[قاهر الروس]

.
.

قَوَارِيرٌ إلى فُوَّهَةِ الظَّلامـ !!

لم يكن للمرأة الحق بالعمل وجلب النفقة والكدِّ على عائلتها .. لأن جلوسها بمنزلها أكرم وأحصن لها تحت نفقة إما والدها أو زوجها .. لكن في وضع يجب على المرأة أن تقوم بمهامٍ تخدم بها من هن من جنسها للاستغناء عن الجنس الآخر في شؤونها كالتعليم والصحة وغيرها .. إذ أن المرأة من الواجب عليها أن تصنع من نفسها علَماً تخدم بها من هن بحاجتها .

وأصبح على المرأة فيمن تجد في نفسها وقتاً كافياً لتؤدي رسالة دينية قبل أن تكون وطنية .. رسالة لتُفقه وتعلم من هن تحت يدها وعليها أن تحمل أمانة بعنقها لا واجبٌ عليها .. ولكنه تكرماً منها تسلمت هذهـ بكل ابتسامة ورضا عمّا سيواجهها ..

إلا أن هذهـ القوارير .. اللاتي لطالما صنعن الرجال وسعين في تربية الأجيال .. أصبحن ضحية لمن يتلاعب بهن ويُضيعهن حقوقهن .. بزجهن في مناطق تعليمية نائية .. طرقها وعرة ، وأرضها بالمجهول مكسيّة ، ومعالمها ضائعة .. ولا إعاناتٍ ولا تسهيلاتٍ لتلك المعلمات اللاتي ضحين بأوقاتهن وهجرن بيوتهن ، ولطالما أنهكهن السفر لتأدية واجب تحملنه تكرماً منهن .. فهل هذا جزاء إحسانهن !!

إن سِلك التعليم القائم على جدولة وظائف المعلمات ومهامهن .. لهو أشبه بشبح يُلاحق حياتهن .. لا أمل له سوى إرهاقهن وتقليص أعدادهن وكأنهم يدفعون لهن من جيوبهم ..

وإن كان هناك من يُطابق جدولة أعمال المعلمات بالمعلمين فعلينا أن ننقله من سِلك التعليم إلى قسم رعاية المُسنين .. لأن الرجل يتوجب عليه العمل لوجهين وجهاً ليحصل على معيشته ووجهاً آخراً يؤدي عمله لتثقيف غيرهـ .. أي أنه يعمل مُقابل مادة .
والرجل يعمل ليصرف على أهله وأبنائه فدينه أوجبه بالنفقة عليهم .. لكن المرأة مُقابل ما يصرف عليها زوجها عليها أن تعمل على تربية أبنائه وحفظ بيته .. ولا وجوب بالنفقة عليها .

ولذلكـ فإن كان للمرأة حق بتقديم رسالة التعليم لمن يستحقها فهذا تكرماً منها لا وجوباً عليها .. إمّا قياماً بمهامٍ تنفع بها من هن بحاجتها أو قضاء على فراغها أو بحاجة ماسةٍ لمالٍ بعد أن غاب عنها من يعولها .

فلا أب يتحمل المتاعب والمشاق لتربية ابنته ليجدها في مستقبلها تتنقل بعلل تعليمية إلى مصير مجهول ينتظرها .. والرجل يتزوج ليحظى بتلكـ المرأة الودودة التي ستجعل من أبنائه فخراً له لا أن يجدها تُغادر منزله في كل صباح .. فالرجل يتزوج ليجعل امرأته تُربي أبنائه لا بوظيفتها تُربي أبناء الناس .. فالأقربون أولى بالمعروف ، وخيركم خيركم لأهله .

ولذلكـ أصبحت المرأة بتوظيفها تُستعبد لغيرها .. فالمعلمة تُربي بنات الناس ومن يُربي أبنائها في بيتها هي الخادمة .. شرُّ البلية ما يُضحك .

يجب أن تُعطى المرأة بوظيفتها نصف ما يأخذهـ الرجل مع عدم التقليل من مُرتبها .. فإن كانت المواد العلمية في اليوم ستة حصص للمعلمة ، تُنصفُ بين مُعلمتين .

كم من مُعلمة أصبحت تحت الثرى .. وكم من أطفالٍ جعلتهم وظيفة أمهم في عداد اليتامى .. وكم من زوجٍ ذهبت حياته سُدى .

فتياتٍ في عُمر الزهور .. وقواريرٌ ذهبن ضحيةً لقراراتِ ما يُسمى بمعالي الوزير !!

فلكن الله يا أخوات ؛؛؛

أخيراً فما كان من صواب فمن الله وما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان
عذراً .. فعذراً .. ثم عذراً على الإطالة وركاكة الأسلوب

.
.