بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » الانتساب الى القبيلة و الطغيان الاجتماعي وجهان لعملة واحدة (1)

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 11-06-2008, 10:03 PM   #1
عاشق الحقيقة
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
المشاركات: 43
الانتساب الى القبيلة و الطغيان الاجتماعي وجهان لعملة واحدة (1)





حينما كنا في فترة الاستراحة لجلسة الشاي اثناء العمل أخذت في الحديث مع شخص من العمالة الهندية وسألته عما كنت قد قرأته من انتشار الطبقية في المجتمع الهندي حيث ينقسم الهندوس هناك الى أربعة اجزاء متصارعة طبقة البراهمة ويزعمون انهم خلقوا من فم الآلهة ويمثلون الكهنة و رجال الدين و طبقة الشتري و هم رجال الحرب و قد خلقوا من سواعده و طبقة ويش و قدرهم ان يمتهنوا الزراعة والتجارة و الحرف وقد خلقوا من افخاذه و طبقة الشودر وهم لعنة الآلهة و التي تقوم بخدمة سائر الطبقات الأخرى و يومنون ان الإله قد أوكل لكل طبقة ما يناسبها من الأعمال ولا يجوز لاي منها منازعة الأخرى فيما فضِّلت به، يحدث ذلك في عملية توارث جائرة تنتقل الى الابناء مهما كانت طبيعة المنقول فيولد الابن سيدا الى الابد او خادما حتى الموت، ولكن ليس ذلك ما أثار استغرابي بل ما أعقبه من تعليق (عبد العليم الهندي) على هذا التقسيم حيث قال: و نحن المسلون أيضا لدينا طبقية لا فرق بيننا و بين الهندوس فالاغنياء يمتهنون الفقراء و أصحاب المناصب الرفيعة ينظرون الى من دونهم بازدراء و كلهم مسلمون !!الى آخر ما قاله.
لقد بُعث النبي صلى الله عليه وسلم في بيئة كانت تضج بالطبقية و يعلو فيها صوت العنصرية والتي فرقت البشر الى أشلاء متناحرة وكانت تعتمد في التقسيم حيثيات اللون و العرق و الجنس وبلغت المفاصلة مداها حينما طلب صناديد قرش من الرسول عليه الصلاة و السلام إبعاد من اتبعوه من الضعفة و العبيد كشرط للدخول في الاسلام فانزل الله عزوجل ( ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة و العشى يريدون وجهه) فهو رفض قاطع للاستجابة لنداء العصبية و الاستعلاء بغير الايمان وما هي الا سنوات قليلة حتي نادى بلالاً رضي الله عنه بالاذان فوق الكعبة و ذهب من كان يذله و يعذبه الى الجحيم .
دعونا نرجع الى الوراء بعيداً جداً حيث وقف الشيطان أمام الرب سبحانه يعترض على اصفائه لآدم و يعلن سبب اعتراضه الذي ضل صداه يتردد الى ايامنا هذه على ألسنة دعاة العنصرية والفخر ( انا خير منه خلقتني من نار و خلقته من طين) لقد تكبر و تفاخر بجنسه و خيريته على آدم عليه السلام و كانت النتيجة الطرد و الإبعاد من السماء الى الارض، كان يريد يمتدح فطرد مذموما مدحوراً، وهو ايضا مصير محتوم لمن خالف أوامر الله و استجاب للنزعاته الشيطانية في نفسه، وهو مصير مأساوي بكل المقاييس إلا أن البعض لا يكترث بهذه النهاية و يحاول الاقتراب و اللعب بنار الفخر و العصبية متجاهلا كل ما يقرؤه من آيات و احاديث تحذر من العصبية و احتقار الاخرين ايا كانت الدوافع و المبررات فقد خلق الله الناس متساوين في الانسانية و الواجبات ولم يجعل سبحانه معيارا للتفاضل سوى التقوى و العمل الصالح فلماذ اذن يصر البعض على خلق مجد و استحداث مفاخر ليس لها وجود ولم يقررها خالق البشر سبحانه فان القران يقول بكل صراحة بان الناس سواسية في الخلق و انه لم يجعل مقاييس غير التقوي مؤشرعلى الأفضلية ولم يمتدح الله سبحانه احد لنسبه أو قبيلته أو لونه و ملامح جسمه وانما انصب المدح و الثناء على العمل و العمل فقط ، وسوف اناقش في المقال التالي ـ إن شاء الله ـ الأسباب التي تدعو الى التفاخر و العصبية في مجتمع متدين كمجتمعنا يفترض أن تسود فيه الأخلاق الفاضلة و التواضع،وايضا ما استحدث من مسميات تكرس المفاصلة و التنافر بين أبناء البلد الواحد و الأب الواحد وهي حيلة شيطانية أوحيت لشياطين انسيه لزرع الفرقة و تقسيم المجتمع الى (خضيري و قبيلي )


عاشق الحقيقة غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 11:47 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)