[محمد الحريص]

ظَهَرَ يَوماً - عَلَى قَنَاةِ الحرة -دلخٌ ليبرالي ، مِنْ الكُتَابِ المُتَعصبينَ لكلِ غربي، الَذِينَ يُطلِقُهم الأَعْدَاءُ كَمَا يُطلِقُونَ مَدَافِعَهم ، غَيرَ أنَ المَدَافِعَ لِقذفِ الرَصاصِ والقَنَابل ، و أُولئَكَ لقذفِ التُهَمِ والكَذبِ عَلَى الدينِ وأهلهِ.

جَاءَ ( الدلخ) يَمشي إِلى مَقرِ القَناةِ مُتَبَختِراً ، يَرتَجِفُ بينَ كلِ خَطوَةٍ وأخرى، كَأَنَهُ مِنْ عِظَمِ كِبَره يَشعُرُ أنَّ الأرض مُدرِكَةٌ أنهُ يَمشي عَليها - رَحِمَ اللهُ تُربَةً وارته و أعانَ اللهُ أرضاً أقلته -

رَمَى ( الدلخ) بِجُثَتِهِ عَلَى الكرسي ( المسكين)، فَطَربَ المُذيع لَمَا شَاهَدَ الأُستَاذ ( دلخ) فأهتَزَ في كُرسيهِ ، وَ صَفَقَ بِيَديهِ ، وَ نَطَطَ حَاجبيهِ ، وَقَالَ بِخبثٍ : لا أوصيك.....

وَ مِنْ الصِفَاتِ المشتَرَكة بينهما وبينَ كلِ دلخٍ لبرالي، سَلطُ اللحى و ملطُ الشَوارب، وَما كَأنَّ وُجُهَهم إِلا دَجَاجٌ نُتِفَ ريشه..

نَعودُ للبَرنَامَجِ..!
بَدَأَ الإسـتَاذُ ( دلخ آل مسطول) حَديثهُ الممل ، بِأَرنَبٍ عن الهَيئَةِ، ثم انتقلَ إِلى القَضَاءِ ، ثمَ قَفَزَ إِلى جَمعِياتِ التحفيظ ، ثم أَخذَ جَولَةَ سَريعةً حولَ المَرَاكزِ الصيفيةِ والمَعَاهِدِ العلمية والمُخَيَمَاتِ الشبابية.... إلخ القَائمة المعروفة.؟

أَتَوقعُ أنَّ الأُستَاذَ دلخٌ ابنُ مسطولٍ - قَبَحَ اللهُ صلعته - يعتَقِدُ أنَّ القَائمة الآنِفَةَ الذكرِ، سَبَبٌ في كلِ مُشكِلَةٍ تحدثُ عَلَى وجهِ الأرض، بدأً بِثقبٍ طَبَقَةٍ الأمزون، وإنتِهاءً بأزمةِ الطَوابيرِ عِندَ محلاتِ الفولِ والتميس..

وَ لو نَاقشتَهُ وَطَالبتَهُ بِالدليلِ والبرهانِ، لأَطلَقَ يَديهِ يُقَلِبُ كَفيهِ، و لنَهَقَ و زَهَقَ بِقِصصٍ اختَلَقها ، و رِوَايَاتٍ اختَرَعَها.. وَما أنّ تُشَاهدهُ حتى تذكرَ قولَ الشاعر :


لو قيلَ : كَم خَمسٌ وخمسٌ ؟ لا غتدى ***** يَوماً وليلَتهُ يَعُدُّ وَ يَحْسُــبُ

و يَقولُ: مُعْضِلَةٌ عَـجِيـبٌ أمـرهـا ***** ولَئن فَهَمتُ لها لأمْري أعجبُ

خَمسٌ وخـمـسٌ سِــتَةٌ أو سَبعَةٌ ***** قَولانِ قَالَهُمــا الخَليلُ وثعلبُ


لَقد سَامَهُ إبليس، فَرَمَاهُ بالعَصَبيةِ والحَمِيَّةِ لِحزبهِ وجَمَاعته ، و زَينَّ لهُ أَنَّ هَذَا هو الحقُّ وَ مَا خَالَفَه بَاطلٌ ، وَ مَثَّلَ لهُ الهدى في صورةِ البَاطل، والضَّلاَلَ في صورةِ الهدى ، بِتيكَ العَصَبيةِ التي أُسِّسَتْ عَلَى غيرِ علمٍ وهدى ، فرِضاهُ أَنْ يَكونَ معَ حِزبهِ وَ جَماعتهِ، لهُ مَالهم وعليهِ ما عليهم !!..
فَخُذِلَ عنِ الحقِ والهدى ،

انظر/ كيفَ نَكَسَ اللهُ طِبَاعهم بِسوءِ فِعَالهم وَقَضوا عَلَى أنفسهم، كَالدودةِ تنظوي عَلَى نَفسِهِا حتَّى يأذنَ اللهُ بِهَلاكِها

انظر / كيفَ فَتحوا عَلى الأمةِ بَابِ الغواية..!!

// نِداء //
أَيها العُلَماء ، إنّ استمرَ هذا الطُوفَان الهَائج، عَلَى مَاهوَ عليهِ ، فإِنَّ خُصومَ الإِسلامِ قد كُفُوْا مَؤُنَةَ العملِ لهدمهِ ، فاليومَ يُقَوَضُ البِنَاءُ مِنَ الدَاخل، بِطَمسِ معالمهِ وتشويههِ وتفريغهِ من مُحتَواهِ السليم، وَ دحرجةِ الجَماهيرِ وَنقلهِم مِنَ الصَرَاطِ المُستَقيمِ ، إِلى التّيهِ والضَّلاَلِ ..!
وقبلَ أن أختم أوجهُ نَصيحة لمشاهدي قَنَاة الحرةِ وشقيقتها في الشذوذ = العربية، بِأَنّ يَستَصحِبُوا مَعَهمْ - حَال مُشَاهدتِهم القنواتُ المذكورة -

جُرُعَاتٍ منْ مُهَدِئَاتِ الضغطِ، وَمَوانع الغَثيان..حتى لا يحدثُ ..

وأيضاً عندي رِسَالةٌ أُحبُ إرسالها لكلِ لبرالي >>> (())


اللهم أَبرم لهذهِ الأمةَ أمر رشدٍ يُعزُ فيهِ أهل الطَاعَةِ وَيذلُ فيهِ أهلُ المعصية،،