|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
25-02-2003, 03:22 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2002
المشاركات: 430
|
شلة مستقيمين(قصة قصيرة)
--------------------------------------------------------------------------------
شلة مستقيمين كعادته يونس،ما أن يصلي العشاء حتى ينهي يومه بركعتين،ثم ينحني على سرير لينهي عناء هذا اليوم بنومةٍ هانئة.. وكعادته ينام مبكراً ليقوم ساعة من السحر.. وأثناء نومه أفاق على ضحكات تصدر من المجلس.. تحرك ليرى من الحضور مع أخيه يوسف الذي يدنوه سناً..وليرى أسباب الضحكات؟؟! فطبع التطلع لمعرفة السبب جبلة في الإنسان.. وصل إلى المجلس ووجد مع أخيه مجموعة من الشباب الذين منّ الله عليهم بالهداية والاستقامة.. سلم على الشباب .. فردوا عليهم السلام بمثلها.. فبادرهم متسائلاً: أتصدقون سبب حضوري لكم قهقهة أيقظتني من نومي،فما سر هذه القهقهات؟؟! كانت كلمات قاسية على الجميع ولو أنها صدرت بشكلٍ مرح،واشعروا بالإحراج الشديد،من جرى تصرفهم.. فتحدث محمد زميل يوسف ،وقال: تعلم يا يونس أن القلوب تمل وتكِل،فساعة وساعة،وهذه ساعة الهزل. ضحك يونس وكتم حديثاً حدث به نفسه: وهل هناك ساعة وساعة؟وهل تجوز هذه القهقهة؟ فقال يونس: لا حرج،فالقلوب تكل وتمل،ولكن يا أحبتي ألا تظنون ساعاتنا هزل فقط؟؟ قال محمد: أظن أنك تبالغ جداً يا يونس.. ويكفي تشدد..ففي ديننا فسحة.. ثم الدراسة والأهل والارتباطات ساعة وجلسة الأحبة ساعة.. قال يونس: جيد..ألا تظن أنك يا محمد بكلامك هذا قد زدتني قناعة؟؟! قال محمد: كيف؟؟ قال يونس: ما شــاء الله عليكم.. من رائكم غبطكم على هذه الهيئة من الاستقامة. لكن مــا الاستقامة؟؟؟!! قال محمد: الاستقامة نصلي ونصوم أطلقنا لحانا ولم نسبل ولم نسمع أغاني.. قال يونس: ألا ترى أن جميع ما ذكرت مظاهر ..يجب على الجميع العمل بها.. يا محمد! أين القيام والناس نيام؟!! يا محمد! أين التعاهد للقرآن؟!! أسألكم بالله متى تخرجون للصلاة؟!! انظروا إلى أحاديثكم كيف هي؟!! أمور الدعوة..؟!! انظروا إلى الأشرطة التي في سياراتكم كم الأناشيد بجانب القرآن والمحاضرات والدروس؟!! ألم يغلب علينا الهزل؟!! ثم اعتذر يونس عن ثقل نصيحته واستأذن وخرج.. فتبعه محمد،وقال: يونس.. لقد حركت قلبي.. نعم نحن في غفلة.. لقد تفلت حفظ للقرآن.. ما أقسى قلبي حين أقرأ القرآن.. الصلاة كم ركعةٍ تركتها.. وجعل يفرغ ما في صدره ثم قال يونس: انظر يا محمد ماذا تردد وأنت تسير ؟؟ هل القرآن ؟؟! أم أنه النشيد؟؟! انظر إلى مجالسكم كم منها نفع وتذكير؟؟! وما زالت الكلمات تجري على محمد… وبان التأثر.. وعيناه تدليان بدمعة على الماضي لاستشراف المستقبل... وقال محمد: يا يونس جُزيت خيراً،ولكن الآن ما العمل؟؟! قال يونس: العمل بسيط،ابحث عن صحبة أجد من صحبتك وسر معهم ..فهذه أول خطوة.. ثم لازم حافظاً للقرآن واحفظ عليه.. وحَسِن علاقتك مع ربك... ووجد حياتك لا تكن رتيباً مملاً... بعدها بحث محمد عن مجموعة ،ووجد مجموعة طيبة ،لازمها .. وبحث عن حافظ فلازمة،وجدّ في عبادة ربه،وحسن علاقته،وأصبح رجلاً يغلب عليه الجد.. ودارت الأيام،وتصرمت الأعوام،وإليك الصورة بعد عشرة أعوام: كان محمد في مسجده يلقي درسه المعتاد مغرب كل أحد،وأثناء الدرس دَخَلَ من شُرفةِ باب المسجد شاب يافع اسمه حمد ومعه بعض أقاربه،وولي من يريد أن يعقد عليها.. وكان الشيخ محمد من الذين يعقدون للزواج... وبعد الدرس قام واعتدل في الصف الأول،فجلسوا بجواره،وكان صورة رائعة من حُسن استغلال الوقت... وبعد الصلاة اقترب إليه ولي المرأة واقربا الخطيب،فخاطبوه بأن قريبهم حمد يريد أن يعقد على ابنة هذا الرجل.. فنادى الزوج .. وقال :من الخطيب؟جمع الله شمله. فقال:حمد. فاطرق الشيخ قليلاً ،ثم قال:حمد معك محمد بن عبدالرحمن.. فتعانقا .. وبدأ كل يسأل عن الآخر.. فقال حمد: أما حالي فوظيفة وعمل رتيب،وكل ليلةٍ نسهر في استراحة أبي خالد.. فقال الشيخ: إلى اليوم وأنتم تجتمعون كل يوم تجتمعون في استراحة أبي خالد؟؟! فقال حمد:نعم.. فقال الشيخ: آه.. كم من الأوقات تنحر؟؟ وكم من الساعات تهدر؟؟! ليتكم تعرفون قيمة الوقت.. فقام الشيخ ووجهه إلى استغلال وقته.. ثم عقد له. ………….. ومن الغد أثناء دوامه في المحكمة أتى إليه شاب متهم ببعض الجنحات.. فأدار الشيخ حديثاً معه حول جنحاته.. فقال الشيخ:أخي سعد.اسمك الكامل. فقال سعد:سعد بن فهد. فذهل الشيخ،وقال: أبا علي!!ما الذي بدل حالك؟؟!! وأوصلك المهالك؟؟!! لقد كنت صالحاً مهتدياً فما الذي جعلك تنكث غزلك؟؟!! فأجاب: استقامتنا خواء.. وكنت أشعر بفراغ ومتابعة للهوى.. حتى تراني قد هويت.. كم سفهت الناصحين.. وتكبرت على العالمين.. فها أنا أجني تفريطي.. أغبطك يا محمد.. …………………………… ليس المهم أن أطيل بالقصة .. المهم أن تصل الدلالة.. فهل بلغت؟؟! ……………………….. |
الإشارات المرجعية |
|
|