شئت مساء الأمس أن أذهب إلى تلك السوق , فرأيت المتسللات إلى ملاهي الحكير بخلسة أو بغير خلسة , فراعني ما وقفت عيني عليه , فلم يسبق أن شاهدت تلك الأكوام من الفحم الحجري الأسود قد غزت المسطحات الخضراء !
لا تزال كثير من العوائل تخلط بين أماكن التنزه وبين أماكن العوائد المالية , فكأن المرأة عندنا كما تلك التي تُقاد إلى مذبحها بحزمة من الكلأ !
حين أردت اللعب خجلت من تلك الأكوام , ورحت أرمقهن بعين حمئة , فما كان ذلك المكان لعرض موائدهن على مرأى من الغادي والرائح ! بيد أنني شعرت بأنهن كارهات لوجودي , وكم حسب المغتصب أنه مُغتصب ؟ !
ليس من عادتي أن أعتمر فوق الرأس شيئًا , فلم تشفع لي تلك الخصلات من الشعر الأسود الفاحم المجعد , فخلت أني منبوذ حين كان الحق معي , فأي الفريقين أهدى ؟ !
في ظني أن بنات الأسواق جذلات بانفلاتهن من أسوار البيت إلى تلك السوق , لكنهن لم يفطن أنهن منتقلات من أسوار إلى أسوار , ولربما توهمت أن نظراتهن الغائصة في نظر الشباب محيط ليس له حد !