[الشامخون]

متى يتوقف النيل من العلماء ..!؟

ولا يزال ( المتربصون ) يواصلون تربصهم بالعلماء ، وتقصي زلاتهم - و هم بشر يخطئون ويصيبون لكنهم مجتهدون - .. فبعد تقصد ( الخربية ) بزعامة ( الراشد ) وإثارتها لفتوى سماحة الشيخ صالح اللحيدان ، تلك الفتوى التي مضى عليها أشهرًا ، تظهر وتبرز حتى في الأخبار ، وهو دلالة الإفلاس ؛ والعجز عن المنافسة ، والإحساس أن ما قاله الشيخ ينطبق عليها .. وهاهو الدور يأتي على العلم الأمة ( ابن جبرين ) فالجزيرة تنشر مقالا للأستاذ محمد آل الشيخ يوم الخميس 18/9/1429 هـ بعنوان ( سلمان العودة ) ، وذلك في زاويته ( شيء من ) .. مما يوحي إلى أن إثارة هذه الفتاوى لم يأت مصادفة بل هي أجندة معدة مسبقا ، وفي نفسي ( شيء من ) المطارحة لما في المقال :
بداية .. جميل لغة الاتزان والعقلانية .. وأكثر جمالا أن تكون من أطراف مؤثرة سواءً على المستوى الاجتماعي أو الإعلامي ، والعودة إلى الحق سمة تميز بها علماؤنا سلفهم وخلفهم ؛ ولذا فإذا كان الكاتب أعجب بالدكتور العودة وفي تعامله الواقعي - من وجهة نظره - مع الواقع المعاش فالأمل أن نرى الأستاذ آل الشيخ يتعامل هو الآخر مع واقع المجتمع بذات الواقعية ... فليس من الواقعية ولا من الإنصاف أن ينقل الكاتب جزءًا من فتوى لعالم دون الإشارة إلى اسمه ؛ حتى يتسنى لمن يريد أن يعود إلى هذه الفتوى ويطلع عليها ويتعرف على ملابساتها ، ولطالما حدثنا شيخنا ابن عثيمين رحمه الله عن فتاوى نـُسبت إليه زورًا وبهتانا ..
والفتوى التي نشرها الكاتب هي لفضيلة الشيخ العلامة عبد الله بن جبرين .. علمٌ تخجل العبارات أن تتحدث عنه .. علمٌ أفنى سني عمره في العلم تعلما وتعليما .. وبعد . يأتي ( آل الشيخ ) ليخلع عن الشيخ صفة العلم .. فابن جبرين ليس سوى شيخ كبير في السن ( يقولون عنه عالم ! ) .. هكذا وبقمة البساطة والسخرية يتجرأ آل الشيخ وينسف جهد رجل بذل حياته في خدمة العلم الشرعي ، ويحمل لقبا علميا أكاديميا .. كل ذلك من أجل فتوى اجتهد فيها الشيخ ، ونحسبه - إن شاء الله - نال أجر اجتهاده .. لقد زعم آل الشيخ في مقال سابق أنه لا يكتب ما يكتب إلا بعد تأصيله شرعيا ، فلمَ لم يكلف نفسه في هذه المسألة ، ويطرح وجهة نظره بشكل علمي مؤصل .. لكنه - فيما يبدو - نصَّب نفسه محكما ،فلقب ( عالم ) خلعه من سماحة الشيخ ابن جبرين .. وخلعه على الدكتور سلمان العودة ؛ هل لأنه وافق الهوى!؟ ، وليعلم آل الشيخ أنَّ الدكتور العودة ظهر قبل سنتين مفتيا على شاشات بعض الفضائيات .. فكان ظهورًا مرتبكا .. وتأكد لكل من تابع هذا الظهور أن الدكتور العودة تنقصه الكثير من آليات الإفتاء ومتطلباته ؛ ولذا لم يكرر الدكتور هذا الظهور – ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه - .. تقبل الناس الدكتور سلمان مفكرًا .. داعية .. واعظا .. إعلاميا ، لكنه كعالم مفت لم يحظ بنفس القبول ..!!
وزيادة في الفائدة أنقل هنا رأي العالمين الجليلين سماحة الشيخ ابن باز و سماحة الشيخ ابن عثيمين – رحمهما الله – في مسألة المطر وتكونه . يقول ابن باز : ( ... فقد يكون تجمع هذه المياه بإذن الله من البحار ثم يجعله الله عذباً بعد ذلك في الفضاء يقلبه الله من ملوحته إلى كونه عذباً، ويسوقه في السحاب إلى ما يشاء سبحانه وتعالى من الأراضي المحتاجة إلى ذلك كما يشاء جل وعلا. وقد يخلق الله سبحانه الماء في الجو فتحمله السحب والرياح إلى أماكن محتاجة إلى ذلك، ذكر هذا المعنى ابن القيم رحمه الله في كتابه "مفتاح دار السعادة" وذكره غيره... ) أمـَّا ابن عثيمين فيقول : ( ... المطر ينزل من السحاب والسحاب قد أثارته الرياح بأمر الله عز وجل وليس لديّ علم بأكثر من ذلك لكن إذا علم أن هنالك أسبابا طبيعية فإنه لا حرج في قبولها إذا صحت فإن الله تعالى قد يجعل الشيء له سببان سبب شرعي وسبب كوني قدري ... – ثم يقول - : ... والمهم أن السبب الشرعي هو النافع الذي يكون سببا لصلاح القلوب وعلى هذا فنقول إن سبب نزول المطر هو ما ذكره الله تعالى في القرآن ... ) ا . هـ
وأتمنى ممن يتحرى الحق أن يقارن بين أراء العلماء الثلاثة .