[الإمبراطور]

( الجامية الجديدة الحلقة الأخيرة )




عندما يتلقفك مجلس من مجالسنا هذه الأيام فلن تعدم سلبية قط ، فمنا أقوام جعلوا من
أنفسهم محاكم تفتيش لكل عامل فنضحت مجالسنا بصواب هذا وخطأ ذاك
والأمر لابأس به إلى هذا الحد ولكن الرزية كل الرزية
حين ننتطح على مائدة تسمى المشايخ بين مؤيد ومعارض ونزيد من شحنات التأييد
والمعارضة حتى نخرج إلى الجناية على من نعتقد خطأه ونخرج إلى التقديس لمن
نعتقد صوابه في تشنج مقيت وبدائية تربوية توحي بقاعدة هشة مهزوزة من خلالها
انشطرت مجالسنا إلى أرتال من المشجعين فلم نعطِ من اعتقدنا خطأه فرصة أو حظاً
من الأجر الواحد المفروض له شرعا ولم يبق لأحد في عيون من يرتادون مجالسنا قدر
ولاهيبة وظل بعضنا يأكل بعضنا عيانا
أليس الأجدر بنا بدلاً من تلك التنظيرات الجوفاء أن نلتفت التفاتة الصاهر المقيم الجاد
إلى الذات ونحملها بالعزم والجد والكد والكدح حتى يتعب الجسم وراء همتها فلا تزال
ايجابية في الله ومع الله وعندها فقط تشغلنا عيوبنا عن عيوب غيرنا وننتقل من
الأقوال إلى الأفعال ومن الدوران حول بعضنا الى الإنطلاق نحو الهدف بطريق
مستقيم لاعوج له يحدوه ( وقل اعملوا ..) ويسدده ( ومااتاكم الرسول فخذوه
ومن نهاكم عنه فنتهوا ) ومن خلال الإلتفاتة للنفس والإلتفاتة من الغير باعتبار الجسد
الواحد أحسب أننا إن تحدثنا بسلبية غيرنا فسنتحدث بلسان المتعطف الواجف المتمني
عدم وجود الخطأ وإن تحدثنا بإجابية غيرنا أعطينها حقها غير منقص فنكون في
الحالين نبني ويبلغ بنياننا تمامه قريبا ، وتضرب تقييماتنا الجذور ... بعيداً بعيداً في
العمق فتؤتي أكلها بإذن ربها في كل حين بل كل لحظة ونجد مجالسنا عامرة ببراهين
الفائدة تدور رحاها حول المصداقية ( ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك
رء وف رحيم ) بعيداً عن الترة والسلبية ولأجل أن تبدو مداوراتنا هي من تشفع
لنا عند ربنا تعالى ( على سرر متقابلين.... ) فالحق أحق أن يتَّبع .


أكاديمي في كلية المعلمين


هذه هي الحلقة الأخيرة آثرت قلم متابع لحلقات ( الجامية الجديدة )
على قلمي لا محاباة له ولكن لتنظير أفضل ...





إضافة :
لينكسر القلم إن كان في صحوتنا قادة منهومين ولم أبحث في قائمة المتهمين لأني على علم
أن من يقوم في السحر ويبكي لعفاف انتحر لاتؤتى الأمة من قبله لكنها تنحر كالبعير
حين يعتلي المنصات حدثاء السن أو تتعالى أصوات المتمذهبين بغير مذهب
وليت الزمان يعود ليعتقل لنا أفواه المتعالمين من أغيلمة هذا القرن ...
الإمبراطور