بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » بل نحـــن الفقـــــراء..!!

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 06-06-2008, 06:46 AM   #1
أبو محمد التركي
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2007
المشاركات: 56
بل نحـــن الفقـــــراء..!!


أتأخر أحيانا في الخروج لصلاة الفجر.. فتفوتني الصلاة مع جماعة مسجدي القريب..
فلا يكون مني إلا أن أتوجه للمسجد الذي يقع في محطة البنزين القريبة من منزلي.. والذي يشهد جماعات متعاقبة، تنتهي واحدة لتأتي أخرى..

اليوم الفجر.. وحينما وصلت كانت إحدى الجماعات تنهي صلاتها..
وكان أحد الشباب يتوضأ.. وآخر يستعد لإيقاف سيارته.. فوقفت عند باب المسجد.. ليدخلوا قبلي.. بحيث لايؤثر شكلي في تقديمي للإمامة..
خاصة وأن الشاب الذي يتوضأ تظهر عليه أمارات الخير والصلاح.. ثم أني ومنذ أن حدث لي موقف قبل سنوات في طريق عمرة مع الأهل حينما أخطأت وعجزت عن إكمال آية (لله مافي السموات والأرض... ) في سورة البقرة وأنا تصيبني حالة فوبيا من تقدم الجماعة خوفا من أن أخطئ برغم أني أحفظ كثيرا من سور جزء تبارك وعم.. ولله الحمد

المهم.. دخل الشاب الملتحي.. وبعده رجل في الثلاثين من عمره.. ثم ثالث.. وبعد أن كبر الشاب.. دخلت فكبرت.. وبالكاد أدركت الركعة.. لأنه قرأ في الركعة الأولى سورة (الإخلاص) وفي الثانية سورة (الناس)..!!
حينها تذكرت طرفة قالها لي زميل لي أنهم جلسوا قرابة نصف ساعة وهم يتجادلون كل يقدم الآخر... وحينما تقدم أحدهم (مجبرا).. قرأ لهم سورة الناس في الركعتين..!!

بعد أن سلم إمامنا فجر اليوم.. لم يستدر بكامل جسمه..!! وكان أشبه (بالمتلطم) وبدا كأنه خجل من إمامته لنا..!!!

ومسألة التقدم للإمامة في المساجد والجماعات والسفرات.. لاتواجه ذات المشكلة في الصلاة السرية (الظهر والعصر).. وشخصيا أتقدم بدون جدال إذا كنت الأكبر.. لكنها تمثل عقبة في الصلاة الجهرية...!!

الغريب أن هذه الظاهرة منتشرة بصورة كبيرة ولمستها في كثير من الأماكن..
والأغرب أن من درس في الجامعة وتخرج منها يلزم بحفظ ثمانية أجزاء من القرآن.. ومع الأسف أنا واحد منهم.. لكن مابقي منها في ذاكرتي أول ثلاثين آية من سورة البقرة..!!
ناهيك عمن بدأ جزءا من حياته بالالتحاق بحلقة بالتأكيد حفظ جزءا يسيرا أو كبيرا من القرآن الكريم..!!

أذكر أيضا.. أني قبل سنوات قليلة جاء لي في الحرم المكي الشريف شخص باكستاني في الأربعين من عمره تقريبا..
قال لي أنني فقير وأحوالي المادية صعبة.. وقال أنه يحفظ القرآن الكريم كاملا..
بل وزاد أنه يستطيع أن يقرأ الآية بالمقلوب من شدة حفظه.. وطلب مني أن أختبره.. وفعلا طلبت منه تسميع قرابة عشر مقاطع بدون ذكر اسم السورة وموزعة في غالبية سور القرآن الكريم...
وكم كان رائعا أن يقرأ كل ماطلبت منه بطلاقة وترتيل رائع.. ليجعلني أمسك يده وأقول له : أنت غني... ونحن الفقراء...!!!!!
نعم إن من يملك هذه النعمة الكبيرة في حفظ القرآن الكريم.. إنما يملك كنزا كبيرا لاتعادله كنوز الدنيا..!!!

وأذكر أيضا أنني حينما كنت في رحلة لإحدى دول شرق آسيا.. ورغم أن أحد أساتذة كلية أصول الدين بجامعة القصيم كان رفيقنا في تلك الرحلة.. إلا أنه لم يستطع مجاراة علم شاب أعجمي غير عربي.. ناقشه وحاوره في كثير من كتب التفسير والحديث.... في مدينة صغيرة بسيطة..!!!!

نعم نحن فقراء...!!
هذه النعمة التي نملكها.. والخيرات التي تسير بين أيدينا.. إنما هي متاع زائل..
سرقتنا حتى من التمسك بما حفظناه من سور قرآننا العظيم..!!
أحمل في داخلي شيء من الأمل أن يكون إحجام الكثيرين عن التقدم هو نوع من أنواع الفوبيا التي تجعلهم يخشون من الخطأ.. ليقعوا فيه..!!

المؤلم ليس في جيلنا نحن...
بل في الجيل الذي سيأتي بعدنا... جيل أبنائنا وأحفادنا...!!
إن علاقة أبنائي بالقرآن الكريم – مع الأسف – هي علاقة مدرسية..!! رغم ضعف الاهتمام به في المدرسة...
وربما شبه اهتمام به في رمضان..!!!!
لقد أغرقناههم بخدمة الانترنت عالي السرعة... وسيديات البلاي ستيشن.. والقيم بوي.. ونغمات وثيمات الجوال.. ومسلسلات التلفزيون .. ومهرجانات الصيف والربيع .
وجعلناهم لايجدون وقتا للتواصل مع الغذاء الروحي في كتاب الله عز وجل..!!!

إن ماحدث فجر هذا اليوم.. آلمني كشخص..
وجعلني أفكر وأقلب في (حالي) فأجد ثمة عثرات وثغرات...
أسأل الله عز وجل أن يعينني لأعالجها في نفسي.. وفيمن أعول..!!!

وأردد بصدق وإيمان...


اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا، وذهاب همومنا وغمومنا. اللهم ذكرنا منه ما نَسيناه، وعلمنا منه ما جهلناه، ووفقنا لتلاوته والعمل به آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا. اللهم اجعلنا ممن يحل حلاله، ويحرم حرامه. اللهم اجعلنا ممن يرتل حروفه ويقيم حدوده، ولا تجعلنا ممن يرتل حروفه ويضيع حدوده.

اللهم اجعل القرآن لنا هدى ونوراً ورحمة، ولا تجعله علينا وبالاً وحُجَّة ونقمة.

اللهم اجعل القرآن العظيم لقلوبنا ضياءًَ. اللهم اجعله لأبصارنا ضياءً، ولأسقامنا دواءً، ولقلوبنا شفاءً، ولذنوبنا ممحِّصاً، وعن النار مخلِّصاً، وفي القبر مؤنساً، وعند الصراط نوراً، وإلى الجنة رفيقاً، وبيننا وبين النار حجاباً وستراً، واجعله شاهداً لنا لا علينا.

اللهم اجعلنا ممن يقرأ القرآن فيرقى، ولا تجعلنا ممن يقرأ القرآن فيشقى. اللهم اجعلنا عند ختمه من الفائزين، وبتلاوته مأجورين، وعند الجزاء حائزين، وبثوابه فائزين، وإلى الجنة داخلين، وإلى وجهك ناظرين، وعن النار مبعَدين.

اللهم انقلنا بالقرآن العظيم من الذل إلى العز، ومن الضلال إلى الهدى، ومن الشر إلى الخير، ومن الشقاء إلى السعادة. اللهم انقلنا به من الإهانة إلى الكرامة.
أبو محمد التركي غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 10:38 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)