[قاهر الروس]

.
.

أقلامـٌ تدعوا وتُحرِّضُ للجهاد !!

لم تكن الدعوة للجهاد والنزول في ساحات الوغى والتحريض له جريمة .. فالجهاد قوة وعزة وشرف ونصر وشهامة ..

وما الركون والتخاذل عن الدعوة للجهاد حتى ولو كان في النفس إلا مدخلاً في شعبةٍ من شعب النفاق .. فالنبي صلى الله عليه وسلم قال : (من مات ولم يغزو ولم يحدث نفسه بالغزو ، مات على شعبة من النفاق ) [ رواه مسلم]

غير أننا وجدنا حثالة مجتمعنا الذين يتراقصون على آلام هذهـ الأمة ومآسيها .. بالعزف على أوتار الغرب وأصحاب الكفر والإعتلاء على مسرح أمةٍ إسلامية شريفة طاهرة .. جعلوا الدعوة لمُسمى الجهاد والدعوة له والتحريض إليه جريمة وإرهاب وعنف وتطرف .. فألبسوا الجهاد ستاراً مُنكّراً يُخفون خلفه الجهاد العظيم الذي به يُنتصر لهذهـ الأمة وتُرد حقوقها ..

وما مِن قائل بأن الأقلام التي تدعوا للجهاد بأنها تدعو للجريمة والعنف والتطرف .. فإن ربنا قد سبقنا بالدعوة لهذا الجهاد .. فقال سبحانه{ وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ } وقال سبحانه { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ } .. فإن كان من يدعوا بقلمه للجهاد ويُحرض للإرهاب والجريمة .. فماذا يكون ربّ من دعا لهذا الجهاد ؟!!

كثيراً ما يسعى ما يُسمون بـ [ سرابيت الصحافة ] – كما أسماهم أبا محمد - لتسخير أقلامهم وتسليطها ضد الجهاد وأهله .. وما علموا أن بصقة مُجاهدٍ أكرمَ منهم ومن أقلامهم .. وما غزوهم وتسلطهم سوى تدرعاً وتستراً خلف ما يُسمى طاعة ولي الأمر وحُب الوطن .. ولا علموا أن المجاهد الذي عَلِم الجهاد من دعوة ربه له قد سبقوهم بمعرفة حبهم لولي أمرهم ووطنهم ..

إن هؤلاء ماهم إلا منافقون جعلوا الرهبة الجهادية التي تُمزق وطنيتهم الزائفة يتستروا خلف أقلامهم تحت مسمى ولي الأمر وحب الموطن .. ووالله وتالله وبالله لو دعا ولي الأمر للخروج للجهاد لأصبح حالهم كحال منافقي المدينة حينما دعاهم النبي للخروج للجهاد وتساقط المنافقون .. فها هو أحدهم يقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم كما روى ابن هشام: ((هل لك في جلاد بني الأصفر أي الروم؛ فيقول: يا رسول الله ائذن لي ولا تَفْتنَّى، فو الله لقد عرف قومي أنه ما من رجل أشد عجبا بالنساء مني، وإني أخشى إن رأيت نساء بني الأصفر أن لا أصبر، فأعرض عنهصلى الله عليه وسلم ) .. ، ولكن الله ـ جل وعلا ـ فضحه وأذله، { وَمِنْهُمْ مَّن يَقُولُ ٱئْذَن لّي وَلاَ تَفْتِنّى أَلا فِى ٱلْفِتْنَةِ سَقَطُواْ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِٱلْكَـٰفِرِينَ } الآية

وتحدثت الآيات في القرآن عمن نكص كذلك من هذه المعركة وتحجج بحجج واهية { فَرِحَ ٱلْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَـٰفَ رَسُولِ ٱللَّهِ وَكَرِهُواْ أَن يُجَـٰهِدُواْ بِأَمْوٰلِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِى ٱلْحَرّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّا لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ } الآية

إن كان من أحدٍ يسعى لإغتصاب الأقلام وتكميم الأفواهـ بدعوى أنها تُحرض للجهاد فإن في القرآن آياتٌ تُتلى إلى قيام الساعة تدعوا للجهاد وتُحمسُ له وتُجازيه بإغراء في جناتِ عدن .. فأرونا صنيعكم بها تحت تسميتكـم [ هذهـ أقلامٌ تدعوا وتحرض للجهاد ].


كل العدا قد جنـدوا طاقاتهـم *** ضدا الهدى والنور، ضـد الرفعة
إسلامنا هو درعنـا وسلاحنا *** ومنارنا عبر الدجى في الظلمـة
هو بالعقيدة رافـع أعـلامـه *** فامشي بظـل لوائهـا يــا أمتي
لا العرب يقصد عزنا كلا ولا *** شـرق التحـلل إنــه كالحيـة
الكل يقصـد ذلنا وهواننــا *** أفغيـر ربـي منقـذ مـن شـدة

أخيراً فما كان من صواب فمن الله وما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان
عذراً .. فعذراً .. ثم عذراً على الإطالة وركاكة الأسلوب

.
.