة المجتمعات الإسلامية. يقابل هؤلاء أصواتٌ اتخذت شعار التجديد غرضا للطعن في أحكام الدين، ومحاولة للالتفاف على الأحكام الشرعية التي تسيّر حياة الناس. ووقتما طولبت هذه الفئة الأخيرة الرخوة بتبيان ضوابطهم ومرتكزاتهم العلمية التي على أساسها يبنون فكرة التجديد، إذا بنا أمام خلط عجيب وأسس هشة، رابطها الهوى من خلخلة الغيرة والحياء والمروءة والثوابت او تفسير الشعائر الاسلامية بأنها أعمال من بقايا الوثنية. كرمي الجمرات.وقائمة طويلة من مفكرين لا ينتهون، كلهم يريد الالتفاف على أحكام الإسلام بدعوى التجديد والعصرنة، وسينتهي هؤلاء ذات يوم الى دين أحكامه صورية لا يربطها إلا هوى النفس ( ولو اتبع الحق اهواءه لفسدت السموات والارض ) وعلى مدى تاريخنا الإسلامي، تكرر أمثال هؤلاء، وحفظ الله لنا الدين بعمقه وتألقه وبهائه وأحكامه، التي لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها. و لاسلام باق و الاجتهادات باقية , و المدافعون عن الدين و المجددون باقون الى يوم القيامة...اما الزبد فيذهب جفاء و اما ما ينفع الناس فهو باق..و يفعل الله ما يريد على انه يجب على علماء الشريعة خاصةان لا يعزلوا أنفسهم في حجر ضيقة , ويتركوا اهل الدينا بمن فيها اعتزالاً للفتنة , ومن هذا الباب يجب ان نقوم باستصلاح مناهجنا الشرعية بحسب ما تمليه علينا مقتضيات العصر وذلك بحسب المنهج الشرعي , و ان نستجلى مقاصد الشريعة وفهم المتطور والثابت في حياة البشر ووفاء الشرية بمتطلباتهم دون المساس باصولها وثوابتها ! و إن ما يميز الخطاب الإسلامي الجديد هو ذلك التوازن النفسي "في زوال سحر الغرب ، وكونه أكثر وعيا بالحداثة وما بعدها، ويمتلك تجربة تاريخية امتدت لأكثر من اربعة عشرقرن"؛ بحيث أصبح على معرفة بمشكلات التجديد وإشكالياته والانتقال "من مقاربات التجديد الفردية إلى العمل المؤسسي ومن التنظير إلى التطبيق"، والدعوة إلى فهم الذات والآخر لمحاولة معرفة الأسس النفسية والأيديولوجية التي تحكم العلاقة بينهما.
__________________
1) الملاحظات. 2) اقتراح موضوع خطبة مع دعمه بوثائق أو مراجع. الرجاء التواصل عبر البريد الإلكتروني: saleh31@gmail.com حفظكم الله ... |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|