|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
26-02-2003, 03:34 AM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2002
المشاركات: 430
|
إذا كان ما في هذا البيان صحيحاً فأسأل الله أن يعجل في هلاك الضال منصور النقيدان
بيان في ردة منصور النقيدان
الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى ويصبرون منهم على الأذى ، يحيون بكتاب الله الموتى ويبصرون بنور الله أهل العمى ، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه وكم من ضال تائه قد هدوه ، فما أحسن أثرهم على الناس وأقبح أثر الناس عليهم ، ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين الذين عقدوا ألوية البدعة وأطلقوا المقال على الله وفي الله وفي كتاب الله بغير علم يتكلمون بالمتشابه من الكلام ويخدعون جهال الناس بما يشبهون عليهم فنعوذ بالله من فتن المضلين . والحمد لله القائل ( يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين وأغلظ عليهم ) والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . فقد اطلعنا على ما كتبه المرتد منصور النقيدان من ضلالات وزندقة في مقابلته التي أجراها منتدى الوسطية والمشرف عليه محسن العواجي الضال عن الصراط المستقيم المعين على الإثم والعدون والداعم لأهل الزيغ والضلال الراضي بهم الساكت عنهم , قال تعالى ( واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون ) و قال تعالى ( فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين ) . ومن الأمور التي قالها وبثها هذا المرتد الذي يحمل خشبته منذ أن زاغ ولم يجد من يصلبه عليها : أولا : الدعوات المشبوهة التي دعا لها : أ ـ منها دعوته للحرية المنحرفة حيث قال : أعتقد أن الحل يكمن في أن يكون هناك حرية، وأن يطرح الجميع ما لديهم . اهـ ب ـ ومنها الدعوة إلى الحرية التي تسمح بالنفاق وتحترم النفاق والحرية التي تسمح بالمتاجرة بالبغاء فقال في إحدى الإجابات : حدود الحرية الدينية عندي هي الحدود التي منحت عبد الله بن أبي بن سلول أن يقول :"لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل يقصد أنه هو الأعز ،والرسول"ص" الأذل!، ولم يقتله رسول الله... كان يُرغم فتياته على البغاء"تجارة الرقيق الأبيض"، وهو بين ظهراني المسلمين في المدينة، ولم ينقل أنه امتنع من ذلك الفسق ولم تتم مداهمته بأحد جموس الهيئة، أو على الأباعر بقيادة عباد بن بشر، أو عبد الله بن أنيس ، مات فكان محل التقدير والاحترام ، هذه هي الحرية التي كانت في المدينة على حياة الرسول صلى الله عليه وسلم. اهـ , وانظر إلى كلام هذا المفتون وكذبه على الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال أن المنافق ابن سلول مات وهو محل احترام وتقدير من الرسول ( كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا ) نعم إنه محل التقدير والاحترام منك ومن أمثالك من المنافقين . ج ـ يدعو إلى إسلام جديد قال في إحدى الإجابات : فنحن بحاجة إلى إسلام متصالح مع الآخر، إسلام لا يعرف الكراهية للآخرين من أجل معتقداتهم أوتوجهاتهم . نحن نحتاج إلى لوثرية جديدة، وإعادة تفسير "جريئة" للنص الديني لكي نتصالح مع العالم ، وقال في إحدى الإجابات : الخلاصة أننا بحاجة إلى إسلام جديد من قبل سبتمبر و"الحرب الصليبية"، ومن بعد سبتمبر . اهـ د ـ ودعا إلى إعادة تفسير النصوص مرة أخرى ، حيث قال : هناك دائما عملية إعادة تفسير مستمرة لنصوص القرآن، غير أن كونها تجري دائماً بعيداً عن الضوضاء، داخل مراكز دراسات ، تنشر بحوثها في دوريات ومطبوعات متخصصة، ، جنبها ردود أفعال تقضي عليها في مهدها ، ومكنها من أن تخطو خطوات . اهـ ، وقال في إجابة أخرى : هذه الروح في التعامل مع نصوص الشريعة وأحكامها، لو تم تفعيلها، بعملية مراجعة مستمرة، وإعادة تفسير متدفقة، مساوقة للتغير الهائل الذي طرأ على حياة المسلمين اليوم، في شتى مناحي الحياة .اهـ . هـ ـ دعا إلى تطوير الحدود واستبدل ما لا يناسب العصر وهذا موقفه من الحدود وهو تعطيلها ويمكن التغيير فيها واستبدالها بما يناسب العصر فقال : وهناك قواعد، هي عناوين عريضة، يدفع فيها بالراح، كمقولة:" الحدود توقيفية، ولا يجوز الاجتهاد، أو إعادة النظر فيها، أو استبدال عقوباتها المحددة بأخرى اهـ ". وقال في إجابة أخرى : الذين يريدون تحقيق نموذج يُحتذي لحكومة إسلامية فعليهم أن يضعوا في الاعتبار فقه المصالح والمقاصد، منهجاً لها، وأن يدركوا أن مصالح البشر الحقيقية أهم وأكبر من دعاوى الحفاظ على الأصالة... اهـ . ودعواته هذه كلها دعوات ضلال كما جاء عن حذيفة بن اليمان قال كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني .... إلى أن سأله فقال فهل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها ، قلت يا رسول الله صفهم لنا قال هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ) متفق عليه ، وفي لفظ أبي داود ( قال قلت يا رسول الله أبعد هذا الخير شر ؟ قال فتنة عمياء صماء عليها دعاة على أبواب النار ) . ودعوته في الحدود مخالفة لما أجمع عليه العلماء قديما وحديثا ، ومخالفة في مسألة ظاهرة ، قال إسحاق بن راهويه : وقد أجمع العلماء أن من دفع شيئا أنزله الله وهو مقر بما أنزل الله أنه كافر . التمهيد 4/226، الصارم ص 5.451 . وفسر هذا الكلام عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب في كتابه المكفرات الواقعة فقال : ومعنى قول إسحاق أن يدفع أو يرد شيئا مما أنزل الله في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من الفرائض أو الواجبات أو المسنونات أو المستحبات بعد أن يعرف أن الله أنزله في كتابه أو أمر به رسوله أو نهى عنه ثم دفعه بعد ذلك فهو كافر مرتد وإن كان مقرا بكل ما أنزل الله من الشرع إلا ما دفعه وأنكره لمخالفته لهواه أو عادته أو عادة بلده وهذا معنى قول أهل العلم من أنكر فرعا مجمعا عليه فقد كفر ولو كان من أعبد الناس وأزهدهم اهـ . ثانيا : ـ معتقداته ومذهبه : أ ـ إيمانه بدين الإنسانية على الطريقة العلمانية ، والشهادة على نفسه بأنه على غير دين الإسلام بل على دين الإنسانية فقال : ولو قابلت يوماً أحد رموز العلمانية لسألته. هل تؤمن بالإنسان؟ فإن قال نعم قلت له فأنا على ذلك الدين اهـ . و جمع هذا المفتون بين المتناقضات فقال : أما سؤالك الكريم عن هل من الممكن أن يكون المسلم ليبرالياً ومسلماً في الوقت نفسه؟ فنعم. اهـ وكلامه هذا مضاد للشرع ، قال تعالى ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) وقال تعالى ( إن الدين عند الله الإسلام ) وقال تعالى ( فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ ) . قال ابن القيم: والإسلام هو توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له والإيمان بالله وبرسوله وإتباعه فيما جاء به ، فما لم يأت العبد بهذا فليس بمسلم ... إلى أن قال : بل الواجب على العبد أن يعتقد أن كل من دان بدين غير دين الإسلام فهو كافر اهـ مختصرا من طريق الهجرتين ، الطبقة ( 17 ) . وقول هذا المفتون أنه يمكن أن يكون المسلم ليبرليا !! كيف يجمع بين النقيضين وهذا من المحال ، قال ابن القيم في الهدي 4/203: إذا لم يقم الإيمان بالقلب حصل ضده وهو الكفر وهذا كالعلم والجهل إذا فقد العلم حصل الجهل وكذلك كل نقيضين زال أحدهما خلفه الآخر . اهـ وقال عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ في شرح أصل الإسلام وقاعدته وابنه عبد اللطيف في منهاج التأسيس ص 12 قالا (من فعل الشرك فقد ترك التوحيد فإنهما ضدان لا يجتمعان) ، وقبل ذلك قوله تعالى ( فماذا بعد الحق إلا الضلال ) وقال تعالى ( هو الذي خلقكم فمنك كافر ومنكم مؤمن ) . ب ـ مذهبه في الإيمان أنه الاعتقاد فقط وليس جنس العمل ركنا فيه ولا جزءا منه فلو لم يركع لله ركعة فهو مؤمن ، ويرى أن الحكم والسياسة لا دخل لها في الدين ، فلو لم يحكم بالإسلام وحكم بغيره فهو مؤمن فقال : وأما العلماني فهذا يعتمد على كيفية تصورك للعلمانية، ولحقيقة لإيمان وعلاقة الإنسان بربه، وهل الدين الذي ينجو به العبد ويدخل الجنة هو الفطرة الإيمان بوحدانية الله التي نجى بها النجاشي وكان بها مسلماً، وهو لم يركع لله ركعة واحدة، ولم يبدل من سياسة حكمه قيد أنملة وبقي على سنة من قبله في السياسة والحكم، وقد تأخرت وفاته إلى السنة السادسة من الهجرة، بعد نزول أكثر الأحكام التشريعية مما يجعلنا نجزم أنه كان مطلعاً أول بأول على مستجدات التشريع ، ومع ذلك صلى عليه الرسول صلاة الغائب. اهـ ثالثا : ـ تعطيله لأصل البراءة من الكفار ومعاداتهم ، ونبذه لهذا الأصل الذي من لم يأت به فليس بمسلم بل هو خارج عن ملة إبراهيم ومحمد عليهما الصلاة السلام كافر برب العالمين , فقال هذا الزنديق : لا أعادي الآخرين لتوجهاتهم، ولا أجد في قلبي غلاً لإنسان مهما كان دينه أو نحلته أو توجهه اهـ . وقال في إحدى الإجابات : فنحن بحاجة إلى إسلام متصالح مع الآخر، إسلام لا يعرف الكراهية للآخرين من أجل معتقداتهم أو توجهاتهم اهـ وقال في إحدى الإجابات نحن نحتاج إلى إسلام كإسلام الجيل الثالث اليوم من أبناء المسلمين في فرنسا .اهـ وكلام هذا المفتون يصادم صريح الكتاب والسنة ومن ذلك قوله تعالى ( قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدأ بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده ) وقوله تعالى ( ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبد الله واجتنبوا الطاغوت ) وقوله تعالى ( فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى ) ، وقوله تعالى (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ) ، وقوله تعالى ( وترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون , ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ) . وفي الحديث الذي رواه مسلم من حديث أبي مالك الأشجعي عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من قال لا إله إلا الله وكفر بما يُعبد من دون الله حرم ماله ودمه ) , وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( بني الإسلام على خمس أن تعبد الله وتكفر بمن دونه ) الحديث رواه مسلم . وقال ابن القيم : وقد حكم الله تعالى بأن من تولاهم فإنه منهم ولا يتم الإيمان إلا بالبراءة منهم والولاية تنافي البراءة فلا تجتمع الولاية والبراءة أبدا . أهـ أحكام أهل الذمة 1/242 . قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب : من قال لكن لا أتعرض للمشركين ولا أقول فيهم شيئا لا تظن أن ذلك يحصل لك به الدخول في الإسلام بل لابد من بغضهم وبغض من يحبهم ومسبتهم ومعاداتهم ، ثم ذكر آية ( إذ قالوا لقومهم إنا براء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدأ بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده ) . ولو يقول رجل أنا أتبع النبي صلى الله عليه وسلم وهو على الحق لكن لا أتعرض أبا جهل وأمثاله ما عليّ منهم لم يصح إسلامه اهـ الدرر 2/109 . وقال أيضا : أما من قال أنا لا أعبد إلا الله وأنا لا أتعرض السادة والقباب على القبور وأمثال ذلك ، فهذا كاذب في قول لا إله إلا الله ولم يؤمن بالله ولم يكفر بالطاغوت اهـ الدرر 2/121 . وقال حسين وعبد الله ابنا محمد بن عبد الوهاب قالا : فمن قال لا أعادي المشركين أو عاداهم ولم يكفرهم أو قال لا أتعرض أهل لا إله إلا الله ولو فعلوا الكفر والشرك وعادوا دين الله أو قال لا أتعرض للقباب فهذا لا يكون مسلما بل هو ممن قال الله فيهم ( ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ... ـ إلى قوله ـ حقا ) . والله أوجب معاداة المشركين ومنابذتهم وتكفيرهم (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ) (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة ). الدرر 10/140.139 , وهذا النقيدان يعرف هذا كله لكن كما قال تعالى ( وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى ) الآية , وقوله ( وزين لهم ا لشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين ) . رابعا : ـ سخريته بالدين وبشعائره وبالمتدينين : فقد قال في إحدى الإجابات : الجنون الذي نراه اليوم عرض من أعراض المرض والعلة التي استشرت في جسد هذه الأمة وثقافتها، وهذه راجعة أساساً إلى تراث متعفن ، وثقافة الصديد والضحالة التي يربى أبناؤنا عليها صباحاً ومساءً، في المساجد، وعبر خطب الجمعة، وفي دروس الدين، ومن إذاعة القرآن الكريم . اهـ وأيضا سخر بشعيرة الجهاد وسماها بالهدم وبثقافة الاستئصال ، فقال في إحدى إجاباته : أما أن يكون الحل هو الجهاد، وأن يكون البناء هو الهدم . وأن يستجلب الحب بقتل الأبرياء والأطفال، والسلام عبر الاحتراب ، والأمل عبر ثقافة الاستئصال والقتل، فهو ما يصعب على العقل السوي فهمه......... اهـ . وسخر في إجابة أخرى فسمى من يعارض ويمنع إباحة الغناء أنها عقول منتنة فقال : وفي المقابل ترى تلك العقول المنتنة أن القرضاوي في إباحة الغناء، ضال مضل ، ينشر الفساد والرذيلة!. اهـ وقال مرة في إحدى الإجابات : عن المطاوعة الذين أنكروا على من كتب مقالا بضرورة اعتماد تعليم الموسيقى مادة أساسية في التعليم، وإلى إنشاء معاهد للموسيقى تابعة لوزارة المعارف، قال عنهم أنهم : عرابي الغلو والتشدد والإرهاب اهـ . وقال عن ابن سلول كان يرغم فتياته على البغاء"تجارة الرقيق الأبيض... إلى أن قال لم ينقل أنه امتنع من ذلك الفسق ولم تتم مداهمته بأحد جموس الهيئة، أو على الأباعر بقيادة عباد بن بشر، أو عبد الله بن أنيس اهـ . وسخر بأهل الخير وأهل الغيرة وسماهم بالمشعوذين حيث قال : وقرأت لمن يوصفون بالعلمانية، فرايتهم خيراً مني ، ومن كثير من المشعوذين اهـ , وصدق في ذلك فإنه أشد من العلمانيين كفرا . والخلاصة أن وصفه الدين وشعائره وأحكامه بالتعفن والصديد وهدمه لشعيرة الولاء والبراء ووصفه للجهاد بالهدم وثقافة الاستئصال ، والسخرية بأهل الدين ردة صريحة وكفر وزندقة . أما الأدلة على حكم هذا من الكتاب والسنة فهي : أ ـ قوله تعالى )ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم ) الآية. ب ـ وقال تعالى : ( وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم ) الآية , فوصفهم بأنهم أئمة كفر لما طعنوا في ديننا. ج ـ قال تعالى ( إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون وإذا مروا بهم يتغامزون وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين ) . د ـ وقال تعالى ( زين للذين كفروا الحياة الدنيا ويسخرون من الذين آمنوا ) . أما الإجماع فهو كالتالي : أ ـ قال ابن حزم رحمه الله في المحلى بعد أن ذكر مجموعة من الأدلة على كفر من سب الدين أو سخر به المحلى 12/438) : صح بما ذكرنا أن كل من سب الله تعالى , أو استهزأ به , أو سب ملكا من الملائكة أو استهزأ به , أو سب نبيا من الأنبياء , أو استهزأ به ، أو سب آية من آيات الله تعالى , أو استهزأ بها , والشرائع كلها , والقرآن من آيات الله تعالى فهو بذلك كافر مرتد , له حكم المرتد "اهـ . ب ـ وقال ابن قدامة رحمه الله ( المغني 12/298) : " ومن سب الله تعالى , كفر , سواء كان مازحا أو جادا . وكذلك من استهزأ بالله تعالى , أو بآياته ، أو برسله , أو كتبه , قال الله تعالى ( ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم ( . ج ـ وقال سليمان بن عبد الله آل الشيخ رحمه الله تعالى في " تيسير العزيز الحميد": ص 355 ( ولهذا أجمع العلماء على كفر من فعل شيئا من ذلك فمن استهزأ بالله أو بكتابه أو برسوله أو بدينه كفر ، ولو هازلا لم يقصد حقيقة الاستهزاء إجماعا ) . دـ وقال ابن نجيم الحنفي رحمه الله : ( إن من تكلم بكلمة الكفر هازلا أو لاعبا كفر عند الكل ولا عبرة باعتقاده ) البحر الرائق(5/134) . خامسا : موقفه من الصحابة والسلف والعلماء : وقد سلك في الصحابة مسلك الروافض والخوارج والمنافقين في لمز الصحابة وعدم توقيرهم واحترامهم ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا تسبوا أصحابي ) متفق عليه ، وعن البراء رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قال ( الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق فمن أحبهم أحبه الله ومن أبغضهم أبغضه الله ) متفق عليه ، فكيف بالمهاجرين الذين قال الله فيهم ( للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون ) . أ ـ منها اعتراضه على تأديب عمر رضي الله عنه للمبتدع صبيغ ، وثناؤه عليه بأن أسئلته مشروعة ، فقال عن عمر أنه هو الذي أدب صبيغ بن عسل بالدرة، أحد أقدم الشخصيات المتسائلة في تاريخنا الديني ، لما رآه شخصاً يكثر الأسئلة ويستفسر عن معاني كثير من النصوص والمتشابهات،التي كانت تبعث في نفسه القلق والحيرة، فكان جزاؤه التعذيب الجسدي، ولم يطلق سراحه حتى أقر بأن ما كان يجده قد ذهب ، مع أنها كانت أسئلة مشروعة ومبررة اهـ . فكيف يعترض هذا المفتون على أمر أصاب فيه عمر الملهم المحدث ووافقه عليه الصحابة والسلف من بعدهم ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لقد كان فيما قبلكم من الأمم محدثون فإن يكن في أمتي أحد فإنه عمر ) وفي لفظ ( لقد كان فيمن كان قبلكم من بني إسرائيل رجال يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء , فإن يكن من أمتي منهم أحد فعمر ) رواهما البخاري . ب ـ تكلمه على حذيفة بن اليمان رضي الله عنه فقال : هل تتصور أن رب العالمين يمنح شخصاً كحذيفة سلطة معلوماتية خطيرة.... كل الملفات لديه. مركونة في الدرج... شخص بإمكانه أن يطلق في مجلس أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أسر إليه أن فلان من المنافقين ، وتكون مأساة بشرية ، ما مصير الضحية ؟ ما ذنبه ؟ هل حذيفة يبلغ من العصمة ما يمنعه من أن يستغل هذه السلطة الرهيبة لابتزاز الآخرين ؟ ما كان الله ليؤتي بشراً من خلقه أمراً هو من الغيب الذي لا يعلم مفاتحه إلا هو اهـ . وفي كلام هذا المفتون تكذيب للنصوص بالعقل : قال أبو الدرداء لرجل من أهل الكوفة ( أو ليس فيكم صاحب سر النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا يعلمه أحد غيره ) رواه البخاري ، وقال ابن حبان في صحيحه في كتاب إخباره عن مناقب الصحابة باب ذكر البيان بأن حذيفة كان صاحب سر المصطفى صلى الله عليه وسلم . وعن أبي اليقظان عن زاذان عن حذيفة قال قالوا يا رسول الله لو استخلفت قال إن أستخلف عليكم فعصيتموه عذبتم ولكن ما حدثكم حذيفة فصدقوه ) رواه الترمذي وقال هذا حديث حسن . وفي كلامه هذا تخوين للرسول صلى الله عليه وسلم . د ـ لمزه لعلماء السلف فقال : إنه نشر مقالا عن محنة خلق القرآن ، قال وذكرت فيه الموقف المتناقض لأحمد بن حنبل كيف كفر ابن أبي دؤاد ، وتغاضى عن المأمون اهـ . وقال في إحدى الإجابات : وما قرأت ما قاله أحمد بن حنبل لعبد الرحمن بن ميمون : إياك أن تقول بمسألة ليس لك فيه إمام." ما قرأته إلا قلت ، يا حسرة على العقول.اهـ . هـ ـ قال عن ابن تيمية رحمه الله في إحدى الإجابات : وابن تيمية نفسه من الشخصيات القلقة التي عرفها تراثنا الفكري والديني اهـ . ثم قال : وإن هناك آثار ومظاهر أزمة روحية كانت تلم به اهـ . وـ لمزه للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ودعوته وادعاؤه أن كتب أئمة الدعوة تغذي أفكار التطرف والغلو فقال : إن إحدى الإشكاليات الكبرى التي يواجهها التيار الديني السلفي في السعودية الرسمي منه والشعبي "الصحوي" أنه لم يتم فصام وقطيعة مع الأسس التي تغذي أفكار التطرف والغلو ... ومنها " الدرر السنية في رسائل علماء الدعوة النجدية" اهـ . سادسا : ومع لمزه وتهجمه على الصحابة والسلف فإنه في المقابل يثني على إخوانه من أهل الردة , ومن الضالين والمنحرفين : أ ـ ثناؤه على العلمانيين حيث قال : وقرأت لمن يوصفون بالعلمانية، فرايتهم خيراً مني ، ومن كثير من المشعوذين. يحملون هم أمتهم ، ولديهم رؤيتهم، ويحملون قلوباً مفعمة بحب البشرية جمعاء، وتتمنى خيرها اهـ . ب ـ ووصف مارتن لوثر النصراني الكافر بأنه المصلح الكبير . ج ـ ثناؤه على المارق الملحد تركي الحمد ، حيث قال عنه : ولو قابلت أبا طارق تركي الحمد، وقد تشرفت بمقابلته، واكتحلت عيناي برؤيته، لقلت له: أن يكون لديك كل هذا الأدب واللباقة والخلق الرفيع والتواضع فهو ما لم يخطر لي ببال! اهـ . د ـ وفي إحدى الإجابات اثني على من يدعو إلى تعليم الموسيقى في المدارس ويدعو إلى إنشاء معهد للموسيقى ، وذم في المقابل من أنكروا عليه بأنهم : عرابي الغلو والتشدد والإرهاب . هـ ـ ثناؤه على الزنديق حسن بن فرحان المالكي . وثناؤه على أهل الضلال ليس بغريب كما قال تعالى ( احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون من دون الله ) ومصداقا لحديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف ) رواه مسلم وذكره البخاري في صحيحه معلقا في باب الأرواح جنود مجندة ، وكما قيل ( الطيور على أشكالها تقع ) . |
الإشارات المرجعية |
|
|