[الشامخ]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


جئت أرتب أوراقي .
وإذ هي مبعثرة من غير أسباب .

إتهمت نفسي .
فأبى قلمي إلا أن يجدد الوفاء .

وقال : سوف أعوضها لك في هذا المقال .

جلست أتفكر .
تذكرت ذلك الشخص .
كان منفعلاً غضوباً . يغضب عند أي كلمة توجه إليه بل يجعل لكلامك مخارج سيئة حتى ولو كنت لا تقصد .

يعيش خارج البيت أكثر من داخله . بل أنه جاعل البيت للنوم ولتغير الملابس فقط .
أما باقي وقته فيقضيه مع فلان وعلان بالذهاب والمجئ بما ليس فيه فائدة حتى يمل التسكع وجلسة الشارع .فيدخل إما شقة وإما إستراحة فيشرب الدخان ويشاهد الأفلام الماجنة والقنوات الفضائية الهابطة .

توقفت قليلاً عندما رأيت حال هذا الشخص وغيره كثير من شبابنا وللأسف .

أعدت النظر .
لعلي أكون مخطئاً .
لكن هذا هو المشاهد وهذا هوالواقع الأليم .

فأعتقد أن السبب هو عدم الإستقرار في البيت فتجد الشخص غير مستقر في بيته إما
لفقدان أحد والديه (وهذا ليس دائماً) وإما لمشاكل أسريه وإما لأشياء أخرى لا يجدها في البيت ويجدها عند أصدقائه المغرر بهم .

علينا أن نقف عند هذه النقطة فكثير من شبابنا لا يرتاح ولا يهنأ في بيته فهل فكرنا
فيها وفي أسبابها ؟.

ثم بعد ذلك يحصل ما يحصل من خروج من البيت ومن ضياع وتسكع في الشوارع
وتأتي بعد ذلك النهاية المؤسفة في وقوعه إما في المخدرات وإما في قضية أخلاقية أو
غيرها من المصائب التي يشيب من الولدان .

إلى متى نحن غافلون عن أبنائنا وفلذات أكبادنا فهم يريدون كلمة طيبة داخل البيت
ويريدون أن نحسسهم بالمسؤولية ولو كانوا غير أهل لها .

ولماذا نتركهم في مرحلة المراهقة يذهبون إلى ما يريدون ويقضون أوقاتهم خارج البيت ولا نسأل عن السبب . ثم إذا كبروا نعض على أصابع الندم على إهمالهم وعدم الإهتمام بمشاعرهم داخل البيت .

هل وصل بنا الإسفاف والجهل إلى هذا الحد .
أليسوا هم أولادنا وأخوتنا وفلذات أكبادنا ؟! .

لماذا نمن عليهم بنصيحة أو كلمة طيبة إذا رأينا منهم تقصير أو خطأ ؟.
لماذا لا نعودهم على المصارحة عندما تواجههم مشاكل ؟.

عجباً من أمرنا !
نطالبهم بأشياء كبيرة إذا كبروا ونحن في صغرهم لا نعاملهم إلا معاملة الرئيس مع موظفيه ونبخل عليهم بكلمات حانيه هم بحاجتها أو حتى كلمات ( الله يخليك أو بارك الله فيك ) .

لماذا هذه الجفوة وهذه الغلظة في معاماتنا مع أبنائنا ومن تحت أيدينا ؟.
إذا كنا على هذا التعامل وعلى هذا الجفاء فلا نستغرب إذا ذهب اليومين والثلاثة ولم نشاهدهم داخل البيت أو حتى لا قدر الله تجدهم في أحد السجون بحثاً عن كلمة حانية
أوردتهم هذه الموارد .

فهذه وجهة نظري الخاصة .
معاً لنقاش هادف جميل .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ا ل ش ا م خ