بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » مشاري الذايدي يدافع عن منصور النقيدان

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 25-02-2003, 01:25 AM   #1
الوديع
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2001
المشاركات: 24
مشاري الذايدي يدافع عن منصور النقيدان

برغم اني اختلف مع منصور النقيدان بكل شي الا انني اعتقد ان تكفيرة من قبل بعض المشائخ قد لاقى معارضة اويدها لايقاف انتشار مثل هذة الفتاوى بنفس الوقت استغرب من قيام البعض بالبحث عن الاعذار لمنصور النقيدان وكان لة الحق ان يقول مايريد دون ان يعترض على قولة ومن هولاء المدافعين عن النقيدان الكاتب مشاري الذايدي في مقال لة نشر في موقع ايلاف ....مشاري الذايدي عقلية رائعة ولكني اخشى ان ياتي اليوم الذي نفقد فية مشاري ايضاء كما فقدنا منصور فقله من يستطيع ان يتكيف مع الاضواء دون ان يتغير.....اترككم مع المقال :

سؤال أملى هذا المقال..
هل يجوز لمنصور النقيدان أن يفكر؟ تلك هي المسألة!
الأحد 23 فبراير 2003 16:26
مشاري الذايدي





"التفكير في زمن التكفير" صعب ومؤلم.. ولذلك لاتصوب سهام الالم الا إلى المفكرين المتسائلين دوما.. وبعض مانعيشه في راهننا الثقافي المحلي هو فصل جديد من فصول هذا الالم!
العبارة - كما يعرف المتابعون - من عناوين الباحث والناقد المصري نصر حامد ابو زيد الذي اكتوى بنار التكفير وطوحت به عواصفه حتى القت به هناك بعيدا في شمال اوروبا البارد..
قبل اسابيع صدرت فتوى لبعض المشايخ السعوديين بتكفير الكاتب منصور النقيدان والمطالبة بكل الجزاءات العقابية على " المرتد "!
الفتوى استشهدت بعبارة وردت في الحوار الصاخب الذي أجراه منتدى الوسطية مع منصور وتحدث فيه بشفافية متناهية، كان ينقش كلماته بحد السكين ، فكشط فساد الجرح ولكنه أوجعه في نفس الان!
واضح أنه كان مصمما على تقديم " شهادته " عن قصة الصحوة الاسلامية في السعودية وحكاية الاصولية من البداية للنهاية من واقع تجربته الخاصة، ولم يكن معنيا بالتنظير المجرد غير المعجون بالذاتي والشخصي. لقد تماهى في حواره الذاتي بالموضوعي والشخصي بالعام، فأضحت قصة منصور النقيدان الشخصية تأريخا مهما لحركة الفكر الاسلامي في السعودية.
وهاهنا يكمن سر الاثارة التي سببتها قضيتة، فحينما يتحدث عن موقف الاسلاميين في السعودية ازاء مسألةما فانه لايتحدث من موقع الراصد البعيد او الباحث التاريخي الذي يضنيه التفتيش عن معلومة هنا او افادة هناك، لقد كان هو التاريخ نفسه في هذه الحالة! كانت حياته هي مادة الباحث وهو دارسها ومحللها، لقد كان مكتفيا بنفسه، معلومة وتحليلا.
لم يجد المشككون في منصور مغمزا حقيقيا في معلوماته، او ثغرة خبراتية ينفذون منها، فهو خبير وبصير بهم لأنه كان من لباب اللباب! إلى درجة يصح معها القول: لو ظل منصور على حالته الاولى معهم لكان أحد مراجعهم الأساسية في التتريخ لحركة فكرهم والاطوار التي مر بها!
العبارةالتي تسببت بتكفيره المباشر لدى الموقعين على الفتوى، قالها في نقد الثقافة الدينية المتداولة في المساجد والمحاضن التربوية للاسلاميين وكانت هذه العبارة " خام " من دون محسنات او مخففات، كتبها من دون فواصل مجاملاتية، او شرطات اعتراضية لتضمين المخففات بين الاقواس،، فقد كان يكتب " خارج الاقواس "!
" ثقافة عفن وصديد " هكذا وصف منصور مايتلقاه الصغار والشباب في اوعية التجنيد الفكري التي ينشط فيها منقودوه ، ووجد نقد منصور لهذا النوع من الثقافة المسجدية استنكارا من اصحاب الفتوى بحجة أنه كان يهاجم المسجد بشكل اطلاقي!
لم يكن حكمهم صحيحا! فمن الطبعي أن يتحدث منصور عن الاماكن التي يتم فيها تلقين هذه الثقافة، ومعلوم أنه لايتم تلقينها على خشبات المسارح او صالات الفنون او في مدارج الجامعات المفتوحة، بل في منابرهم التوجيهية التي ينشطون فيها، وهي بالنسبة لهم المساجد في المقام الاول ثم الأوعية الاخرى خارج اطار المسجد ، وحينما وصف النقيدان الثقافة المروجة في هذه المنابر بالعفن والصديد فهو انما عنى المظروف لاالظرف والمادة لاالقالب، ولذلك فانني كنت في حالة بين الضحك والدهشة وأنا أراهم يصورونه معاديا " المسجد " بحد ذاته بينما المسجد للمسلمين جميعا وليس لفريق دون فريق ، وهذا مثال اخر على العيب التصوري المزمن الذي يحكم الاسلاميين ( نحن الاسلام والاسلام نحن!)
لاجديد في هذه الفتوى سوى انها تعتبر تصعيدا لافتا للفكر الجهادي السلفي الذي نشط مؤخرا في الخليج والسعودية، وهو تيار بدأ يبرز في السنتين الاخيرتين وتحديدا بعد اعتقال شيوخ الصحوة المعروفين (سلمان العودة وسفر الحوالي ) وغيابهم عن توجيه مريديهم، فقد كان هذان الرجلان يمثلان مرجعية فكرية وارشادية لقطاع واسع من شباب الإسلاميين، ولذلك وغرم كل ماقيل عن تشددهم واقصائهم لمخالفيهم، إلا أنه كان يوجد حد ادنى من الانضباط وعدم التورط في فتاوى تكفيرية ضد الخصوم، لم تكن مفدرة التكفيرذات حظوة في خطاب العودة على وجه الخصوص، وبدرجة اقل الحوالي! وهذا الانضباط المرجعي وفر تماسكا لجسم "الصحوة" رغم علله الكامنة، وحماه من غلواء التكفيرين "الانقياء "وتقطيعهم له، كما حصل بعد غياب هذين الرمزين وخلو الساحة" الصحوية " منهم
أمر اخر تسبب في انتعاش الخطاب التكفيري، إنه 11 سبتمبر الذي نفث في جمر التطرف حتى احمر!
هذا التطرف الذي لم يستحدث من العدم ولم ينبت في بيدنا على حين غرة منا! بل كان قابعا في رماد المجاملات أو الرخاء الاقتصادي الذي عطل انطلاق الاسئلة والسيرورة: اسئلة النهضة وسيرورة المراجعة النقدية لتراثنا الفكري..
ماحصل حصل! توهج الجمر بعد " غزوة مانهاتن " لتخرج منه رؤوس تغلي بالتطرف وتقذف بالاقصاء ( حمود بن عقلا الشعيبي ، وناصر الفهد وعلي الخضير واخرين من الاتباع..)
ازدهر السوق وصدرت صكوك التكفير والتبديع والتضليل وكل مشتقات " الحرق " الديني ففي غضون سنتين اصدر العقلا أوالفهد أ والخضير أوكلهم مجتمعين و فتاوى بتكفير كل من: المطرب الكويتي عبد الله الرويشد، والكاتب تركي الحمد، والكاتب عبد الله ابو السمح، كما أفتى الشيخ ابراهيم الخضيري بتكفير المطربة التونسية ذكرى، وحكموا بضلال ومروق كل من: حسن المالكي ومنصور النقيدان ( سابقا ثم تكفيره لاحقا!) وعبد الله بن بجاد العتيبي وكاتب هذه السطوروحمزة المزيني واخرين.
واصدروا فتاوى بتاييد نظام طالبان وحرمة معارضتهم وصوروها نموذجا اسلاميا راقيا..
من المفارقات أن كثيرا من هؤلاء الاشخاص ومن يشايعهم كانو ينشرون باسمائهم الحقيقية أو الوهمية في شبكة الانترنت -احدث منتجات المعلوماتية البشرية- لمحاربة وتشويه كل تجديد وتحديث للخطاب الفكري والفقهي!!
إن كل هذه الصراعات بين رفاق الامس كانت على هذا السؤال: من الأحق بتمثيل الاسلام ؟ وهل يجوز تقديم رؤية اخرى للفقه والعقيدة مغايرة للنسخة المحلية ؟ هذه المعارك التي تنشب من حين لاخر بين السلفيين الجهاديين وخصومهم تدور حول قطب هذه الاسئلة وهذ لاينفي أن بعض اطراف هذا الصراع تحرر من جاذبية هذه المدارات وسبح في الفضاء الرحب!
إن تكفير منصور النقيدان يجب أن لايكون حدثا عابرا، أو موضوعا هامشيا، إنه حلقة من حلقات التصعيد المتطرف الذي يزداد يوما بعد اخر بشكل مقلق!
فمهما اختلف معه من اختلف، ومهما انتقده من انتقد، فإنه لايجوز أن نتحول إلى غابة من التعصب نستخدم فيها لغة الانياب والمخالب بدل الجدل والحوار، كلنا نتأمل في هذا الواقع ونتحرى سبيل الخروج من أزمتنا ، وكل يحاول البحث عن جواب لمعضلة التخلف والرداءة الحضارية والثقافية، نقترب ونبتعد من ملامسة الحقيقة، ولكن ليس من حق احد أن يدعي الوصاية عليها، أو التحدث باسمها كما فعل ذلك بيان التكفير الاخير.
إن منطوق ومفهوم بيانهم التكفيري هو الاحتكار النهائي والمطلق للحقيقة ، وهذا ما لايقرون عليه مهما كلف الامر، لأن عقول الاخرين ليست شياها تقاد بعصا الراعي!
واذا عدنا إلى قضية تكفير منصور النقيدان سنرى كيف كان بيانهم مثالا جليا لخطاب التعصب والاقصاء، من خلال اعادة تركيب صورة خصمهم لدى قرائهم وصوغ ملامح وجهه من جديد ليخرج لنا شيطانا عتيا يتربص بالحق وأهله الدوائر! وغني أن المقصود بالحق واهله، فكرهم وأشخاصهم!
ولو أنصفوا فخصمهم منصور ليس بالسوء الذي رسموه، اتحدث من واقع خبرة شخصية به تجعلني أكذبهم، واكسر الصنم القميء الذي صاغوه على هيئة منصور، فليس هو صديقي الذي اعرف!
منصور كما أعرفه منذ عقد ونصف من الزمان باحث مشبوب الوجدان مهموم - صدقا – بقضية أمته، لاأحصي كم من مرة تسامرنا- معنا ثالثنا عبد الله بن بجاد - في الطرقات الطويلة التي كنا نقطعها بين ارجاء المملكة ، أو على كثبان بريدة الغربية، أو على ضفاف بحر جدة مع الرائع يوسف الديني، كانت اصواتنا مقطرة من ندى الوجع ونحن نتسائل: ماهي مشكلتنا، لماذا ننزف دوما ؟ هل قدر أن تظل الامور كما هي وان نظل ننظر إلى المستقبل المرتجى كسراب سرمدي، ونحن ابدا نلملم بقايا الوعود بالوصول، لانستطيع الذهاب اليه ولانستطيع الرجوع إلى الكن الصغير الذي كان يحتوينا واسألتنا وتصوراتنا ثم يغلق بابه علينا ونظن أن هذا هو العالم ولاشيء وراءه!
كنا نصطلي بنار هادئة من الاسئلة والقلق والاحباط: اهكذا اذن! أهذا هو الحال! ودوما نعود للبداية: مالسبب ؟ كنا نقول انها الثقافة ، سكنت منصور هذه الفكرة الراسخة إنها الثقافة ولاغير! وثقافتنا المحلية مكونة من رافدين: الدين، العرف الاجتماعي . اذن فالحل ببساطة يكمن في نفض هذه الثقافة وتقشيرها! حتى تزول معوقات النماء ويبقى مايستحق البقاء. امتلىء منصور بهذه القناعة وانطلق لايلوي على شيء يشعل الحرائق في الاوراق المتيبسة، لأنه يؤمن أن تخلفنا فضيحة كبرى لايجوز أن تزال الا بنقد فضائحي مثلها!
لم يكن هجوم رفاق الامس عليه هينا، كان يتألم كثيرا ولكن هذا الالم يمده بذخيرة أعتى للبقاء..وبقي يحارب ويحترف المشي على الحبال المشدودة في الاعالي!
كنت اراقب المشهد الصاخب، وربما تناقشنا في مقالاته وكتاباته الا أن القرار الاخير كان له، فهي تمثل فكره هو وليس فكر انسان اخر، ولذلك كنت اقول كلمتي، ويقول كلمته ويثبت عليها باصرار منقطع النظير!
لم تكن المسألة بالنسبة لي تدقيقا وتفحصا لكل فكرة أواستدلال تقدمها مقالات منصور، فهذ أمر يسير ومن طبائع الامور أن نختلف في الافكار، بقدر ماكانت مسألة مبدأ وهاجس أخلاقي يطرح هذا السؤال: هل يجوز لاحد أن يمنع انسانا من التفكير والبحث ؟
تلك هي المسألة..
صديقي العزيز منصور: مشكلة مخالفيك انهم اخطأوا الطريق حينما توهموا انهم إذ يقسون ويبالغون في القسوة عليك سيردعونك أو ينذورن غيرك! والحال انهم لم يردعوك بل واجهت هجومهم بمزيد من النقد والتقشير! ولم يفلحوا مع غيرك فقد ضاقت النفوس بجحورهم وان لها أن تعانق الريح والشمس، وان تجترح من جديد زمنا اخر للعقل وفرصة اخرى للحياة.
إن بلدنا يحتاج منا إلى وقفة نزيهة وشجاعة للتصدي لهذه الثقافة، إن الحقيقة عارية لاتخطئها العين وسبيل الخروج من هذه الوهاد لاحب وسمح: أن نعيد بناء ثقافتنا من جديد حتى ندخل فيها هم الحداثة ونخلق فيها ارادة الحياة مرة اخرى، يجب أن لايعيقنا عن هذا المطلب ثرثرات يهذي بها الجامدون هنا وهناك، هذا هو الطريق ولاسواه...



كاتب سعودي

mshari72@hotmail.com
الوديع غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 04:53 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)