مُغَ ـــام ـــَرة ٌ فِي بَح ـــرِ الحُ ـــــبِّ !!
.
.
بِسمِ الله الرحمَنِ الرَّحيم
قَد يَكونُ هَذَا المَوضُوعُ مِنْ نَسلِ السَّاحةِ المَفتُوحَة لَكنِّي أحبَبَتُ أن أطرَحهُ هُنا
مُغَامَرةٌ فِي بَحرِ الحُبِّ !!
كُلُّ شَيءٍ أحبُّه إلا الحُب .. ذَاكـَ الذي أصبَحَ دُستُوراً للإحسَاسِ والَعَاطِفَة لِمَن أَحبَّ .
لَن أتَكَلَّمَ عَن حِكَايةِ أسطُورة .. ولَكنِّ سأحكِيَ عن مُغَامَرة
فِي إحدَى أيَّامِ الغُربَةِ .. كُنتُ أسِكنُ بَعيداً عَن ضَوضَاءِ المَدِينَة .. إستَأجَرتُ بَيتاً مُتَواضِعاً فِي الأريَافِ وَالتَيَ يَكسوهَا الهُدوءُ وَالحَياةِ البَسيطَة .
[ إفرَنْجٌ ] لا يَعلَمونَ فِي الحَياةِ سِوى الكَدِّ والبَحثِ عن لُقمَةِ العَيشِ والشَّهوةِ .. يَفِرُّونَ مِن مَا يُحزِنُهم بِكأسِ خَمرٍ أو إبرَةٌ مُخدِّرة .
حَياةٌ أتَأقلَمُ مَعَها سَرِيعَاً .. فُكلُّ شَيءٍ تستسيغه نَفسِيَ إلا الضَّوضَاءُ وَالأمَاكِنُ المُزدَحِمة .
كَانَ المَؤَجِّرُ عَليَّ يَسكِنُ بحقله ليسَ بعيداً عني .. شَيخٌ هَرِمٌ فِي سِنِّه .. لا إحدِودَابَ في ظَهرِهـِ كَأنهُ في عِزِّ شَبَابِه .
يَصحُو عَلى زَقزَقةِ الطُّيورِ .. فيُخرِجُ ومَعهُ آلَتُه المُوسِيقيَّةُ وَكُوباً مِن قَهوَتِه وسيجارته .. هَذهـِ في كُلِّ صَباحٍ هِي وَجبَتهِ المُفَضَّلَة .. لَمَ أُبيِّنُ لَهُ يَوماً انزِعَاجي مِن صَنيعِهِ ..
كُنتُ أتَمَتّعُ فِي مُشَاهدتي لَه عَبرَ النَّافِذَة .. بَل كِدّتُ أفرِشُ مَنَامِي عَليهَا
إرتَديتُ مَلابِسي وَنَزلتُ لأتَربَّعَ على الكُرسي الخَارجي.. بَادَرني بـ [ هَاي ] .
تَبَسَّمتُ فِي وَجههِ عَلامَةً لِقَبُولِ تَحيَّتِهِ .. فَدَخَلَ بيَتهُ وَحَملَ أمتِعَتِه ثُمَّ عَادَ لِيحكيَ مَعي ..
صَارَعتُ نَفسِي لأفَهَمَ مَا يَقُولهُ غَيرَ أنِّي فَهمتُ مِنهُ دَعوَة لِيَ للعَشاءِ مَعَه .. فَغيرَ أنِّي لَستُ مُلمَّاً باللُّغةِ لَكنَّ لَهجَتهُ ليسَت كاللَّهجَةِ التي تُقابِلُني في المَدينَة .
رَكبَ سيَّارَتَهُ وَخلَفَ لي غُبَارهـَ .. [ كَنَسَ الله أرضَهُ ]
يتبع ..
.
.
__________________
إِنَّ دَمْعيْ يَحْتَضر ، وَ قَلبيْ يَنْتَظِرْ ، يَا شَاطِئَ العُمرِ اقْتَرِبْ ، فَمَا زِلْتَ بَعيدٌ بَعيدْ
رُفِعتْ الأشْرِعَة ، وَبدتْ الوُجوهـُ شَاحِبَةْ ، وَدَاعَاً لِكُلِّ قَلبٍ أحببنيْ وَأحبَبْتُهُ ..!!
يَقول الله سُبحَانَهُ [اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ]!!
يَا رَب إِنْ ضَاقَتْ بِيَ الأرجَاءُ فـ خُذْ بِيَديْ ..!
|