بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » إلى أعضاء المنتدى مع التحية !!

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 17-05-2008, 08:07 PM   #1
ثائر بن ثائر
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
المشاركات: 63
إلى أعضاء المنتدى مع التحية !!

إلى أعضاء المنتدى مع التحية !!

لم يكن صديقي ( العائد الأول ) مبالغاً عندما قال لي يوماً ما إن هذا المنتدى من يدخله لا يستطيع الخروج منه ، ولم يقدم لي ما بنى عليه حكمَه هذا من مقدمات مقبولة في العقل تجعل قبول هذا الحكم منطقيا نوعا ما ، إلا أني أمررته كما جاء بلا كيف وجعلت حكمه هذا رهيناً لتجربتي مع المنتدى ، ومع مرور الأيام وجدتني أنصاع لهذا الحكم عملياً فكان دخولي فيه مدفوع بشي من العقل الباطن اللاشعوري الذي يصعب عند بلوغه هذه المرحلة تفسيره بأسباب عقلية مقبولة بل دخوله إلى عالم الوجدان واللاشعور أقرب وأسلم تفسير لهذا الوضع وكان هو الباعث – فيما أظن – لحكم أخي ( العائد الأول ) الذي كانت ممارستي العملية برهان واضح لحكمه فما كان لي إلا القبول والتسليم !!

وكنتيجة ( بديهية ) من دخولي المتكرر قراءتي لجملة من المواضيع لطائفة من الكتاب جعلتني أستوقف قليلا وأكتب هذا المقال كنصيحة أخوية تراحميّة قاصدا بها الارتقاء بهذا المنتدى من طريق ترشيد كتاباته والتماس طريق الإبداع لأصحابها وآمل أن أكون قد أصبت قدرا لا بأس به من الهدف والله المستعان .

لم تكن الكتابة يوما ما – وهذا ما نراه اليوم – عمل من لا عمل له ومهنة من لا مهنة له ، يمارسها الإنسان في حاشية أوقاته مصنفها في جملة من الأحيان من قبيل الترفيه الحداثي التي أملتها علينا وسائل الاتصال الحديث !! ، بقدر ما تحمله الكتابة من معان ودلالات فلسفية تظهر قدراً من البنية العقلية بشقيها الغريزي والمكتسب للكاتب (= ما خلق عليه الانسان من قدرات عقلية وما اكتسبه في مسيرته الحياتية من معلومات تطويرية للعقل ) ، فهي صفحة يظهر فيها عقل الكاتب وذلك في جملة من المقامات ، في بدايتها اختيار الموضوع إذ هو مؤشر أولي لخلفية الكاتب ورزانة عقله وفكره ، ولا أتحكّم في المعايير التي تجعل هذا الموضوع محلاً للرضا والآخر محلاً للسخط ، بل إن ثمة قدر مشترك يزداد اتساعه كلما توحد الوسط الثقافي والعلمي للأعضاء هو مساحة لجعل موضوع ما محلاً للقبول والآخر محل لعدمه ، مما تجعل مساحة اختلاف وجهة النظر في المعايير ضيقة نوعا ما ، فكتاب هذا المنتدى هم من أبناء ثقافة ووسط علمي معين مما يجعل التوافق في المعايير له مساحة واسعة ، فلا يقارن موضوع يعالج قضية تربوية أو علمية أو فكرية أو أدبية بموضوع يعالج تحليل المباريات أو غيرها من المواضيع التافهة ، و لا يقارن كذلك موضوع يعالج الأفكار بكونها أفكار منفكة عن قائليها بمواضيع هدفها الأشخاص فتسعى نحو شخصنة الأفكار وتعليق الناس بالأشخاص وجعل فلان مناطا للصواب وغيره مناطا للخطأ الذي يستلزم الأول المدح والثناء والثاني التجريح والقدح ، وقد قيل في حكمة من الحكم الصينية – وهي من قبيل المشترك العقلي الإنساني – أن مناقشة الأفكار المطلقة دليل على اتساع عقول مناقشيها وأن مناقشة فكر الأشخاص دليل على صغرها ، أو ما في معناه !!!

وعند طرح الموضوع تأتي إشكالية ثنائية الأسلوب والمعنى ، وهذه إشكالية لها تاريخها ، وما رأيته أن جملة من الكتاب يزداد حرصه على تنميق لغته بأنواع من الجناس والطباق والسجع وغيرها من المزينات الأسلوبية ( = اللغوية ) التي يعد الإكثار منها من قبيل الترف اللغوي مما يؤثر سلبا على الوزن المعنوي للموضوع ، فتجد معانٍ هي من قبيل البديهيات التي تفقد خاصية التجديد والإبداع بل تجد في جملة منها ما هو من قبيل المتناقض الذي يرفضه صريح العقل ، وعلى العكس من ذلك تجد عند البعض جمالية معنوية وإبداع تجديدي يفتقد صياغة سلسة فيها قدر من التناسق اللغوي والمرطبات اللفظية ، فتحقيق التوازن بين هاتين الثنائيتين يعطي عن كاتب الموضوع نوع من ظهور التوازن العقلي والجنوح عن التطرف .

وعند معالجة القضايا التي هي من قبيل الظواهر فإن إبداع الكاتب يأتي من جهة الغوص العميق في تلمس حقائق هذه الظاهرة بقراءة فلسفية استقرائية شمولية تُعمل الدراسة السياقية التاريخية في توضيح هذه الظواهر مما ينتج عن ذلك دراسات رصينة تنمي المقدرة العقلية التفكيرية وتجعل قراءتنا للظواهر بعيد عن الدراسات التسطيحية للعقل باستجلاب عناصر تقليدية ( = المظاهر - الأسباب - العلاج ) التي لا تطرد عادة لاسيما في دراسة القضايا الإنسانية بل تثير إشكالا في تضييق المعاني في العقل واستباقية المعاني قبل التحقق منها استقرائياً.

أيها الإخوة الكرام إن كوننا من أمة رسالية تؤمن أن دينها أنزل ليكون منهجا شموليا توافقيا لا تعارض فيه بين متطلبات الروح والجسد (= الديني والمدني ) أتى لإخراج البشرية – البشرية بأسرها وإن لم تؤمن بهذا الدين فضلا عمن آمنت به – من التناقض إلى الانسجام من جور السياسات وطغيانها إلى عدل سياسة الشريعة ورحمتها من الخواء الروحي إلى الاتصال بواحد أحد – جل في علاه – يلزم علينا أن نجعل الكتابة هما رسالياً نبلغ بها هذا الدين ونذكر من آمن به بأسلوب رصين ومادة علمية غزيرة تكون لبنة في بناء فردوس هذه الأمة المفقود ، وحين ذاك ستكون الكتابة هماً ورسالةً .
__________________
للتواصل : bmn383@hotmail.com
ثائر بن ثائر غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 07:33 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)