بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » ..::[ اللغة العربية بين مكر الأعداء و جفاء الأبناء ]::..

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 21-07-2008, 07:40 PM   #1
الـصـمـصـام
عبدالله
 
تاريخ التسجيل: Jun 2004
البلد: .
المشاركات: 9,705
..::[ اللغة العربية بين مكر الأعداء و جفاء الأبناء ]::..

بسم الله الرحمن الرحيم






[poem="font="simplified arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]مالي خلعتُ ثيابي و انطلقتُ إلى = سواي أسأله الأثواب و الحللا
قد كان لي حُلل أزهو ببهجتها=عزاً و يزهو بها من حل و ارتحلا
أغني بها و تمد الدفء في بدني=أمنا و تطلق مني العزم و الأملا
تموج فيها اللآلي من مآثرها=نوراً و تبعث من لألائها الشعلا
حتى أفاءت شعوب الأرض تسألها=ثوباً لتستر منها السوء و العللا
مدت يد الجود كنزاً من جواهرها=فزينتهم و كانوا قبلها عُطُلا
جادت عليهم و أوفت كلَّ مسألةٍ=براً توالى و أوفت كل من سألا[/poem]

إذا ذكرت الحضارات ، و استعرضت المفاخر ، و تفاخرت الأمم بتراثها ، رفعنا لهم ميراثاً خالداً ، و تراثاً ناصعا ، ننطلق به و منه إلى أرواح أهل الأرض قاطبة ، نحاكي فطرهم و قلوبهم ، مفتخرين بإسلام نبيل ، و لسانٍ قويم .

جاء الإسلام بلسانٍ عربيّ مبين ، ليُعطي دلالة أن لغة العرب أشرف اللغات ، و أن الحفاظ عليها من الحفاظ على الشريعة ، و أن تعلمها من إقامة شرع الله ، و أنه لا يمكن أن يُقام حكم الله في الأرض إلا بفقه هذه اللغة ، و تعلمها و تعليمها ، لأن المصادر التي نأخذ منها ديننا الحنيف جاءت بلسانٍ عربي مبين .
فاللغة لسان الإسلام و لسان المسلم ، و لغة الدعوة إلى الله في هذه الأرض ، و لما كانت تحتل هذه المكانة في الشرع جاءت مؤامراتٌ و خطط تهدف إلى توهين و تهوين هذه اللغة في الواقع و الحياة ، و بدأ العدو يسعى جاهداً بمكر عميق و جهد جهيد لتنحية اللغة عن الناس ، و عن دلالاتها الأصلية ، كمدخل للإبعاد عن الدين ، فأصبحنا منذ عقودٍ من الزمان نعيش في معمعة المعركة مع أعداء الدين على إبقاء اللغة العربية بحيويتها و هويتها ، و الحفاظ على دلالاتها و أسرارها ، و إني هنا أرى أنها معركة دينية و ليست قومية لأن اللغة و الدين شيء واحد .

يقول الدكتور عدنان النحوي – و الذي أخذت عنوان هذه المقالة من عنوانٍ لأحد كتبه - :
" ... و لكن اللغة العربية تميزت بخصائص لم تتوافر لأي لغة أخرى . إنها تميزت بخصائص و هبتها القدرة العظيمة على الصمود أما التحديات حيّةً قوية ، تدفع و تدافع و تصارع . و بعض هذه الميزات ينبع من إمكاناتها الذاتية التي وهبها الله إياها ... و منها ما هو نعمة من الله عليها و على المسلمين و على الناس كافة ، حين اختارها الله تعالى لغة رسالته إلى عباده و لغة دينه و حين تعهد الله بحفظ الذكر الذي نزل بها "

و من قديم الزمن بدأت خطة البغي للجناية على اللغة ، فطرحت أفكار تهدف إلى تغيير قواعد اللغة ، أو حروفها و كتابتها ، أو تغيير الشعر العربي ، و هذه المحاولات كانت تأتي وفق منظومة تستهدف الإسلام ذاته .

يقول الشاعر حافظ إبراهيم بلسان اللغة العربية :

[poem="font="simplified arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]أرى كل يوم بالجرائد مزلقا = من القبر يدنيني بغير أناةِ
و أسمع للكتاب في مصر صيحةً = فأعلم أن الصائحين نعاتي
أيهجرني قومي – عفا الله عنهم = إلى لغة لم تتصل برواةِ
سرت لوثةُ الإفرنجِ فيها كما سرى = لعاب الأفاعي في مسيل فراتِ[/poem]

و بعد هذه الهجمات استسلم من استسلم بسبب ضعف الإيمان ، و انعدام الثقة بالذات ، و راح يستجيب لما يُخطط له من حيث لا يشعر ، حتى أصبح واقع أهل الإسلام مع لغتهم مؤلما ، فاختفت تلك اللغة الحية الأصيلة الصحيحة إلا ما ندر ، و شاعت الأخطاء اللغوية في الصحف و الإذاعات و المجلات و القنوات و الخطب ، و صيغت كتابات على غير أصول ، حتى أصبح الرجل يتقدم في سلم التعليم وهو لا يحسن الكلام العربي ، و أذكر أنني كنت قبل فترة عند أحد كتاب الضبط وهو يكتب صكاً من عدة أسطر فكان كثير الأخطاء اللغوية و الإملائية .

إننا نحمل هذا الكنز العظيم وهو بين أيدينا ، فأي لغة تطيق أن تتعامل مع مفردات هذه اللغة بتركيبها الجميل ، و دلالاتها ، و هاهي اللغات الأخرى تثبت عجزها و وهنها حينما يُراد عمل ترجمة لمعاني القرآن العظيم .

إن واجبنا نحن بالذات عظيم جداً ، لأننا أهل اللغة ، و دارنا هي مهبط الوحي ، فكان لزاما علينا أن نكون أقوى تمسكا بديننا و بلغتنا عن عزة و فخر ، حتى لا يُعبث بهذه اللغة ، ثم يؤتى بإسلام جديد لا يريده الله لا و يرضاهـ .
و قد روي أن النبي – صلى الله عليه و سلم – قال : ( رحم الله امرءاً أصلح لسانه )

قال عمر – رضي الله عنه – " تعلموا اللغة فإنها تثبت العقل و تزيد المروءة " و قال : " تعلموا النحو كما تتعلمون الفرائض " و قال " تعلموا إعراب القرآن كما تعلمون حفظه "

[poem="font="simplified arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]فَعُد إلى لغةِ القرآنِ صافيةً = تجلو لكَ الدربَ سهلاً كانَ أو جبَلا
تجلو صراطاً سوياً لا ترى عِوَجاً = فيه ولا فتنة تلقى ولا خللا
تجلو سبيلاً تراه واحداً أبداً = و للمضلينَ تلقى عندهم سُبلا[/poem]

مُحبُّ لغتي ..
__________________




ياربي ..افتح على قلبي ..
و طمئنه بالإيمان و الثبات و السلوة بقربك ..
[عبدالله]

من مواضيعي :
آية الحجاب من سورة الأحزاب ( أحكام و إشراقات )
::: كيف نقاوم التشويه ضد الإسلام و ضد بلادنا:::(مداخلتي في ساعة حوار مكتوبة و مشاهدة)


آخر من قام بالتعديل الـصـمـصـام; بتاريخ 24-09-2008 الساعة 02:16 AM.
الـصـمـصـام غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 09:51 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)