[بدون اسم]

[c]بسم الله الرحمن الرحيم[/c]

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين....... وبعد :

كنت قد عزمت في وقت سابق على كتابة هذا الموضوع ولكن الذي جعلني أعجل به ماأقرأ كل يوم عن المشايخ والدعاة ولعل الذي أثار حفيظتي هو ذلك السؤال الساذج الذي أساء أيما إساءة لشيخين لهما فضل كبير علينا بعد الله تعالى .
لا أذكر السؤال نصا ولكن معناه يقول :

هل الشيخين سلمان العودة وسفر الحوالي أشد خطرا من الفرق الضالة ؟
وكان السؤال موجه للشيخ الجبرين
وقد لام الشيخ السائل وأخرجه من دائرة العقلاء وقد أصاب جزاه الله خيرا
فما رأيكم فيمن يقول إن الشيخ سلمان أو سفر أشد خطراً من الرافضي ؟!!!

بالله عليكم هل يصدر هذا من عاقل ؟
فضلا عن كونه مسلم ومن أهل السنة والجماعة .

أقول :
لقد استملست جلودنا لسماع من يسيء إلى المشايخ فصار أمرا عاديا لا غرابة فيه .
بل إن الغريب ألا نسمع من يسيء للمشايخ ؟
يالها من فتنة حالكة تجعل الحليم حيران
لم أتصور يوماً أن يأتي من لم يحفظ القرآن و صحيح البخاري ويبدأ بتقييم المشايخ
هذا حسن وذاك سيء والآخر فيه كذا وكذا
ولمجرد أنه صلى الفجر مع الجماعة ظن نفسه في الجنة بل ومع أبي بكر وعمر
فأخذ يتشدق في المجالس بأن الشيخ الفلاني فيه كذا وكذا ويتعجّل في كلامه لكي لا يسبقه أحد إلى ذلك السباب !
فتجده يسب المشايخ في المجالس العامة وعبر الانترنت وفي كل مكان وحينما توبّخه يتعلل بقوله :
إن أريد إلا الإصلاح
أي إصلاح هذا والشيخ لا يبعد عن بيته بضع كيلوات ولم يذهب إليه ليناقشة فيما اختلفا عليه.
ثم لو كان الشيخ بعيدا عنه فالوصول للمشايخ من السهل جدا بفضل وجود وسائل الاتصال

ولعلي أعرّج على بعض المشايخ لأريكم بعض الجهد الذي بذلوه ويبذلونه لخدمة هذا الدين .
كان الشيخ سلمان العودة في صغره وأظنه في السابعة عشر من عمره يذهب مع والده إلى السوق فكان يأخذ معه بعض الكتب ليقرأ فيها وكان يخبئها حتى لا يراها والده
أما الشيخ عائض القرني فيقرأ في اليوم عشر ساعات .
وكان الشيخ الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله لا ينام إلا أربع ساعات وكان يقضي معضم وقته في الرد على الفتاوى التي تأتيه من شتى أنحاء العالم
وكان الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله يفتي في الهاتف وهو على مأدبة الغداء .
ولا أظن أحدا منكم نسي الدرس الذي ألقاه رحمه الله في الحرم مع شدّة مرضه حيث ألقاه وهو مستلقٍ على ظهره .

هذه ليست عناوين قصص للصحابة أو التابعين بل هي عناوين قصص لمشايخ نسي كثير من الناس فضلهم وقدرهم فأخذ يسبهم ويقلل من شأنهم
فإن نَسِيَتْ تلك الفئة المجحفة فضل المشايخ فإن التاريخ لم ولن ينساه .

وفي الختام أذكركم بقصة وقعت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وبالتحديد في غزوة تبوك حيث يقول عبد الله بن وهب : أخبرني هشام بن سعد بن زيد بن أسلم عن عبد الله بن عمر قال قال رجل في غزوة تبوك في مجلس مارأيت مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا ولا أكذب ألسناً ولا أجبن عند اللقاء فقال رجل في المسجد كذبت ولكنك منافق لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل القرآن فقال عبد الله بن عمرو أنا رأيته متعلقاً بحقب ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم تنكبه الحجارة وهو يقول يارسول الله إنما كنا نخوض ونلعب ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أبا لله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون ... الآية .

وهذه في سور التوبة آية رقم 65 وَ 66 وهي قوله تعالى ( ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبا لله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون (65) لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين )


أسأل الله تعالى أن يجنبنا الفتن ماظهر منها ومابطن وصلى الله وسلم على نبينا محمد .