[قاهر الروس]

.
.

بُــيــوتٌ عَلى وشَـــكـِ السُّـــقـــوط !!

إن الحياة التي نعيشها .. لم تكن حياة منزهة من المشاكل والعيوب والنقصان .. وليست المشكلة نهاية الحياة .. ولكن المشكلة لا تُريد منك الإستسلام لها ..

والمشاكل أحياناً تكون دافعاً للسعادة .. فقد تُسقى ثمرة الهناء والسعادة بماء المشكلة .. وأيضاً لا ننسى أن لا كل مشكلة نقول عنها مشكلة هي في الحقيقة مشكلة .. لأننا أحياناً نستصنع الشيء راجين العطف من وراءهـ .. ونحن لا نعلم عواقبه ..

المشاكل في الحياة الأسرية .. أمراً يكاد يُصبح أمراً طبيعياً لمن يُحسن التصرف معها .. وقد تصبح أمراً ميئوساً لمن لا يعرف أن يمد مجرى حياته عبر طُرق أخرى وسُبل شتَّى .

والمشاكل لم تسلم منها بيت النبوة ولا عصرها .. التي كانت تعيش على وحي يشق سمائها .. ولكن الحياة سارت على أكمل وجه بحسن التعامل معها .

توشك البيوت أن تسقط لتفكك الأسر فيها .. فأول ما ينخر بحياة البيوت هي الحياة الزوجية خصوصاً .. لأن الحياة الزوجية هي المكونة للأسرة والبيوت الأساسية .. والقاعدة التي تبني الحياة عليها ..

فمهما بدأت الحياة الزوجية تتفكك .. حتى تبدأ أسقف البيوت تنهار على من بها .. ويذهب الضحية من لا ذنب لهم .
إن الحياة الزوجية حياة جوهرية لامعة .. غير أننا نحن وبأنفسنا جعلنا الحياة الزوجية حياة موحشة لا يؤمن مكرها وغدرها .

ولعلنا نسأل أنفسنا .. من يبني الحياة الزوجية التي نخشاها ؟!!
إنها أنا وزوجتي .. فالخلل مني أو منها أو من كلانا .. فيعيش الزوج تارة هاجراً زوجته .. وتارة يتخلف عن منزله .. وكذلك الزوجة تارة تنام مع أبنائها .. وتارة تذهبُ لأهلها ..

هنا تكون البيوت على وشك السقوط .. فالأبناء حتى وهم في صغر سنهم .. لا يخفى عليهم تلك التصرفات التي تعكس مدى سوء ترابط والديهم .. وهذا ناقوس خطرٍ يدقه الزوجين في آذان أبنائهم بجهلهم بذلك ..
فتنتقل العدوى للأبناء الذين تتغير تصرفاتهم .. وينحازوا للغريب عنهم شاكين لهم ما يدور بين والديهم .. ثم تنتهي الأب في بيت والأم كذلك والضحية أبنائهم .

لو كل زوجٍ قابل الخطأ بإبتسامة .. وأحياناً عن الخطأ يغض طرفه .. وتارة يُحمل نفسه خطأ زوجته .. لتمنت السعادة أن تعيش معهم .. وهذا أيضاً ينطبق على الزوجة .
النفس بطبيعتها ليست بحاجة لمن يتهجم عليها .. أو يسخط منها .. أو حتى يزجرها ويُهينها .. لكنها بحاجة لمن يحتويها ويُقدر شعورها ويتفهمها ويلتمس الأعذار إليها ..

وأحياناً يصنع أحد الزوجين خطأ لغيرهـ لا عدم مبالاة بشريكة .. أو إهانة لقدرهـ .. ولكنها من حرصه ومحبته جعل كثرة إجتهادهـ تُخوله لفعل الخطأ عن الصواب دون علمه .

ثم تبدأ البيوت بالسقوط بمعاملة الأبناء لآبائهم ..فما أن تبدأ تتغير تصرفات الأبناء .. تبدأ تتغير موازين حياتهم الأسرية ..

وغالباً ما يسلك الأبناء هذا السلوك تعلماً من أحد والديهم .. فإن كان والدهم يحترم أمهم .. وبمخاطبتها أمامهم يُحاكي أجمل الأساليب معها .. حتماً سيحترمونها ويُقدروها .
أما إن كان والدهم يشتمها تارة .. ويصرخ بوجهها تارة لن يكون لأمهم قدر عندهم إلا من رحم الله .

وكذلك الزوجة إن كانت تُعامل زوجها أمام أبنائها بتقدير واحترام سيتربى أبنائها على ذلك .. وإن كانت تُعامل زوجها بسخرية واستخفاف .. فسيُعاملون والدهم بذلكـ .. ولا أعتقد أن هذا يخفى على الأزواج .

ليس للحياة الزوجية معايير تُبين مدى نجاح هذهـ الحياة .. ولكن يستطيع الرجل أن يقيس مدى نجاح حياته الزوجية من تصرفات زوجته معه .. وهكذا أيضاً هو حال المرأة .

إذاً لنقول أن البيوت تصلح إذا صلحت الحياة الزوجية وتفسد إذا فسدت .

عن هذا الموضوع يطول الكلام .. لكني سأقف هنا حتى لا تملوا
ولم آتي هُنا لأعلمكم بل لأذكركم
لكم الله معشر الأزواج !

أخيراً فما كان من صواب فمن الله وما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان
عذراً .. فعذراً .. ثم عذراً على الإطالة وركاكة الأسلوب

.
.