08-09-2008, 07:25 PM
|
#1
|
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 319
|
ما قبل الموضوع ...
إنّ لكل موضوع فكرة ، ولكل فكرة غاية ، ولقد كدّتُ طرح موضوع يتحدّث فيه عن بعض علماء -العصرنة ، وما ينفثونه من كير ، لولا أني رأيتُ أنّ عرض الفكرة بين عقولكم ، دون الخوض فيهم أنفع . فلقد هيّأتُ العدّة لصناعة موضوع بعنوان (التاريخ يتحدّث يا سلمان) ، وهو مقارنة بين الشيخ محمد عبده ومشايخ -العصرنة ، فناقشتُ فيه ذوي الألباب ، وطالعتُ نيفاً من الكتب ، وانتخبتُ جملة من الأدلّة ، حتى بدا جليّاً ، رائعاً ، كفلقة القمر ، فيه من البراهين ما تُلجم المخالف ، ومن الأدلّة ما تنصر الموضوع . ثم سقط بين يدي كتاب يصف نفسه "أحرف جريئة في أوراق قليلة" ، فخاب تنبؤي ، وتكبّر الموضوع الذي تجشّمتُ المشقة من أجله ، فأبى ذلك الكتاب إلاّ صرف الأمر الذي أزمعتُ إليه ، فأجبتُه بنفس هادئة ، تحت حاضر الرأي ، فأيهما أسعف بقوّة حجّته كنتُ له مجيباً . ولذا . . كشفتُ عنوانه ، وأوضحتُ مقاصده ، تبياناً لآرائكم السنيّة فيه ، ففضل الرأي الجامع الذي تصلح به النفوس كفضل الماء على الخمر حين الظمأ.
قدّر لرجلك قبل الخطو موضعها * * فمن علا زلقاً عن غرّة زلجا
علماً .. أن الموضوع لا يتحدّث -إطلاقاً- عن وصف ذات بعينها بقصد التنقّص ، ولا يتطرّق لأوهام وإشاعات منهارة ، فإنّ بئس مطيّة الرجل زعموا . فلا يأتينا أحمق جاهل ينتصر لانفعالاته المتوترة بما ليس فينا.
|
|
|