لست أجد أشد غيرة من الزوجة , ولا أشد حسدًا فيما بين المتجانسين , فالفتاة تغتاض من سميتها الفتاة , وصاحبا الصناعة الواحدة يتناكفان فيما بينهما , فالعلماء الشرعيون في امتعاض , روي عن ابن عباس أن العلماء يتناحرون كما تتناطح العنزان في الزريبة , وبائع الأحذية يحسد من شاكله في التجارة ذاتها , فأرباب الصناعات الواحدة قلوبهم على جرف هارٍ على الأغلب !
من يتأمل في تعدد الموضات والموديلات النسوية لا يلبث كثيرًا حتى يجد أن النساء هن سبب هذا التعدد والتنوع , ففيهن تدافع عجيب في المجتمع من حيث علمن أو لم يعلمن .
من سنة الحياة أن الله يدفع الناس بعضهم ببعض , فينشأ عن هذا تطور في المجتمع واختلاف , فهذا كاتب يكتب , فيأتي من يرد عليه , وهذا غني يستخدم أجيرًا , وقد جعل الله الناس بعضهم لبعض سخريًّا , فيزداد العلم , ويتغير وجه التأريخ بما يحمل فيه من جينات أبت إلا أن تظهر على السطح بلا مواربة .
من يتأمل في البنات يجدهن أكثر مؤثر في المجتمع , فالرجل منصاع إلى زوجته وشريكة حياته , وهي أكثر من تملي عليه طريقة حياته , فقد جعل الله الرجل منجذبًا إليها , وفي هذا الانجذاب تبعات تستدعي التدافع الاجتماعي .
كان النبي يحذر من النساء , وفي الوقت ذاته يوصي بهن خيرًا , وقد نعجب من هذا حين نقع فريسة في اتخاذ القرار بين السكن إليهن وبين الابتعاد عنهن , وقد يغالي الرجل حين يحب إنجاب البنات على الذكور , أو كأن يعدد الرجل في زوجاته , ومنهم من يعزف عن الزواج , أو أن يكره خلفة البنات كما العصر الجاهلي !
كثير من الحروب كان سببها النساء , وحسبك – عزيزي القارئ والقارئة – حين يقولون : " النار ولا العار " , وما وئدت البنات إلا خوفًا من الثنائي المؤلم : الفقر , والعار من السبي .
من أجل البنات أقيمت الأسواق التجارية وتعددت , فلا مقارنة بين حظ الرجل من تلك الأسواق وحظهن , ولهن جُمّلت البيوت , وغالى الرجل في تزويق لبسه ومركبه , بل سعى إلى الثروة والمنصب , ولكم أن تتصورا وقع ثناء المرأة على الرجل , فإن له وقعًا يحفزه إلى الاستزاده , ويحدث في عقله كما تحدثه نشوة السكر .