|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Apr 2007
المشاركات: 52
|
الحكم على الأشخاص بين الغلو والإجحاف !!
بسم الله الرحمن الرحيم
إنه منهج عظيم .. ,, لو جعلناه نبراسا لنا في حياتنا لضبطنا فيه القضيّة أيّا كانت , ولنظرنا فيها بالسويّة , ولما أصدرنا عليها الأحكام العنجهية التي ليس فيها أي اعتدال ولا رويّة .. إنه منهج الوسطية .. ,, ذلك المنهج الإسلامي العظيم الذي يرسم لنا معيارا واضحا في تقييمنا للأمور, وفي حكمنا على الأشخاص دون غلو ولا إجحاف , ذلك المنهج الجميل الذي يجعلنا نزن الأمور ونضعها في معيارها الحقيقي دون إفراط ولا تفريط , المنهج الذي يجعلنا لا نبخس الأشخاص حقهم ولا ننظر بعين واحدة , فإن نظرنا إلى السلبية نظرنا إلى الإيجابية قبلها , وإن بدا لنا الجانب السيّء من شخص معين تذكرنا منه الجوانب الحسنة , وهل ذلك إلا مصداقا لكلام المصدوق صلى الله عليه وسلم حينما قال ( لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها خلقا آخر ) .. .. إنها قاعدة نبوية عظيمة في جانب مهم من جوانب الحياة , يجب أن نستقي منها درسا في في تعاملنا مع الآخرين وفي حكمنا عليهم .. .. بل وتطرد هذه القاعدة العظيمة حتى مع ألد الأعداء وأشد الخصوم , فيقول الله تعالى ( ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى ) !.. انظر إلى هذا الدرس القرآني العظيم , الذي يعلمنا كيف نعدل حتى مع أعداءنا , فكيف إذا كان الحال مع العلماء والمصلحين ومن هم في خدمة الدين .. .. ما أحوجنا إلى هذا المنهج الإسلامي العادل في هذا الزمان الذي تخبطت فيه الآراء , واختلت في الموازين , فأصبح الناس فيه على طرفي نقيض بين الغالي والجافي في حكمهم على الأشخاص , وفي حكمهم على كثير من القضايا المهمة والشائكة في مجتمعنا , وقليل هم الذي ينظرون بعين الوسطية والاعتدال ويقيمون الأمور تقييما صحيحا .. ولكن ما هي تلك الوسطية التي نريدها !؟ إنها وسطية الإسلام , الوسطية التي نراها جلية في حياة نبينا صلى الله عليه وسلم , وفي نظرته للأمور وفي تعامله مع أصحابه وأعدائه , الوسطية التي اختطها شيخ الإسلام ابن تيمية مع ألد خصومه وأعدائه , الوسطية التي قال الله عنها ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا ) وليست وسطية الهوى وأدعيائه ,, إننا حقا بحاجة إلى إعادة النظر في هذه المسألة المهمة لأنها تشكل بذاتها منهجا مهمّا في حياة كل مسلم سوي معتدل .. |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|