السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول العوام : [ ما عليها مستريح ] ويقصدون بها الدنيا ، وهذا مصداق لقول الله سبحانه : [ لقد خلقنا الإنسان في كبد ] ، ودنيانا فيها المـُـر والحلو فيها السار وفيها المحزن ، فهذا خبر سار يملأ الدنيا عليك بهجة وسروراً ، وهذا آخر تتمنى عند سماعه أن تبتلعك الأرض قبل سماعه .
الناظر لحال غيره من المصائب والأكدار يجد في حياته منفساً لإدخال السرور والأمل إلى حياته ، فهذا قد أصيب بخسارة في الأسهم وآخر لم يوفق في زواجه بعد أن طرقه عدّة مرات وثالث لم يـُـنجب له ذرية وهكذا ، إلا أن الأمر الذي يجعلك تذكر نعمة ربك عليك وتهون عليك مصيبتك أيـّـاً كانت هي في تمتعك بصحتك وعافيتك ، تقوم وتقعد تأكل بيديك تمشي بقدرتك متى أردت .
العافية في البدن لا تعادلها نعمة وبإمكانك معرفة ذلك عند زيارتك لأي مريض ولو كان مرضاً بسيطاً ، وما الفائدة في كنوز الدنيا وأنت تعاني الأمراض ولا تنام الليل من الآلام ، بل ستتمنى دفع ما تملك شريطة أن تنام مرتاحاً ، وهذا هارون الرشيد تمنى دفع ماله كله ولا أن يكون في يوم من الأيام ممنوعاً من كأس ماء وكذا أن يمنع إخراجه .
ختاماً أختم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : [ من أصبح منكم معافاً في بدنه آمناً في سربه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها ]
إبتسم في حياتك وتمتع بصحتك في مرضاة ربك متذكراً هذه النعمة شاكراً لربك عليها .