يبدو اني سأصوم رمضان هاذي المره.
لا تفهمون عنوان المقال خطأ، فأنا أصوم رمضان منذ أن كان الأطفال ينامون مبكراً ولا يشاهدون أفلام الكرتون إلا نصف ساعة كل يوم. ما قصدته هو أنني سأصوم عن المسلسلات الدرامية في شهر رمضان المبارك. في العام الماضي لم أشاهد سوى حلقات معدودة من مسلسل طاش ما طاش وحلقة واحدة من غشمشم وباب الحارة. وعدد من البرامج الحوارية الدينية والثقافية، والإخبارية. ورغم "الريجيم" التلفازي الذي قمت به آنذاك إلا أنني لم أمرض أو أصاب بالحسرة لتفويتي على نفسي شيئاً لا يعوض. بالعكس، أصبحت أنصح أصدقائي بعدم الشره التلفازي والرأفة بأعينهم وأوقاتهم، ومتى ما انتهت حمى مسلسلات رمضان يستطيعون متابعة الجيد منها لاحقاً على الراحة في الأشهر اللاحقة.
قد يقول أحدكم وما الهدف؟ أجيب بأنك لو لم تستغل الوقت الذي تستهلكه منك تلك المسلسلات في شيء أكثر نفعاً كالعبادة أو القراءة أو حتى الجلوس مع الأهل وزيارة الأصدقاء، لو لم تستغل ذلك الوقت فلا أظن أن هذا الصوم سيفيدك.
قد يظن البعض بأن القيام بهذا الأمر خطير جداً، لكني أؤكد لكم بأن نسبة احتمال أن تبقوا أحياء بعد ترككم المسلسلات هي نسبة عالية، أما تلك الأخبار التي تربط بين ترك المسلسلات ومرض انفجار الزائدة الدودية فليست سوى شائعات خالية من الأدلة والتأكيدات الطبية المعتبرة.
لحظة.. زاوية "مباشر" التي تقرأها الآن تتميز بأنها تدور في فلك الإعلام والفضائيات، وهذا يعني بأن نضطر نحن الكتّاب للحديث حول أمور نشاهدها في وسائلنا الإعلامية وأهمها بالتأكيد التلفاز. ما الذي سأتحدث عنه خلال شهر رمضان بعدما أبدأ صومي؟. يبدو أن هذا الصوم سيكون قاسياً جداً
|