[سعاد]

كانت تسارق البدر جماله .. والذهب لمعانه....فصارت حلماً..بعد العلم ..وأثراً بعد العين..وكانت..
حين شعرت باحتقان الدمع في محاجري .. والنفَسَ في حناجري ..رحت أطوف كالمجنونة ..لاأدري ..ماذا أصنع ..أين أذهب ..خارت قواي ..وحار عقلي..أصدقكم أني تغالبني دموعي .. ونار أحسها تضطرم في كبدي فليس لي من أرض ولاقرار..فذكرت طيب ذكر المنتدى ..فقلت لعل من تهييض هناك ... ودعوة صالحة تنفعها... فإليكم ثمرة لفؤادي الآن يوارونها التراب ...
كأي بنت تدرس الثالثة الثانوية لها أحلامها من كل شيء يمر عليها ..فلربما حددت أي كلية بعد الثانوية تدلف إليها..وأي تفوق ستناله في هذا الفصل.....
في ليلة البارحة - غاب عنها القمر - جلست أريج مع أمها تداعبها وتمازحها وتخالس القبلة تطبعها على جبينها.. وتتقلب معها في أحاديث الجد والهزل القديم والحديث...وحان موعد العشاء..فقدم ..وتناولت منه أريج شيئاً يسيراً ..
وبعده عادت إلى..رجلي أمها..تلتمس من خلالهما الجنة..
وحانت ساعة صلاتها ووترها ففعلت وخصت بالدعاء بالحفظ والداً طواه الطريق مسافراً نحو مدينة عمله.. ثم ..نامت..
أذن منادي الفجر أن الصلاة خير من النوم..فقام الجميع سوى ..أريج..مع أنها كانت تسابق المؤذن قومته..نادتها أمها وهي تدخل بيت الماء..فلما خرجت منه ..فإذا أريج لم تزل في فراشها .. وماهو لها بخلق..سحبت أمها خطى مستريبة نحو بنتها ..فقلبتها : أريج ..أريج ..أريج ؛ لامجيب ....أطرقت الأم ثم عادت من أمل بعيد : أريج ..أريج ..أريج...فزعت الأم نحو القريب من الأولاد ..ومعه ..نحو الإسعاف..وهي في الطريق كل مافي خلدها أنها حالة إغماء عابرة ...
وبين يدي الدكتور تصرخ الحقيقة بوجهها أنه لن يعود للأريج عبير في البيت ..فابنتها ودعتها بسكتة قلبية ..في ساعات متقدمة من ساعات الليل البهيم.....
فلله كم روعة تركتها في الحشى أريج......ولله كم من لوعة ستظل تدمي الكبد من أريج..ولله أب لها مسافربالأمس ..واليوم قافل يصلي على أريج....ولله كم دمعة وعبرة رسمها ذلك الموقف على وجه كل من عرف أريج...فسلام الله عليك يوم ألأمس.... إذ تغار منك الشمس...وسلام الله عليك اليوم..وأنت مسجاة دون الرمس...وسلام الله عليك الليلة.. حيث لاشمس ....وسلام الله عليك وجعل قبرك روضة من رياض الجنة ..حتى من الخلائق تقترب الشمس..... إلى الحشر إذ يلقى الأخير المقدما .