كنتُ قلتُ في أول كلامي ( وإني ذاكر لك من حالي ما قد تأخذ منه عبره ، وذلك أنني استجبت لهذه النفس فصرت لا آبه في مراجعة مواضيع أكتبها ، حتى لقد صرتُ أكتب الموضوع وأنزله ولمّا أقرأه لمرّة واحدة ! ثم ما إن أرجع إليه حتى أرى الأغلاط الفظيعة من سقط لحروف أو خطأ نحو أو صرف .... وهكذا .
فإيّاك أن تقع فيما وقعتُ فيه فتهلك مثلي ! )
ولقد مررت على ما كتبتُ فرأيتُ جملة من الأخطاء والأغلاط ، وما ذاك إلا بسبب ما ذكرت !
|
اقتباس |
|
|
|
|
|
|
|
|
ولإن كان الخطاب بين البشر هو أداة الفهم ونقل الأحاسيس والآراء الأُولى فإن للكتابة الدور الأكمل في نقل الأفكار وتثبيت الكلام المسموع وإبقاءه .
غير أنّ مما يجعل الكاتب في ضعف وحيرة وتخبّط = ضعف اللغة ؛ إذ المعوّل عليه في إيصال الفكرة إلى سامعها مكتوبة هي اللغة ، فإذا ضعفت اللغة قصر الإفهام أو انعدم !
وضعف اللغة يكون في نقص المفردات المختزنة في الذاكرة ، وكذلك ضعف التركيب ، وكذلك ( وهو الأهم ) ضعف استجلاب المفردات المختزنة أثناء الكتابة .
والذي أراه مفيدًا لمبتغي الحذق في الكتابة : إدمان النظر في كتب البلغاء ، ثم الكتابة والكتابة والكتابة !
لأنّ كثرة الكتابة تزيل الفاصل اللاشعوري بين المخزون اللغوي وبين القلم ، فترى الرجل كثير الألفاظ واسع الثقافة لكنّه لا يستطيع أن يركب حرفان مما تعلّم !!
وإنّي راءٍ لمن أراد إتقان الكتابة ثلاث أمور إن فعلها فأنا كفيل بأن يحذق الكتابة في وقت وجيز :
أولاً : أكتب عناصر ما تودّ كتابته ؛ فمثلاً : لو أردت أن تكتب موضوعًا اجتماعيًا ، عن الخادمات تكتب :
1 خطر الخادمات " قصّة قصيرة أو موقف "
2 أنه لا أهميّة للخادمة .
3 سبل الحد من شرور الخادمات .
4 تنبيه إلى أنّ بعضهن فيها خير وصلاح فواجب إتقاء الله فيهن .
- وهكذا في كل موضوع يعرض لك تكتب على ورقة أو على قصاصة ! عناصر الموضوع .
ثانيًا : بعد أن تكتب العناصر افتح كتابًا لأديب من الأدباء واقرأ فيه لمدة نصف ساعة أو أكثر . وإن قرأت بصوت عال فهو أفضل .
ثالثًا : ابتدئ في الكتابة فقد أصبحت كاتبًا قديرًا !
فإذا كتبت المقال فاقرأه مرّة ومرّتين وثلاث تراجعه وتهذبه .
سترى أنّك مع مرور الأيّام تتطوّر وتعلو علوًّا مبينًا !
وإيّاك إيّاك أن تترك لنفسك العنان فيما تشتهي من كتابة ، فإن النفس تشتهي الكتابات العاميّة اللغة ، والطرائف والمضحكات ، وإن النفس لتشتهي الركون للكسل فيكره صاحبها مراجعة ما يكتب ويعتاد على ذلك حتى لا يكاد ينفك عنه !
وإني ذاكر لك من حالي ما قد تأخذ منه عبره ، وذلك أنني استجبت لهذه النفس فصرت لا آبه في مراجعة مواضيع أكتبها ، حتى لقد صرتُ أكتب الموضوع وأنزله ولمّا أقرأه لمرّة واحدة ! ثم ما إن أرجع إليه حتى أرى الأغلاط الفظيعة من سقط لحروف أو خطأ نحو أو صرف .... وهكذا .
فإيّاك أن تقع فيما وقعتُ فيه فتهلك مثلي !
- ومن كتب الأدباء التي أراها صالحة لبني عصرنا :
- كتب المنفلوطي " النظرات والعبرات ... الخ "
- كتب الرافعي " وحي القلم وغيرها "
- كتب محمود شاكر " مقالاته ، والمتنبي ... الخ "
- البيان والتبيين للجاحظ .
- الأدب الكبير والصغير لابن المقفّع .
وغيرها .
____
واعذرني أيها الكريم على إثقالي لصفحتك .
أبو العباس |
|
|
|
|
|
والذي أرى أنه بقي أغلاط أخر تحتاج إلى قراءة ثالثة .. وهيهات ! ..
أعتذر مرّة أخرى على إثقالي لصفحة الأخ الكريم : الصمصام .