كَعبَتُنَا طَاهِرَة .. مَهمَا شَبَّهوهَا بِـ عَاهِرَة !!
.
.
كَعبَتُنَا طَاهِرَة .. مَهمَا شَبَّهوهَا بِـ عَاهِرَة !!
مُؤلِمٌ أن تَكونَ الحُروفُ التي يَتَعلَّمُهَا الإنسَانُ وَبَالاً عَليهِ .. ولا سِيَمَا إن كَانتِ الحُروفِ سِهَامٌ عَلى كَيَانِ هَذهـِ الأمَّةِ الإسلاميَّة .
سُفَهَاءٌ تَعلَّموا كِتَابَةِ بِضعَةِ أبيَاتٍ ، وانسَاقُوا خَلفَ حُروفِهم على حِسَابِ دينهم ..
فأصبَحتِ الحُروفُ سِلاحَاً لِتُمَسَّ بِهِ قِبلَةُ المُسلمينَ ، و لُحومِ من خَلَفِ الأنبياءِ والصَّالحينَ مِنْ العُلمَاءِ وأعلامِ هَذا الدِّين .
ولم يَكُنْ حَالُ هَؤلاءِ إلا كَحَالِ الأعرابيِّ الذي بَالَ في المَسجِدِ ، شُهرَتُهم طَلبوها بالرُّقي على أكتَافِ شَرَفِ هَذهـِ الأمَّةِ وَقبلَتِهَا ؛؛
سَاقِطَةٌ فَاجِرَةٌ لا تَمتْ للإسلامِ بِصِلَةٍ .. شَبَّهوهَا بِقبلَةِ المُسلمينَ .. تِلكـَ الكَعبَةُ التي شَعَّ نورُ الإسلامِ مِنهَا .. وَحنَّت قُلوبِ المُؤمنين إلى رُؤيتِهَا .. تُشَبَّهُ بسَافِرَةٍ بَلَغتْ مِنْ العُري والإنحلالِ حتى رأينا السِّفَاح تَستَبشِرُ بهِ في أعمالِها ..
ولا كَأنَّ الكَعبَةَ قَد أرسِلَتِ الطُّيورُ لِحمَايتِهَا وعظمَتِهَا .. والأشدُّ والأنكى هو خُضوعِ رِقَابهم وإذلالِهَا لِغَيرِ خَالِقهَا في وَصفهم .
وَتأتي المُصيَبَةُ تَزيدُ الجِرَاح .. والعُذرُ أكَبرُ جُرمٍ مِنْ الذَّنب .. فسَردوا أعذَارَهم لأفعَالِهم .. بأنهم أرادوا مِنْ حُروفِهم مَزحَةٌ يَتَسَلَّوا بِهَا .. وَقد سَبَقَ الخِطَابُ الإلهي مَنْ هم جَعلوا الدينَ وأهلِهِ لِيتَسَلَّوا بِهِ قَائلاً سُبحَانه : { وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ }
قال ابن حزم في «الفصل»: (3/299): صح بالنص أن كل من استهزأ بالله تعالى، أو بملك من الملائكة، أو بنبي من الأنبياء عليهم السلام، أو بآية من القرآن، أو بفريضة من فرائض الدين، فهي كلها آيات الله تعالى، بعد بلوغ الحجة إليه فهو كافر) انتهى.
وَمَن إستَهزَأ بأهلِ الدِّينِ وَ سَخِرَ منهم فقد إستَهزأ باالدين .. قال النووي – رحمه الله - : والأفعال الموجبة للكفر هي التي تصدر عن عمد واستهزاء بالدين صريح .
إن الاستهزاء بالدين وأهله ناقض للإيمان ، سواء كان هذا الاستهزاء خفياً أم ظاهراً .
يقول ابن تيمية – رحمه الله - : ( الاستهزاء بالقلب والانتقاص ينافي الإيمان الذي في القلب منافاة الضد ضده ، والاستهزاء باللسان ينافي الإيمان الظاهر باللسان كذلك ) .
إنَّ غَيابَ المُحَاسَبَةِ .. وزَرعِ الأمَانَ مِنَ العُقوبَةِ هو مَا جَرَّأ هَؤلاءِ على إسَاءَةِ الأدَبِ و الإستِهَانَةِ بعُلمَاءِ الأمَّةِ .. فَلَكـِ الله يأ أمتَنَا.
أخيراً فما كَانَ مِن صَوابٍ فَمِنَ اللهِ وَمَا كَانَ مِنْ خَطأ فَمِن نَفسي وَالشَّيطَانِ
عُذراً .. فَعُذراً .. ثُم عُذراً عَلى الإطَالَةِ وَرَكَاكَةِ الأسلوبِ
دُمتُم بِحِفظِ الرَّحمَنِ وَرِعَايتِهِ
.
.
__________________
إِنَّ دَمْعيْ يَحْتَضر ، وَ قَلبيْ يَنْتَظِرْ ، يَا شَاطِئَ العُمرِ اقْتَرِبْ ، فَمَا زِلْتَ بَعيدٌ بَعيدْ
رُفِعتْ الأشْرِعَة ، وَبدتْ الوُجوهـُ شَاحِبَةْ ، وَدَاعَاً لِكُلِّ قَلبٍ أحببنيْ وَأحبَبْتُهُ ..!!
يَقول الله سُبحَانَهُ [اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ]!!
يَا رَب إِنْ ضَاقَتْ بِيَ الأرجَاءُ فـ خُذْ بِيَديْ ..!
|