|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
28-12-2002, 10:10 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2002
المشاركات: 377
|
أرادوها قنطرةً لتحقيقِ مآربهم !
بســــم الله الــرحـمن الــرحيـم
إنَّ قضية المرأة في هذا العصر أُرِيدَ لها أن تكون من القضايا الأساسية ،لكن من منطلق منحرف ،والحق أنها من القضايا الأساسية، لكن من المنطلق السليم ،وتأتي خطورتها على العقيدة من كونها اتخذت ـ من قِبَلِ المنحرفين ـ سلَّماً لكلِّ مفسدة. وذلك أمرٌ له سببه ، وهو أنَّ المرأة هي الركيزةُ الأولى في إعداد الأمّة وتربية الأجيال ، وتكوين الأسرة والبيت الصالح ، الذي هو اللبنة الأساسية في كيان الأمة. والمرأة من حيث هي أمٌّ وربّةُ بيت ، وموجِّهةٌ للنشء ، ثم هي مربيّةٌ في المدرسة ، هي الركن الأول والأساسي في التربية والتوجيه وصياغةِ الأجيالِ. فإذا كانت المرأة المسلمة ، متحجبة ، محتشمة ، متسترة ، واعية لدينها ، وعقيدتها ، مدركة لمصلحة أبنائها وصلاحهم ، ومهتمة لمصالح دينها وأمّتها ؛ صاغت الجيل المسلم الراسخ العقيدة القوي الأخلاق. وإذا ضاعت المرأة وهتكت الستر ، وتبرّجت واختلطت بالرجال ، وتركت البيت ، ووقفت في واجهة المتاجر والمعارض ، ومقدّمات المداخل ، وبين آلات المصانع ، وانسابت في متاهات الحياة الهازلة ، وانساقت مع مغريات الشهوة والشهرة ، والمتعة الحرام ، ضاع المجتمعُ كلّه ؛ لأنَّ هذا التشرد يبعد المرأة عن واجباتها الأساسية ، وأهمها رعاية البيت والأسرة التي هي اللبنة الأولى والضرورية لكل مجتمع ، وتربية الأطفال والناشئين ، مما يجعلهم ينسابون ويعيشون حياة الضياع والفوضى. وتركيزُ الاتجاهات العقلية الحديثة على إفسادِ المرأة ، من الأمور التي أصبح يدركها ويدرك آثارها وخطرها جميعُ الناس على مختلف مستوياتهم ، وقد فعلت وقطعت في ذلك خطوات واسعة ، ولا أظنني مبالغا حين أرى أنَّ نجاح الاتجاهات العقلية في إفساد الأمة والعقيدة والناشئة الإسلامية عن طريق إفساد المرأة أكثر منه عن طريقٍ غيره من الوسائل الأخرى الفكرية والعملية. فقد أثارت الاتجاهات العقلية ما يسمّى بـ« تحرير المرأة » ، وأنَّ المرأة مظلومة ، وأنَّ قوامةَ الرجلِ عليها ، وتفضيله في بعض الأحكام كالإرث ؛ إنما هو من بقايا العصور المظلمة ، وأنَّ المرأة نصف المجتمع ، وأنَّ الحجاب قيودٌ وأغلال ، والاهتمام بالمنزل إنما هو بمثابة الإقامة الجبرية ، أو السجن والاسترقاق لهذه المرأة. ومع أنَّ كثيراً من العقلانيين يزعمون ( العلميَّة ) و( الموضوعيَّة ) ، فإنا نراهم يجافون العلميَّة والموضوعية ـ كعاداتهم ـ حين يدَّ عون أنَّ المرأة مثل الرجال في كلِّ شيءٍ ! وفي القدرة على القيام بالواجبات والأعمال التي عرفت من الرجال ، والتي تتطلب الخشونة والقسوة ، كالقتال ، والعمل في المصانع والمناجم ، وأعمال المواجهة في الدوائر والمؤسسات ، والحرف والعمليات الخشنة الأخرى ؛ لأنه من طبيعة المرأة وفطرتها: اللِّين والحنان والرقة ، فإنَّ الخروجَ بها وعن نطاقِ طبيعتها ظلمٌ لها وأيُّ ظلم ، إنَّ الإسلامَ يكرم المرأة حين يأمرها بالحجاب والقرار بالمنزل والتفرغ لرعاية البيت والأطفال ، وحين يفرض عليها القيام بالأعمال النسائيّة ، التي هي نصف أعمال الأمة ، إنَّ الإسلام حين يفعل ذلك فإنه يكرم المرأة ، وإنَّه كلَّفها وأكرمها بتكاليف لا يقدر عليها الرجالُ ، كما كلَّف الرجالَ بتكاليف لا تقدر عليها النساء. وإنَّ الكثير من مطالب الأمم الضرورية لا يقدرُ عليها إلا النساء ، كما أنَّ الكثير من مطالب الأمم لا يقدر عليها إلا الرجال ، والإسلام وزَّع الواجبات بين الرجل والمرأة على هذا الأساس العادل وعلى مقتضى الفطرة التي فطر اللهُ الناس عليها. وحين تنزع المرأة حجابَها ، وتخرُجُ من منزلها ، وتترك واجباتها ومهامّها ، وتختلط الاختلاط المحرّم ، وتهتم بالإغراء والفتنة ، فماذا سيبقى لها من نفسها ، وماذا سيبقى للأمة منها ، ومن يخلفها في واجباتها الأساسية ؟ وأين يذهب الرجلُ حين تطارده في وظائفه وواجباته ؟! أسئلة تطلب الإجابة من العقلانيين ، وما أردتُ بها إلا كشفَ دعاويهم الكاذبة. وماذا سيقولون لو عكسنا لهم القضية وطالبناهم بالقيام ببعض ما هو من خصوصيات المرأة كالحضانة والتدبير المنزلي ، بل العشرة الزوجية وفراش الرجل !؟ وكلُّ هذا ردُّ عليهم بأسلوبهم وعلميّتهم وموضوعيتهم التي يزعمونها ، وإلا فالحقُّ إنما يُلتَمسُ مما قاله اللهُ تعالى وقاله رسولُه صلى الله عليه وسلم. قـال تعـالـى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} [الأحزاب: من الآية33]. وقـال: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} [النور: من الآية31]. وقال سبحانه: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ} [النساء: من الآية34]. وقـال سبحانه: {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى} [آل عمران: من الآية36]. كتبها الشيخ: د. ناصر بن عبد الكريم العقل المصدر: كتاب: [" الاتجاهات العقلانية الحديثة " ص: 417 ـ 419 ].
__________________
[mark=FFFFFF][align=right]قال الشيخ عبد الرحمن السَّعدي -رحمه الله-: «على كلِّ عبدٍ ... أن يكون في أقواله وأفعاله واعتقاداته وأصول دينه وفروعه متابعًا لرسول الله متلقيًّا عنه جميعَ دينِه، وأن يعرِض جميع المقالات والمذاهب على ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فما وافقَهُ قبلَهُ، وما خالَفَهُ ردَّه، وما أشكل أمره توقف فيه». [/center] [توضيح الكافية الشافيَة]. [/mark]صفحة ناشر الفصيح |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|