|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 1,081
|
مع بخلاء العصر مواقف ومشاهدات .
الكرم ومأأدراك مالكرم إنها مجموعة مترادفات تبدأ بالإيثار وتنتهي بأدبه .
الكرم كقمة الجبل صعب المرتقى إليه ، سهل السقوط منه . إن أدنى الأشياء تجعل العطاء الجزل بخلا ، وتقلب البذل الوافر شحا . هذه مواقف مرت بي ووقفت على بعضها فحزنت على المكارم التي ألهب لها شعراء العرب مشاعرهم وشعرههم فيها وسموه ساتر العيوب . رأيت دعدعة للكرم !! ........ وجعجعة بالسخاء !!....... ولاتراه في ميزان العرب إلا بخلا !! وفي ميزان الدين شحا!! . فانكشفت العيوب كأقبح شئ تراه لما تهتك ستر الكرم . الموقف الأول : قلطنا عند رجال وقدم لنا مايعجز عنه من القهوة والشاهي والتمر بأنواعه ، والبسر بأشكاله ، ثم العشاء حدث ولاحرج ، ولكنه مقطوطب الجبين ، عابس الوجه ، يرمقنا بطرفه ، حتى اذعرنا ، وكأننا قد ذبحنا أحد أولاده أي والله ، لم نسمع ترحيبا ولو من حرفين أو ثلاثة ، ولانرى تبسما . فتذكرت قول حاتم : ومالزاد للأضياف أن يكثر القِرَى ## ولكن وجه الكريم خصيب . ولا أعد هذا الرجل إلا بخيلا أيجود بالزاد ويبخل بالكلام والتبسم والمباسطة للأضياف . يظن البعض أن الكرم بقدر كثرة الطعام والشراب . الموقف الثاني : كان رجل قد عزم مجموعة من الناس وكنت منهم . فلما حضر العشاء إذا هو قد سبق الضيوف فكان هو أول من جلس واأول من فك القصدير عن العشاء ، واول من مد يده ، شكله يحسبنا نلعب أيهم السابق . وهذا جشع وبخل فما هذا كرم ، واستنكر الجميع ذلك ، ولو ملأ الأرض ذبائح، فمن أين يتلقف البعض هذه الآداب؟ وتذكرت بيت الشنفرى الازدي الذي يقول فيه : وإنْ مُدتِ الأيدِي إلى الزادِ لمْ أكُنْ ## بأعجلِهِمْ إذ أجشعُ القومِ أعجلُ . الموقف الثالث : كرم بالتقسيط !! هذه تحصل لدى كثير من الناس وهي : أنك تقلط عند رجال فيأتي بالتمر وينتظر ثم تاتي القهوة بعد ما تبلغ القلوب الحناجر ، ثم بعد وقت يأتيك الشاهي وربما الفناجين والبيالات تقسط عليك. فيا لله ماهذا ؟ أي شئ هذا الأدب الذي يقلب الكرم إلى مهانة وإهانة . أما لو رآه بعض آبائنا وأجدادنا لكسر الفناجين على رأس صاحبها . وتجده ببعض المجالس يتبجح أنه ابن أكرم الاكرمين وما أورثت النار إلا رماد . الموقف الرابع : بعض الناس ينسى كرم النفس مع من أقرب الناس له فيعتقد انه من باب ( الألفة تسقط الكلفة ) فيتنازل عن أكثر الآداب الواجبات . حدث أنه قلط أحد الأصحاب عند أحدهم فبعد أن قدم القهوة والشاهي اتكئ على الجدار خلفه ومد رجليه في وجه صاحبه !! فلاهو الذي قهواه ! ولاهو الذي تأدب معه !! أحد الجاهليين لما لحق الناس الجراد وأقبل نحو بيته خرج إليهم بالسيف وقال : إنه احتمى بي فلايقربنه أحد مدام في حماي فلقب مجير الجراد . نقله الالوسي في (بلوغ الأرب في أحوال العرب ) الموقف الخامس : لاتصب القهوة حتى يكتمل الفريق !!.. وكاننا نلعب كورة . دعانا أحد الاخوة فلما جئنا وبعض المدعوين تأخروا و قد وجدنا القهوة موضوعة على طاولة في وسط المجلس بكامل عدتها كأحسن ما انت راء ، ولكن الويل لمن يقربها حتى يكتمل العدد .. أخذنا نفيض بالسواليف هنا وهناك حتى نشفت حلوقنا ... انتظرنا .... انتظرنا .... طرق الباب ... استبشرنا .... ولكن القادم شخص واحد ... القرار لم يتم بفتح أي زمزمية .. لانه بقي خالد وعلي .. بقينا بشر حال حتى ذهب أكثر الوقت فجاء الاثنان وصبت القهوة . إنها مواقف بخل يندى لها الجبين ، وطرق خاطئة في الضيافة والتعامل مع الضيوف . أنتظر آرائكم ، وعلى قدرها سأزيد بعض المواقف إن شاء الله .
__________________
قال حذيفة رضي الله عنه : ( أتقوا الله يا معشر العلماء ، وخذو طريق من كان قبلكم ، فلعمري لإن اتبعتموه لقد سبقتم سبقاً بعيدا ، ولئن تركتموه يمينا ً وشمالاً لقد ضللتم ضلالا بعيدا) أخرجه البخاري 7282 وابن عبدالبر واللفظ له في الجامع 1809 آخر من قام بالتعديل تأبَّط رأياً; بتاريخ 22-08-2008 الساعة 04:59 PM. |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|