|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
02-06-2008, 01:27 AM | #1 |
عبدالله
تاريخ التسجيل: Jun 2004
البلد: .
المشاركات: 9,705
|
و لن تثبت قدم الإسلام إلا عَلَى ظهر التسليم والاستسلام ...
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الإمام أبو جعفر الطحاوي – رحمه الله -: " ولا تثبت قدم الإسلام إلا عَلَى ظهر التسليم والاستسلام " و قد علق شارح الطحاوية ابن أبي العز – رحمه الله – تعليقاً نفيساً على هذا الكلام بقوله : " هذا من باب الاستعارة، إذ القدم الحسي لا تثبت إلا عَلَى ظهر شيء، أي: لا يثبت إسلام من لم يسلِّم لنصوص الوحيين، وينقاد إليها، ولا يعترض عليها ولا يعارضها برأيه ومعقوله وقياسه " شرح الطحاوية (1/305) و أحق من هذا و أدق هو قول الله تعالى و تقدس : {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا} سورة النساء(65) فالله عز وجل لا تنفعه طاعة الطائعين ، كما لا تضره معصية العاصين ، و كما جاء في الحديث القدسي : (يا عِبَادِي لو أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا على أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ ما زَادَ ذلك في مُلْكِي شيئا يا عِبَادِي لو أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا على أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ ما نَقَصَ ذلك من مُلْكِي شيئا ... ) الحديث . وأصله عند مسلم عن أبي ذر – رضي الله تعالى عنه - . برقم ( 2577) إن الله تعالى لما شرع شرائعه ، و بسط أحكامه ، و بين حلاله و حرامه ، كان هو الأحق بالطاعة ، و كان شرعه هو الأنسب لحياة الناس و إقامة دينهم و دنياهم ، و تغذية قلوبهم و أرواحهم و سائر شؤونهم ، كما قال : {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} سورة الملك (14) و بعد هذا كله ، إنك لتعجب أشد العجيب ، و إن الحيرة لتسلب لُبَّك حينما ترى تمرد العبيد على المعبود ، و عصيان المملوك للملك ، و هذه لعمر الله أبلغ درجات الجنون ، {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا} سورة الفرقان(44) و أعظم من هذا كله هو التلاعب في أحكام الله ، بتكلفات ما أنزل الله بها من سلطان ، و بافتراءات على الله خلت من الدليل و البرهان ، فويلٌ لهؤلاء مما كتبت أيديهم وويلٌ لهم مما يقولون ، لقد طاشت الأقلام ، و اسودّت صفحات الجرائد و المجلات و لطخت شاشات القنوات بالمتحدين الخائضين في أحكام رب العالمين ، و هنا قِف متأملاً متألماً مما تراه و تقرأه و تسمعه من تلاعب بالشريعة ، حتى تركوها بلا هوية ، و دمجوها بأذواقهم الفاسدة ، و أهوائهم الضالة ، و عقولهم الخربة مما لم ينزل الله به سلطاناً . فما من إجماع إلا خرقوه ، و ما من نص إلا أولوه أو نسفوه ، و ما من محذور إلا برروا له و استحلوه افتراء على الله ، و جرأة على انتهاك حرماته و تعدي حدوده ، أقحموا أنفسهم في عويص المسائل ، ليلج من بعدهم من أتباعهم في الضلال ، و ليدخلوا مُدخلهم مشرعين لهم الأبواب . كل هذا بحجج واهية ، و تعليلات هاويةٍ غير متناهية ، فراحوا يبتدعون أقوالاً لم يقل بها أسلافنا ، و يستدلون على فتاواهم التي لا زمام لها و لا خطام ، و الناس كالهمج الرعاع مع هؤلاء إلا من رحم الله منهم ، فهم بالتيسير المذموم مولعون ، و لمنهج أهل الإرجاء مقتحمون متلقفون ، و العتب على من أغواهم و أرداهم في تلك المتاهات ، من أصحاب منابر السوء و الخنى و الفحش .. و متى أصبح هؤلاء الأفَّاكون يتحدثون في فقه الشريعة ، و الترخيص على عباد الله ...؟! [POEM="font="Simplified Arabic,4,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]يقولون هذا عندنا غيرُ جائزٍ = فمن أنتم حتى يكون لكم عندُ[/POEM] كل هذا تهّربًا من أحكام الله تعالى ، و حرجاً من تطبيقها ، بسبب ضغط الواقع تارة ، و بسبب اختلاف الزمان تارة ، و بسبب تغير الإمكانيات تارة ، و أسباب لا تنتهي لضلالها البعيد كأصحابها . إن علينا مسؤولية توعية الناس بخطر هؤلاء ، و سبر تاريخ هؤلاء المضلين و تعريتهم ، و للأسف هناك من يحمل لواء العلمنة و اللبرلة ، ثم هو يتحدث عن قضايا الأمة الكبرى بكل صفاقة وجه ، و هذا مصداق ما أخبر به الرسول - عليه الصلاة و السلام – (سيأتي على الناس سنوات خداعات ، يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين ، وينطق فيها الرويبضة . قيل: وما الرويبضة ؟ قال : الرجل التافة يتكلم في أمر العامة )أخرجه الحاكم و غيره عن أبي هريرة ، و قال : هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه . و قد نقل الإمام الشاطبي قول ابن مسعود - رضي الله عنه - : ( لا يزال الناس بخير ما أخذوا العلم من أكابرهم فإذا أخذوه عن أصاغرهم وشرارهم هلكوا ) الاعتصام (2/174) و يصورُ مرارة المآل و سوء النهاية حينما يستفحل هذا الأمر الإمام أبو يعلى بقوله : " واعلم أن أهل العلم لم يزالوا يردون قول الجهمية ، حتى كان في خلافة بني العباس تكلمت الرويبضة في أمر العامة ، وطعنوا على آثار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأخذوا بالقياس والرأي وكفروا من خالفهم ، فدخل في قولهم الجاهل والمغفل والذي لا علم له ، حتى كفروا من حيث لا يعلمون فهلكت الأمة من وجوه ، وكفرت من وجوه ، وتفرقت وابتدعت من وجوه ، إلا من ثبت على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ولم يتخط واحد ولم يجاوز أمرهم ووسعه ما وسعهم ولم يرغب عن طريقتهم ومذهبهم ، لأنهم على الإسلام الصحيح والإيمان الصحيح فقلدهم دينه واستراح " . طبقات الحنابلة (2/29) نسأل الله تعالى أن ينصر من نصر الدين ، و أن يكفينا شرَّ المندسِّين ، و الطاعنين المحرّفين في شريعة رب العالمين .. اللهم آمين . حررها أخوكم / عبدالله ..
__________________
ياربي ..افتح على قلبي .. و طمئنه بالإيمان و الثبات و السلوة بقربك .. [عبدالله] من مواضيعي : آية الحجاب من سورة الأحزاب ( أحكام و إشراقات ) ::: كيف نقاوم التشويه ضد الإسلام و ضد بلادنا:::(مداخلتي في ساعة حوار مكتوبة و مشاهدة) آخر من قام بالتعديل الـصـمـصـام; بتاريخ 02-06-2008 الساعة 01:44 AM. |
الإشارات المرجعية |
|
|